المسيليم قفاز الأهلي الذهبي وحارس القلعة الأمين

الخميس - 20 يناير 2022

Thu - 20 Jan 2022

في عصر الاحتراف نجد النجوم يبحثون في كل نهاية عقد عن مصالحهم دون النظر للظروف التي تمر بها أنديتهم، خاصة أن العمر الزمني للاعب على المستطيل الأخضر قصير، وبالطبع ذلك من حقوقهم التي منحها لهم النظام وسوق العرض والطلب، ولكن الحارس الأهلاوي ياسر المسيليم لم يعترف بذلك، بل كان متمسكا بالبقاء داخل أسوار القلعة الخضراء برغم نجوميته وحساسية مركزه وحاجة الفرق لإمكانياته، وبرغم الظروف التي عاشها في كثير من الأوقات غير المشجعة لبقائه إلا أنه في كل مرة كان يزيد إصراره على البقاء ويشير في كل مرة إلى أن فضل الأهلي عليه يتوجب منه الوقوف معه في كل الظروف، وأنه ينتظر الفرص على الدوام لرد الدين للكيان ومدرجه الكبير.

البداية من هجر

النجم الحساوي الخلوق ياسر المسيليم صاحب الـ37 عاما بدأ مسيرته الرياضية في الفئات السنية بنادي هجر قبل أن ينتقل للنادي الأهلي بفئة الناشئين عام 2002م بعدما خطف الأنظار في البطولة المدرسية والتي ثبت فيها موهبته ليسارع الأهلي في كسب هذه الموهبة قبل أن يذهب لناد آخر، واستطاع بعد تصعيده للفريق الأول عام 2005م وهو في الـ21 من عمره، أن يكسب ثقة المدربين ويكون الحارس الأول للفريق وبعد ذلك بموسم انضم للمنتخب السعودي كحارس شاب ينتظره مستقبل كبير.

أفضل حارس آسيوي

في بطولة آسيا 2007 سطع نجم الحارس الكبير ياسر المسيليم كثيرا، ووصل بالأخضر نحو المباراة النهائية وسط مستويات كبيرة قدمها في مباريات البطولة، وبرغم خسارة الأخضر اللقب أمام شقيقه العراقي بهدف وحيد إلا أن أباعمار حصد جائزة أفضل حارس آسيوي بعد أن تألق في النهائي وأبدع وتصدى للعديد من الكرات الخطيرة والأهداف المحققة، وقد استمر مع المنتخب حتى عام 2018م وشارك في كأس العالم ضد مصر وحقق معه الفوز الثالث للمنتخب في المونديال.

حارس البطولات والألقاب

بعد أن قضى ياسر المسيليم قرابة عقدين من الزمن داخل أروقة القلعة الخضراء و16 عاما مع الفريق الأول أسهم الحارس الأمين في تحقيق 9 بطولات، منها ثلاث بطولات عام 2007 وهي كأس الأمير فيصل بن فهد والبطولة الخليجية وكأس ولي العهد، كما حقق 3 بطولات كأس ملك أعوام 2011 و2012 وكأس ولي العهد 2015، حيث نزل بعد طرد المعيوف وسط ظروف صعبة تمثلت في احتساب ضربة جزاء إلا أنه كان في الموعد كعادته، إضافة إلى المساهمة في ثلاث بطولات في عام 2016 هي الدوري وكأس الملك والسوير، ولعل القفاز الذهبي للمسيليم دائما ما يظهر في المواقف الصعبة للفريق، وفي الوقت الذي يحتاجه.

كاريزما رائعة داخل وخارج الميدان

بالإضافة لما يملكه أبوعمار من إمكانيات فنية كبيرة على المستطيل الأخضر، فهو أيضا خارج الملعب يملك كاريزما خاصة جعلت منه صديق الجميع، فابتسامته الدائمة وتفاؤله وروحه المرحة وقلبه الطيب جعلت منه شخصا محبوبا ومقبولا لدى الآخرين حتى لو كان اللقاء الأول بينهما .. فالمسيليم يعمل على الدوام بالتهيئة النفسية ورفع الروح المعنوية للقادمين للقلعة سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب، فمن اليوم الأول يكسر حاجز الغربة ليشعرهم بأنهم في بيتهم الثاني.

احترافيته وانضباطه

منذ انضمامه قبل عقدين من الزمن للنادي وقبل أن يدخل عالم الاحتراف مع الفريق الأول، وتحديدا مع الفئات السنية كان مثالا للجد والمثابرة والاجتهاد والانضباط بالتدريبات والقرارات التي يفرضها المدربين ..وبرغم حساسية مركزه وتعرضه الدائم للهجوم إلا أنه قليل جدا ما أشهرت في وجهه البطاقات الملونة وتحديدا الحمراء التي عوقب بها مرة وحيدة في مشواره الطويل.

ففي مرات كثيرة كان المسيليم على الدكة برغم أفضليته على الأساسي، ولكنه كان لا يتذمر ويدعم زميله بالمركز ويؤكد أن مصلحة الفريق هي الأهم والفوز هو المطلب والمدرب صاحب الصلاحيات المطلقة، مما زاد حبه واحترامه عند زملائه فهو يمثل القدوة الحسنة لهم، كما أن كثيرا من المواقف تشهد لوقفته مع زملائه ومشاركته أفراحهم وأتراحهم والبحث في كثير من الأوقات عن حل مشاكلهم.

الاعتزال بشعار الأهلي

كل المواقف التي حدثت للحارس العملاق تؤكد العلاقة الكبيرة بينه وبين النادي والتي تجاوزت العقود، فياسر من أسهل اللاعبين مرونة في تعامله مع الإدارة حين تجديد العقود، ففي كل مرة يجدد للفريق بدون مساومات ولا مزايدات برغم أنه على رادار الأندية الكبيرة الأخرى ولكن عشقه وولاءه وارتباطه بالكيان جعله من أوفى اللاعبين الذين ارتدوا شعار الأهلي وأخلصوا له وقدموا كل ما يملكون في سبيل إرضاء عشاق الأهلي، كيف لا وهو حارس البطولات والألقاب ومن أبرز نجوم الأهلي على مر تاريخه.