حيدر علييف.. مؤسس أذربيجان الحديثة

يحتفل الشعب الأذربيجاني اليوم 10 مايو، بالذكرى الـ99 لميلاد الزعيم القومي ومؤسس أذربيجان الحديثة حيدر علييف. كان علييف، من أعظم الرجال الذين مروا في تاريخ أذربيجان منذ تأسيسها، حيث قاد الشعب الأذربيجاني على مدى عقود نحو الأمن والأمان والاستقرار وترسيخ دعائم النهضة والكرامة الوطنية، وأصبح بذلك الزعيم التاريخي والشخصية الخالدة في ذاكرة شعبه.

ولد حيدر علييف في 10 مايو عام 1923 في مدينة ناختشوان الأذربيجانية وعمل في أجهزة الأمن، حتى وصل إلى منصب رئيس للجنة أمن الدولة التابعة لمجلس الوزراء في أذربيجان عام 1967. وفي عام 1969 تم انتخابه سكرتيرا أول للحزب الشيوعي الأذربيجاني في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني، ثم انتخب في عام 1982 عضوا بالمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، وعين نائبا أول لرئيس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. وقد استقال حيدر علييف في أكتوبر عام 1987 من منصبه في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي احتجاجا على سياسة النظام السوفيتي آنذاك.

وفي عام 1993 توجه الشعب الأذربيجاني بنداء إلى حيدر علييف لتولي زمام السلطة وإخراج البلاد من الأزمات التي تعرضت لها خلال شهري مايو ويونيو في ذلك العام بسبب الحرب التي شنتها أرمينيا والأزمة الاقتصادية نتيجة لانهيار النظام الاقتصادي السوفيتي.

وكان حيدر علييف دائما وفيا لبلده الأم ولشعبه الأصيل، ووقف جنبا إلى جنب مع شعبه في مواجهة التحديات كافة في تلك المراحل الشاقة المتوترة، معتبرا أن إرساء الاستقرار والسلام والتقدم في أراضي أذربيجان يأتي في مقدمة أهم مهام عمله ونشاطه.

أخرجت القيادة الحكيمة لحيدر علييف أذربيجان من المرحلة الحرجة وتمكن البلد خلال فترة قصيرة من ترسيخ مؤسسات الدولة وتعزيز علاقاتها الدولية وتبني استراتيجية شاملة في مجال الطاقة وإرساء أسس التنمية المستدامة طويلة الأجل للبلاد وبذلك بدأت حقبة جديدة في تاريخ أذربيجان المستقلة، وتم الاستفتاء على الدستور الجديد لأذربيجان في عام 1995 فضلا عن صدور حزمة من القوانين التقدمية الجديدة أدت إلى تغييرات جذرية في النظام التشريعي في البلاد وحصلت أذربيجان على عضوية منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وانضمت للشراكة في مبادرة التعاون من أجل السلام لحلف الناتو عام 1994. واستهدفت السياسة الجديدة للبلاد تحقيق طموحاتها المتعلقة بالاندماج في منطقة أوروبا الأطلسية وتعزيز علاقاتها بدول الجوار وبالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية. كما أولت السياسة الخارجية الجديدة اهتماما خاصا لإعادة بناء العلاقات التاريخية بين أذربيجان والعالم العربي والإسلامي.

ولعبت الاستراتيجية الوطنية في مجال الطاقة دورا حيويا في النهضة، حيث وقعت أذربيجان في سبتمبر عام 1994 على عقد القرن مع شركات النفط المتعددة الجنسيات من أجل تطوير حقول النفط تحت الماء في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين. وترتبط كافة الإنجازات في الاقتصاد وفي السياسة وفي مجال حل القضايا الاجتماعية باسم زعيم شعب أذربيجان حيدر علييف. وبفضل إرادته السياسية ومثابرته وصلابته وطموحه وحبه العظيم لبلاده وشعبه، يسود الآن الاستقرار والسلام في أذربيجان.

وبفضل السياسة الحكيمة التي وضع أسسها حيدر علييف تحولت أذربيجان في عهد الرئيس إلهام علييف إلى دولة رائدة على الصعيد الإقليمي وشريك يعتمد عليه في العلاقات الدولية. وتلعب أذربيجان اليوم دورا محوريا في كل القضايا الإقليمية، وتتقاسم ثمار ازدهارها وثرواتها مع بلدان المنطقة عبر مجموعة من آليات الشراكة والتعاون.

ولقد استعادت أذربيجان وحدة أراضيها بعد ما قرب من ثلاثين عام من الاحتلال تحت قيادة الرئيس إلهام علييف القائد الأعلى المظفر للقوات المسلحة الأذربيجانية بانتصار عظيم في حرب وطنية استغرقت 44 يوما، وأرغم أرمينيا على الاستسلام بقوة الإرادة السياسية والعسكرية، وهكذا قام فخامة الرئيس إلهام علييف بتنفيذ وصايا الزعيم القومي حيدر علييف الراحل حول تحرير أراضي أذربيجان وضمان سلامتها وسيادتها مع تضامن الشعب الأذربيجاني ورفاهيته.

ولا شك أن للمملكة العربية السعودية مكانة خاصة في السياسة الخارجية الأذربيجانية ويعود الفضل في تعزيز العلاقات الأذربيجانية-السعودية إلى حيدر علييف الذي قام بزيارة رسمية إلى المملكة في عام 1994، ولقد تم وضع حجر الأساس للعلاقات بين البلدين الشقيقين والتي بلا شك نجني ثمارها اليوم. وبفضل الجهود المستمرة من قبل فخامة السيد الهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تشهد اليوم العلاقات الأذربيجانية-السعودية تطورا كبيرا.