حسين باصي

لماذا اليونان؟!

الاثنين - 01 أغسطس 2022

Mon - 01 Aug 2022

ماذا قد يكون رأي أفلاطون وسقراط وأرسطو، مؤسسي الفلسفة اليونانية قبل 2400 عام تقريبا، بزيارة السعودية لليونان؟

هذه الزيارة التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاءت بمصالح مشتركة بين البلدين، كانت زيارة استراتيجية وأهداف كبيرة جدا تتمحور حول عدة نقاط من أهمها الطاقة.

لماذا الطاقة في اليونان تحديدا؟

زيارتنا لليونان بخصوص الطاقة أتت بعد دراسة عدة عوامل تختص فيها اليونان وحدها في قطاع الطاقة.

هنا أعرض بعض تلك النقاط الرئيسية:

- جغرافيا: من حيث الموقع، اليونان تعد من الدول الأوروبية الأقرب للمملكة العربية السعودية، وبالتالي هذا يعدها مدخلا وبوابة لما يمكن تصديره من طاقة للدول الأوروبية. هنا يكون إرسال طاقتنا من المزيج الذي يتناسب مع مجموع مصادرنا للطاقة.

- الإمكانات: كانت اليونان تعتمد على الوقود الأحفوري مثل الفحم بشكل كامل، بل إن اليونان من الدول الأوروبية التي تأخرت في تفعيل برامج للطاقة المتجددة بالمقارنة مع باقي الدول الأوروبية، ورغم هذا التأخير إلا أنها تقدمت بسرعة لامتلاكها المعرفة والبنية التحتية القوية.

قررت الحكومة اليونانية بناء محطات طاقة شمسية بما لا يقل عن 2000 ميجاوات، ومن جهة أخرى يأتي هب الريح في توليد الكهرباء في اليونان بمشاريع تقدر بما لا يقل عن 500 ميجاوات. في هذه المشاريع اعتمدت اليونان على التقنيات الحديثة مثل الألواح الشمسية المزدوجة لإنتاج الطاقة من ضوء الشمس.

أما من حيث الطاقة الحرارية الأرضية، فقد اكتشفت اليونان ما لا يقل عن 55 موقعا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الحرارية الأرضية. تعلمت اليونان من أخطائها السابقة في محاربة الطاقة المتجددة إلى دعمها بشكل كبير حتى أنها خلال 10 أعوام زادت حصة الطاقة المتجددة بما يزيد عن 40%.

قد تقود هذه الزيارة برنامج ربط الكهرباء مع أوروبا من خلال اليونان، هذا الربط مفيد جدا من عدة نواح مثل بيع الكهرباء في أوقات الذروة لأوروبا وهو المعروف بأن سعر إنتاج الكهرباء في تلك الأوقات يكون مرتفعا، من جهة أخرى يزيد الربط من الموثوقية حيث إن أي خلل في إنتاج الطاقة يمكن تعويضه مباشرة من الدول المجاورة ضمن شبكة الربط الكهربائي.

هذه الخطط مدروسة وستأتي أكلها قريبا جدا بإذن الله، ونحن على ثقة بأن هذا التعاون سيجني الخير للبلدين.

HUSSAINBASSI@