فهد محمد الأحمري

«أنت سعودي.. أنت؟»

السبت - 23 أبريل 2022

Sat - 23 Apr 2022

انتشر مقطع لشاب في برنامج تلفزيوني وهو يدافع عن فتاة سعودية في مقهى يمارس عليها مديرها التنمر ويوبخها أمام الزبائن في مشهد تمثيلي لرصد ردود فعل الناس. تفاعل الناس مع شجاعة الشاب وهو ينافح عن الفتاة ويتوعد مدير المقهى بمعاقبته بالاعتداء عليه (يطأ وجهه) بحسب تعبيره.

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي المقطع وقام الكثير بتسطير الثناء والمديح له نثرا وشعرا تقديرا له وتناقل الناس عبارته «أنت سعودي.. أنت» على نطاق واسع وأصبح «ترند» على منصة تويتر وغيرها.

مع احترامي لصاحب المقطع الذي أحيي فيه نخوته وتقديري كذلك لمن ثمّن الموقف وأثنى على تصرف صاحبه إلا أنني أختلف معهم لأسباب ومنها أن في هذا التصرف تشجيع للعامة بالاعتداء على من يقع في الأخطاء والمخالفات ومعاقبته.

الجميع يعلم أن ممارسة تطبيق القانون والجزاءات وتنفيذها هي من حق السلطات العدلية والتنفيذية وممارستها يعد افتئات على سلطة الدولة.

صحيح أنه قد تستفز أحدنا كثير من التصرفات الخاطئة والتي نشاهدها في الحياة اليومية غير أن دور الفرد منا هو تبليغ الجهة الرسمية المعنية بهذا الشأن سواء كانت المخالفة أمنية، مرورية، تجارية، بلدية وغيرها من المخالفات.

أقدر في الناس تفاعلهم مع شجاعة الشاب لكن المبالغة كانت حاضرة في تصرف صاحب المقطع، وحاضرة كذلك في تفاعل الرأي العام، الذي قد يحفز الآخرين إلى الإقدام على مثل هذا وأكثر من خلال الاعتداء على الغير بحجة النخوة والغيرة تجاه المظلومين أو الذين يقع عليهم الضرر، ومحاكمتهم في الشارع وتنفيذ العقوبة عليهم جسديا بالضرب و»دعس الوجه»، وبهذا نكون مارسنا دور النيابة العامة والقضاء والأمن وأصبح الناس في شريعة الغاب.

الذي أخشاه أن يتهور بعض المراهقين و(المهايطية) على تطبيق مثل هذا وأكبر استنادا إلى دعم الرأي العام لمثل هذا المقطع.

أنت سعودي ليس بالتهور بل بشجاعتك ونخوتك التي يحكمها العقل واحترام القانون فالشجاعة منبتها القلب ومرساها العقل وفي هذا يقول أحمد شوقي:

إن الشجاعة في القلوب كثيرة ..... ووجدت شجعان العقول قليل

@fahadalahmary1