سعد باسلوم

واقع الطب التكميلي في السعودية

الاثنين - 08 أغسطس 2022

Mon - 08 Aug 2022

للطب التكميلي والتقليدي (الشعبي) تاريخ طويل في الثقافة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، وتعتبر ممارسات الطب العربي والإسلامي كالحجامة والعلاج بماء زمزم والعلاج بالحبة السوداء والتجبير الشعبي من الممارسات التاريخية والتراثية ومن وسائل الطب التقليدي (الشعبي) المستخدمة على نطاق واسع داخل المملكة.

هناك 98 دولة في العالم لها سياستها الوطنية للطب التكميلي، كما أن هناك 78 دولة لها برامج وطنية للطب التكميلي طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.

ولقد كانت المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط في تنظيم الطب التكميلي؛ فقد تم إنشاء المركز الوطني للطب البديل والتكميلي تحت مظلة وزارة الصحة عام 2008 وقد تم اعتباره المرجعية الوطنية لجميع ممارسات الطب التكميلي بالمملكة، كما تم إسناد مهام للمركز والتي كان منها على سبيل المثال إعداد ونشر الدراسات والأبحاث العلمية وإجراء المسوح وتوثيق الطب العربي والإسلامي وتنظيم ممارسات الطب التكميلي وعقد الدورات التدريبية واعتماد البرامج الأكاديمية والتدريبية في مجال الطب التكميلي وإصدار مجلة خاصة في مجال الطب التكميلي وغيرها من المهام التي تهدف إلى تنظيم الطب التكميلي وحسن استغلاله كرافد هام من روافد الرعاية الصحية في السعودية.

أما ما يخص تنظيم منتجات وأجهزة الطب التكميلي فهو من مهام الهيئة العامة للغذاء والدواء.

يستخدم الطب التكميلي بصورة كبيرة في المملكة؛ فقد وصل معدل استخدام الطب التكميلي إلى 64% طبقا لمسح أجراه المركز الوطني للطب البديل والتكميلي عام 2019 شمل 1116 شخصا من مختلف مناطق المملكة.

وطبقا لنفس الدراسة فقد أشار 87% من المشاركين إلى عدم حدوث أي أضرار جانبية من استخدامهم لوسائل الطب التكميلي، حيث كانت أكثر الممارسات استخداما هي العلاج بالأعشاب تلتها الحجامة. كما أن 82% من المشاركين أيدوا إدماج ممارسات الطب التكميلي وتشغيل عيادات للطب التكميلي في منشآت تقديم الرعاية الصحية الأولية.

هناك خمس ممارسات يتم تنظيمها حاليا في السعودية هي: الحجامة والوخز الإبري وتقويم العمود الفقري وتقويم العظام والمعالجة الطبيعية، وقد أصدر المركز الوطني للطب البديل والتكميلي عدة دلائل تنظيمية منها دليل التسجيل والتصنيف لممارسي الطب البديل والتكميلي ودليل مزاولة الطب البديل والتكميلي.

كما تعاونت الهيئة العامة للغذاء والدواء مع المركز الوطني للطب البديل والتكميلي واعتمدت المواصفة القياسية «الاستخدام والتعامل الأمثل مع أدوات الحجامة ونطاق تطبيقاتها» تحت رمز «SFDA.MD 0001:2017” وهو ما يحقق ويؤمن المعايير اللازمة لجودة أدوات الحجامة ومأمونيتها.

كما قدمت المملكة ممثلة في هيئة الغذاء والدواء مشروع مواصفة قياسية دولية تتعلق بضوابط السلامة لأدوات الحجامة لهيئة التقييس الدولية (ISO) ممثلة في اللجنة الفنية الدولية لمواصفات أجهزة ومنتجات الطب الصيني (ISO/TC 249)، والتي وافقت على مقترح المشروع.

واعتمادا على ما سبق فإن هذا يوضح وجود البنية التحتية الأساسية الداعمة والتنظيمات واللوائح والكوادر الفنية اللازمة للعمل على تحقيق النتائج المرجوة من استخدام وتنظيم ممارسات الطب التكميلي.

وأيضا من أجل تحقيق الريادة الإقليمية والدولية في مجال الطب التكميلي والعمل على حل بعض المشكلات البسيطة لجذب الاستثمارات العالمية وتشجيع المزيد من الاستثمارات الوطنية في مجال الطب التكميلي.

إن مستقبل الطب التكميلي هو مستقبل واعد في المملكة العربية السعودية لتوافر جميع المقومات التي تؤدي إلى حسن استخدامه والتعاون المرجو بين المؤسسات للوصول إلى الريادة العربية والعالمية في مجال الطب التكميلي وتحقيق الاستفادة القصوى من خلال أوجه الاستفادة المتعددة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتي سوف نتطرق لها في مقالات أخرى.

SaadBaslom@