حسين باصي

بنزين لا أخضر ولا أحمر

الاثنين - 06 يونيو 2022

Mon - 06 Jun 2022

أذكر عندما كان بنزين السيارات عبارة عن نوع واحد فقط في السعودية وبعدها أصبح هناك نوعان من البنزين، الأخضر ورقمه 91 والآخر هو الأحمر ورقمه 95.

في ذاك الوقت كان معيار «الفتي» عال جدا وعدد كبير من الناس في المجالس يتحدث عن الفرق وكأنه أول من اكتشف أول حقل بترول في العالم. طبعا الحديث عن الفروقات والأسباب ليس موضوعنا في هذا المقال بقدر ما أنني أرغب في «الفتي» بنوع جديد من وقود السيارات.

حديثي هنا عن البنزين الجديد وهو الهيدروجين، لاحظ أنني بدأت «الفتي» فعلا حيث إن الهيدروجين ليس نوعا من أنواع البنزين ولكنه مشتق من مصدر مشابه، الغاز الطبيعي. وعندما نشتق الهيدروجين من هذا المصدر نطلق عليه الهيدروجين الرمادي. والنوع المشابه له هو الهيدروجين الأزرق وذلك لأننا احتجزنا الكربون ومنعناه من التوغل في الأجواء ليسبب كوارث مناخية.

هناك مصدر آخر للهيدروجين وهو الماء، ذلك يعني أنه طالما أن هنالك ماء في كوكب الأرض فذلك يعني أن هنالك هيدروجين، وهنا نطلق عليه الهيدروجين الأخضر؛ لأن استخلاص الهيدروجين يتم بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والتي طالما عرفت بأنها صديقة للبيئة.

ما الذي يميز غاز الهيدروجين؟

قارنته في مقال سابق بالبنزين والآن أود أن أقارنه بالبطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية. أعطي الهيدروجين ميزة أنه أخف وزنا بكثير من البطاريات، الأرقام تقول إن كل 3 جرام من الهيدروجين يعادل سير السيارة لمسافة 1 كلم، في المقابل 20 جرام كم البطاريات يوازي 1 كلم. قد تكون هذه المقارنة ليست دقيقة لأن البعض يعترض على مقارنة غاز بمواد صلبة أو حتى سائلة.

الميزة الأخرى هي أن تعبئة خزان الهيدروجين تعتبر سريعة جدا بالمقارنة بالوقت اللازم لشحن السيارات الكهربائية، كما أن البنية التحتية قد تكون أكثر سهولة للتجهيز في بعض الدول التي تحتوي على خطوط غاز مدنية.

حتى الآن تبقى هناك تلك الميزة الجوهرية على جانب السيارات الكهربائية، وهي سهولة صيانتها ميكانيكيا بالمقارنة بالسيارات الهيدروجينية والتقليدية.

والميزة الرائعة الأخرى في السيارات الكهربائية هي القيادة بهدوء، لا يمكنك سماع ضجيج من تلك السيارات.

كنت في إحدى الدول الأوروبية ومرت أمامي سيارة نقل جماعي كهربائية من النوع الطويل (مركبتان متصلة ببعضهما من المنتصف بمفصل مرن) وبالكاد سمعت صوتها وهي تتسارع في الطريق، وبعدها مرت بجواري سيارة سيدان فارهة بصوت مكينة مسموع جدا.

من المتوقع أن نجد انتشارا للسيارات الهيدروجينية قريبا في السعودية وفي اعتقادي بعد عام 2025م.

نحن في المملكة العربية السعودية ندعم ونشجع عالم الابتكارات الصديقة للبيئة ومنها السيارات الكهربائية وبدأنا فعلا بإحدى المصانع لتلك السيارات ولا أجدها غريبة بأن نسمع أننا بنينا مصنعا آخر للسيارات الهيدروجينية.

HUSSAINBASSI@