إيمان أشقر

أنا سعيد (ح موت من الفرح)

الأحد - 31 يوليو 2022

Sun - 31 Jul 2022

هل الفرح قاتل أم هل السعادة مميتة؟

في هذه الأيام يكثر الكلام عن (متلازمة القلب السعيد).

ما هي متلازمة القلب السعيد؟

نتيجة الانفعال الشديد في حالات الفقد لأحد المقربين أو عند الفقد العاطفي، يصاب الإنسان بحالة شديدة من الحزن، مما قد يؤدي لضعف عضلة القلب والإصابة (بمتلازمة القلب المنكسر)، والتي يطلق عليها (اعتلال تاكوتسيبو لعضلة القلب).

تم اكتشاف تشخيص مرض تاكتسيبو في عام 1990 (حيث يعاني المريض من ضيق في التنفس، تورم الساقين وزيادة ضربات القلب ويظهر الكشف الطبي تليف عضلة القلب وضعف ضخ الدم ونقص في كفاءة عضلة القلب، هذه الحالة قابلة بإذن الله إلى التحسن الكبير عند تناول الأدوية والعلاج النفسي والسلوكي للتقبل والرضا، وتحدث هذه الحالة في جميع الأعمار وأغلبها لمن جاوز الأربعين عاما وتصاب بها السيدات أكثر من الرجال، حتى عند غياب عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب.

ماذا عن سعادة القلب وشدة الفرح؟

متلازمة القلب السعيد والتي تحدثت عنها النشرات الطبية قبل أعوام وآخر أبحاثها في يوليو 2022، هي مصطلح جديد يدخل ضمن تشخيصات القلب المتنوعة، وهو عبارة عن إصابة مفاجئة بأزمة قلبية حادة أو اضطراب في النبض أو استسقاء رئوي، وكلها قد تؤدي لوفاة مفاجئة لا قدر الله. وعلى العكس من متلازمة القلب المنكسر التي تنتشر بين السيدات، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب السعيد، عوامل الخطورة للإصابات القلبية الحادة مثل التدخين والسمنة والعمر أكثر عند الرجال، حيث إن السيدات في عمر أقل من 45 أقل عرضة للجلطة القلبية المفاجئة إلا عند وجود عوامل الخطورة المعروفة، الأعراض لا قدر الله عند الإصابة تكون الآلام حادة في الصدر أو ضيق في التنفس أو زيادة في ضربات القلب ويمكن إغماء مفاجئ، وأيضا نوبة ربو حادة، من المفترض أن لا ننتظر ولا نتوقع هذه الكارثة لا قدر الله، وذلك بزيارة الطبيب قبل أي أعراض، الكشف الدوري عند وجود عوامل خطورة مثل ارتفاع السكر أو الضغط أو السمنة والتدخين، ووجود عامل وراثي لأمراض الشرايين التاجية وخلافه.

إسعاف هذه الحالات هو الأمر المهم، حيث إن الثبات الانفعالي مهم جدا، هدوء المحيطين بالمصاب، الإسراع في الوصول لأقرب منشأة طبية وأخذ العلاج إذا كان المصاب يتناول أدوية لأمراض مزمنة، أيضا عدم التهاون في أي عرض صحي عند وجوده سواء كان عند الأخبار أو بدونها.

لا تنحصر الإصابة بمتلازمة القلب السعيد بشعور السعادة فقط؛ فالشعور بالسعادة عامل محفز ومساعد مع وجود عوامل خطورة سابقة (الشباب نادرا ما يصاب بمتلازمة القلب السعيد) (القلب المنكسر أكثر) وذلك لعدم وجود أمراض مزمنة سابقا، اضطراب السكر في الدم، ضيق الشرايين التاجية أو اختلاف النبض السابق حدوثه، اختلاف الأملاح والمعادن في الدم كل هذه العوامل تساعد على الإصابة القلبية المفاجئة سواء كانت سعيدة أو حزينة.

وفي كل أمورنا نحتاج للاعتدال في نقل الخبر وفي الانفعال، ويبقى الرضا والتسليم هو العلاج لأي انفعال سلبيا كان أم إيجابيا.

ولكن ما هي الأخبار السعيدة؟ الخبر غير المتوقع، تحقق الأحلام، أن تجد ما تمنيت أن يكون، عودة غائب طال انتظاره، رؤية ابن أو ابنة في يوم زفافه، الرزق بمولود تأخر حضوره، فرج أسير أو سجين بإطلاق سراحه، الأفراح تستحق الحمد والشكر لذا فلنتعلم الثبات الانفعالي، الرضا والتسليم، الثقة بالله في تحقيق الأمل إن كان لنا فيه خير، توقع الجميل من الله في كل الأحوال، وأيضا الحفاظ على صحة جيدة والتقليل من عوامل الخطورة قدر الإمكان والاستمرار في علاج الأمراض المزمنة.

كل هذه القناعات والممارسات الصحية سبب في حياة صحية جيدة، وكما قال سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

اللهم اجعل لنا في كل أمورنا الخير كله.

DrEmanMA@