عادل الحميدان

الإعلام الأمريكي.. للعقل در!

الأربعاء - 27 أبريل 2022

Wed - 27 Apr 2022

صفقة استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على تويتر مقابل 44 مليار دولار.. خسارة نتفليكس لأكثر من 54 مليار دولار من قيمتها السوقية و200 ألف من مشتركيها.. شركة وورنز براذرز ديسكفري تغلق (سي إن إن بلس) بعد شهر من إطلاقها، جميعها أحداث تفتح الباب على مصراعيه لتغييرات جذرية في صناعة الإعلام الأمريكي.

حقيقة فإن سيطرة اتجاهات سياسية وفكرية معينة على مفاصل الآلة الإعلامية في الدولة الأكثر تأثيرا في لعبة الإعلام على الصعيدين الداخلي والخارجي يجعل من أي تغيير محل ترحيب وحفاوة من الجميع، خاصة وأن معظم هذه المؤسسات قد خرجت في أداء رسالتها على كافة أخلاقيات العمل الإعلامي.

فمن كان يعتقد أن منصة إعلامية واسعة الانتشار تسعى إلى تكميم أفواه معارضي أجندتها السياسية بما فيهم رئيس سابق للولايات المتحدة، ومن كان يتصور أن قناة عالمية تتحول إلى منصة لبث الأكاذيب والشائعات ضد الدول والشخصيات لمجرد أنها لا تتفق مع سياسة محركيها، ومن كان يتخيل أن الترويج للمثلية وازدراء الأديان وثقافة الكراهية والعنصرية أصبح وسيلة للترفيه.

ما يغفله صناع الإعلام الغربي والأمريكي على وجه التحديد هو أن العولمة لم ولن تغير مبادئ وقيم أساسية في معظم دول العالم، وأن الثورة الاتصالية وإن كانت قد حطمت الحدود الجغرافية، إلا أنها لم تلغ الخصائص الثقافية لكل مجتمع في الكرة الأرضية.

لم ينجح الإعلام الأمريكي يوما في فهم الآخر وأن تتعايش معه كما هو، ويبدو أنها لن تنجح في القادم من الأيام إلا إذا تخلت عن نظرة الفوقية وتوقفت عن خطاب الوصاية على عقول الناس، وتحديد ما هو صالح أو فاسد لهم.

لم ننصب أنفسنا محامين عن شعوب الأرض، لكننا نتحدث بلسان الكثير من الداعين إلى أن يطبق هذا الإعلام ما يدعو إليه من احترام حقوق الإنسان في العيش بالطريقة التي يحبها، والتفكير بالطريقة التي يألفها، والتعامل مع من يريد، والابتعاد عما يرغب في هجره.

التغيرات التي تمت في خارطة الإعلام الأمريكي تعني أن هناك فرصا واعدة ومعادلات جديدة تتم صياغة العلاقة بين المعلوم والمجهول فيها، وهو الأمر الذي يدعو للتفاؤل في حد ذاته فلم يتعامل العالم مع أسوأ من تلك المعادلات التي عاشها خلال العقود الماضية.

وبنبرة التفاؤل.. فلسان حال الغالبية يهمس مخاطبا الوافدين الجدد والمقيمين الدائمين في دهاليز تلك المؤسسات «للعقل دُر».

@Unitedadel