عائشة العتيبي

مجتمعك هم أهم قرار

الخميس - 30 ديسمبر 2021

Thu - 30 Dec 2021

لم تكن رسالة قد تنسى بعد قراءتها ولا قلما أوشك حبره على الانتهاء ثم يرمى ولا رؤية لم يكن لها مقام وقيمة، بل هي أكبر من ذلك جدا، مهنة شريفة لا بد من الاهتمام بها وتقديرها وإظهارها بصورة نزيهة وذات مصداقية، لذا أحببت أن أكتب إليكم هذه الرسالة ربما تمنح لذوي المهنة وإعلامها صورة ناجحة لشخص اعتبر الكتابة والإعلام جزءا من أركان المجتمع الواعد والمشرف لوطنه وأمته.

فهم فئة يحاربون المجتمع بأقلام بائسة وأفكار كاذبة ويتجردون من الحقيقية وينظرون إلى ما بعد منها ثم ينقلونها بصورة مناقضة، لم يصلوا للإعلام ببراعة مهاراتهم ولا خبراتهم الواعية بل وصلوا لكي يخبرونا أنهم لا يمثلونه ولا يتخذونه منهجا ورسالة صادقة، هم فئة يبعثون للمجتمع رسائل غير مناسبة لا تتوافق مع حضارة وطننا الذي يدعو للنهضة والتطور، ورفع من قيمة المواطن ودائما ما يضعه في المقدمة، حيث عمل من الإعلام منبرا ووسيلة ورسالة لها قيمة ومعنى، تعين في بناء مجتمع واع ومثقف، والرسائل الإعلامية المقروءة منها والمسموعة هي وسيلة إيصال فكرة وهدف ومحطة استماع وتحدث تعين الفرد على نشر ثقافة معينة أو اكتساب نموذج هادف، بل أهم أهدافها نقل الوعي بصورة أكثر رقيا وتطورا، فعلى هذا الصدد لا بد للواعين من الصحفيين والإعلاميين من احترام وتقدير تلك المهنة بصورة تقع بهم على المسار الصحيح والمرضي لمكانة المهنة، حفظا منهم لهذه الأمانة والقيام بنشرها لمن سوف يقرؤها ويسمعها بشكل واضح ومؤثر.

يجب على المخلصين بناء نموذج لا يدعو للعنصرية والفرقة لأجل رياضة معينة مثلا أو مجال معين أو إثارة جدل فقط، بل لا بد من تقديم قيمة غنية بما يمكن أن يتحدث بها بصورة معبرة ومحايدة تنقل فكرة صالحة للفرد ومجتمعه، أيا كانت تلك القيمة لا بد من إبرازها وإيضاحها ووضعها كنصائح مرشدة تجنب الفرد من الوقوع في دائرة الخطر الذي قد يضيع به فكره وخلقه وقيمته كعنصر واحد من مجموعة كبيرة في هذا المجتمع، فتصلح فردا واحدا خيرا من تفسد مجتمعا كاملا وتعيده خلاف ما يجب أن ‏يسير إليه، وعند إصلاحك لفرد واحد هو دافع لنشر قيمة غنية ربما يصل بها لعدة أفراد آخرين بصورة أكثر جرأة منك وقد تعجز عنها أنت كإعلامي ومحلل في إيصالها، ويجب أن تعطيهم حرية كبيرة للقراءة عن قلمك، وهذا يجعل القارئ أكثر شغفا واكتشافا ثم يبحث عما تقصد إذا عجز عن فهمك، لا بد أن تصبح ذكيا حتى بطرحك وتوجه مهنتك لمسار بائن يحمل مصداقية ووضوحا.

ابتعد عن أسلوب التناقض والاستفزاز فهي من الأمور التي تحكم على شخصيتك مبكرا كمقدم رسالة وتغلق الطريق عليك من أول طرح، حينها سوف تبحث عن عدة حلول ولن تجدي نفعا لأن المجتمع يدرك قيمة الحذر منك أكثر من البحث عما تهدف إليه، هم قادرون على منعك وتجاهلك أيضا، وقادرون على إغلاق كل السبل التي يمكنها أن تصلك بهم متى ما شعروا بأنك شخص ليس مرغوبا ومرحبا به، والتعمق في إيصال رسالتك قد لا يشكل أي حل حين تهدف إلى زرع بذرة فاسدة في أرض صالحة للزراعة هذا هو حال المجتمع عندما تريد الدخول إليه بصورة أشبه ما يقال سيئة ثم تريد منهم الحفاوة والتصفيق لك، هم متأكدون أنك كمفكر غير صالح للعيش معهم في محيط واحد، المجتمع واع أكثر مما تعتقد وتظن لذا فكر بقيمة فكرتك واهتم في توجه رسالتك أيا كانت تلك الرسالة، سوف تنجح عندما تخاف الله ثم تثق بنفسك وبقيمة مجتمعك وما تقدمه إليهم؛ كنت أنت صحافيا أم كاتبا.. حماية الفكر المجتمعي أمر واجب عليك؛ فهو أهم قرار لا بد أن تتخذه.

3ny_dh@