بسام فتيني

ابن دحلان وبنت رضوي!

الأحد - 31 يوليو 2022

Sun - 31 Jul 2022

ليس هذا عنوانا لمسلسل تلفزيوني! بل هي قصة وفاء حقيقية اختلطت مع قصة بر ابنة بتاريخ والدها، أما الزمان فقد كان الأسبوع المنصرم، وأما المكان فقد كان قاعة جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجوار بحر جدة الأحمر الذي لا زال يذكر لمسات الفنان الراحل عبدالحليم رضوي هذا الفنان الكبير الذي نقش اسمه في تاريخ الوطن عبر بوابة الفن، وأنا على ثقة أن جيلا كاملا قد لا يعرف سيرة هذا الفنان العظيم رحمه الله، هذا الفنان كان رائدا للفن التشكيلي السعودي بل أحد مؤسسيه في زمن صعب كان الفن أصلا في خانة المحرمات المجتمعية، لكن الفنان صاحب الرسالة لا ينحت الصخر لينتج لنا منحوتة جميلة فحسب لكنه ينحت صخر مجابهة المجتمع لإثبات رسالة الفن حتى وإن كان عكس الموجة السائدة، ولذلك استطاع تخليد اسمه اليوم بعد رحيله.

فمن يصدق أن (رضوي) ابتعث لدراسة الفن خارج المملكة ليتم تأهيله في كلية أوروبية؟ ثم عاد وأسس مركز الفنون الجميلة عام 1968م!

إن حياة اليتم التي عاشها الراحل منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره لم تكبح جماح طموحه وهو الأخ والابن الأكبر في أسرته بل كافح وعمل جاهدا ليصنع اسمه الذي رفعه عاليا بعد سنوات طوال ووضعت لوحاته في أهم معارض العالم!

باع البليلة واشتغل في الطوافة صغيرا ثم عاد بعد ابتعاثه ليجسد كل شيء رسما ونحتا وفنا!

كانت إيطاليا هي حضنه الدراسي حتى عاد يوما يحمل لقب البروفيسور السعودي عبدالحليم رضوي ثم غادر عالمنا عام 2006م وتوقف قلبه عن النبض ويرحل من الدنيا، لكن بعد سنوات طوال عاد اسم البروفسور عبدالحليم رضوي مرة أخرى عبر ابنته الدكتورة مها والتي وجدت رجلا بقامة الدكتور عبدالله صادق دحلان يعيد ذكرى والدها بتبنيه لجائزة (رضوي فن) وتكون مها ابنة الراحل أمينا للجائزة ثم يشاء الله أن تشارك وتبارك جمعية الثقافة والفنون هذا الإحياء للذكرى وتكون النتيجة دفعة أولى من الفنانين يتوجون بعشر جوائز بالتساوي في نسختها الأولى.

رحم الله عبدالحليم رضوي وبارك الله في وفاء الدكتور عبدالله دحلان وأعان الله الدكتورة مها رضوي لتكمل رحلة اسم كبير صنع التغيير في أيام قد خلت، والقادم أجمل فالفن حياة ولا حياة بلا فن.

BASSAM_FATINY@