مرزوق بن تنباك

في الأفق أزمة قادمة

الثلاثاء - 24 مايو 2022

Tue - 24 May 2022

يبدو أن العالم سيواجه أزمة جديدة بعد أن عاش عامين قاسيين من جراء الوباء الشامل لفيروس كورونا؛ فما كدنا ننتهي من ذلك الوباء العالمي الذي أقفل أبواب التواصل بين الدول والأمم والقارات لعدد من السنوات وصارت في تلك الفترة كل البشرية جمعا في حصار صعب عطل الطرق وأوقف الحراك بين الناس وباعد بينهم ولم ينج من ذلك قطر ولا مكان ولا دولة.

وكان من أسباب انتشار الوباء وشيوعه هو سهولة التواصل وسرعة التنقل بين القارات تلك الميزة التي قربت البشر وسهلت التواصل ويسرت سبل التجارة وتبادل المنافع بينهم، وقد تحولت هذه المنافع الجمة إلى ما ينغصها ويفسد الاستمتاع بها ذلك أنها نقلت وتنقل بالسرعة نفسها ما لا يحبه الناس وما لا يرغبون به، كانت تنقل معها أزمات الحروب ومآسي العالم وما فيه من فقر وبؤس وعدوان وظلم الأقوياء وجبروتهم على المساكين والضعفاء وهذا وحده ينغص سعادة السعداء البعيدين عن البؤس والمآسي الذين يودون أن يروا العالم كما يحلو لهم بلا حروب وبلا مشكلات يرون عالما يسوده الحب والتسامح والرفق الذي تطيب به الدنيا ومن فيها ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، تأتي الأزمات على غير موعد أحيانا يصنعها الناس وأحيانا أخرى تصنعها الأقدار التي تأتي بالأمراض والأوبئة والكوارث الطبيعية وما يرعب الناس وينغص عليهم حياتهم ولا يد لأحد فيه بل هي الأحداث التي تسيرها قدرة الله وتقديره.

بعد أن قارب مرض كورونا من الانتهاء وإن لم ينته بعد؛ لاح بالأفق مرض خطير سريع الانتشار مؤذن بموجة جديدة من العزلة والانقطاع والتوقف عن التواصل بين القارات ذلك هو مرض «جدري القرود» الذي لم يكن له ذكر قبل أيام معدودات ولا وجود، وخلال أقل من أسبوع ظهر في أكثر من قارة وفي أكثر من دولة في أوروبا وفي أفريقيا وفي الدول الآسيوية وهو مرض معد وبسلالتين معروفتين من قبل.

ولا شك أن توالي الأمراض سريعة الانتشار يسبب كثيرا من الأزمات في شؤون الحياة وشجونها؛ ليس المرض بذاته وحسب وإنما ما يترتب عليه من أضرار تمس المصالح العامة بين الدول وتحدث خطرا على سيرورة الاقتصاد والتواصل وتنقل الناس وما يحتاجه بعضهم من بعض؛ فالتواصل الدائم بين الدول والقارات يحدث معه التعاون المطلوب وتبادل المنافع وتيسير طرق التجارة ونمو الاقتصاد، وقد شهدنا في السنوات الماضية الأضرار الكبيرة والكساد الذي كان سببه توقف الاتصال بين قارات العالم عندما تفشى مرض كورونا، وقد يحدث اليوم ما حدث في السنوات الماضيات من عزل واحتراز بسبب تفشي مرض جدري القرود وستتخذ كل دولة مزيدا من الحذر ومزيدا من الاحتراز الذي لابد منه أمام طوفان المرض وخوف العدوى السريعة.

لكن من حسن الحظ أن بلادنا حرسها الله ووقاها شر الأمراض كانت لها تجربة ناجحة ومتميزة في كفاح مرض كورونا وتجربتها الناجحة في تلك الفترة ستكون مطمئنة لأهل هذه البلاد ومن يعيش فيها لتواجه هذا المرض الجديد بمثل ما واجهت به سابقه، وكلي ثقة أن وزارة الصحة ستضعنا في دائرة الضوء على ما تسعى إليه وما تقدم من معلومات مهمة للناس حتى يكونوا عيونا مبصرة وآذانا صاغية للتعاون والإبلاغ عن أي حالة قد تكون تحمل فيروس المرض أو تنشره ولا سيما في من قد لا يمر عبر نقاط الضبط المعروفة.

Mtenback@