نوف إبراهيم النمله

حوكمة مشاركة المعرفة

الثلاثاء - 21 ديسمبر 2021

Tue - 21 Dec 2021

يعد مفهوم الحوكمة من المفاهيم الإدارية الحديثة التي تساعد على معالجة بعض المشاكل من خلال قواعد وأسس الضبط والرقابة على المنظمات وتوجيهها بغرض تحقيق الرشد، مما يعظم ربحية المنظمات ويحقق أهدافها ويضمن لها البقاء والاستمرار، كما لها من الدور في توسع مشاركة العاملين في وضع الأهداف والخطط واتخاذ القرارات وأن هذا التوجه يسهم في زيادة فعالية أداء العاملين في المنظمة.

يقصد بعملية مشاركة المعرفة كسب معارف جديدة من خلال عملية التعلم وتطبيق هذه المعرفة من قبل مستلمها، وتهيئة المعلومات حول المهام، والتعاون مع الآخرين لحل مشكلاتهم، وتطبيق السياسات وتطوير الأفكار الجديدة. تحدث عملية مشاركة المعرفة من خلال عملية تعلم ديناميكية عن طريق التفاعل المستمر بين كل من (المنظمة، الزبائن، والموردين) من أجل الابتكار. ويتم التشارك المعرفي الداخلي من خلال الاجتماعات الدورية وغرف الاستراحة في المنظمة، أما الخارجية فتتم من خلال الندوات واللقاءات التي تعقدها المنظمات المختلفة، والنتائج المتوقعة من المشاركة هي زيادة كفاءة المنظمة وتطويرها بشكل خاص والمنظمات الأخرى بشكل عام مما يؤدي إلى الارتقاء بها.

وبإسقاط مصطلح الحوكمة على عمليات إدارة المعرفة، يصبح لدينا ما يعرف بحوكمة إدارة المعرفة والتي تعني كيفية وضع هيكل يسمح بقدر كبير من الحرية والانضباط في ظل سلطة القانون، يقوم على معايير الشفافية والوضوح والدقة والتي تسهم في تحسين عملية إدارة المعارف بسهولة. فأساس فكرة حوكمة المعرفة هو خلق ظروف بيئية فعالة من شأنها تشجيع الاهتمام بالمعرفة وتعلمها وتشاركها والعمل في ظل وجود درجة عالية من الثقة بين الأفراد والقادة.

إن استراتيجية حوكمة مشاركة المعرفة عبارة عن وسائل وآليات عمل تدعم التبادل السلس للمعرفة وتسعى لجعل المعرفة متداولة بين المنظمات عبر عملية تنسيق منظم بين المنظمات للاستفادة من المعارف والخبرات المتراكمة بدون المساس بملكية الأطراف الأخرى مما سينعكس بصورة إيجابية على مستوى الأداء، والإنتاجية، والجودة. كما أن أهمية استراتيجية حوكمة تشارك المعرفة تتمثل في: تمكن المنظمات من الحصول على مختلف المعارف والخبرات من منظمات أخرى؛ حيث إنه في إطار حوكمة إدارة المعرفة فإن المنظمات تصبح تشعر بالأمان مما يجعل لديها الرغبة في نشر مختلف المعارف والخبرات لصالح منظمات أخرى، وتبدأ الخبرات في الانتشار بتحقيق مبدأ الإفصاح والشفافية أيضا، وقد تعمل المنظمات إلى وضع نظام يسهل عملية إعارة الموظف المتميز إلى منظمة أخرى أو أن تقدم المنظمات لبعضها التدريب لترقى بها، وتقلل العملية من التعلم من الأخطاء الذاتية بالتعلم من أخطاء الغير والاستفادة من الخبرات.

وفي الأخير فان التشارك المعرفي عملية لولبية تصاعدية تبدأ داخل المنظمة على مستوى الأفراد من خلال التفاعل ومشاركة المعارف والخبرات فيما بينهم، وتتحرك صعودا إلى المستوى الجماعي «الفرق» ومن ثم وحدات المنظمة بأكملها، ثم المنظمات الأخرى في المجال وصولا إلى المجتمع.

تتطلب عملية حوكمة مشاركة المعرفة بين المنظمات أبعاد جوهرية هي: رؤية وقيم أساسية وتلك هي أحد الأمور الرئيسة التي تشكل جزءا من أساس ثقافة المنظمة التي تحتاج مسؤولية تنميتها ونشرها إلى قيادة واعية للمعرفة وأصحابها، مع الاعتماد على الحلول التكنولوجية الفائقة في المشاركة بالمعرفة بين المنظمات، لنحصل في الأخير على مصطلح الثقة (الثقافة، القيادة، التكنولوجيا) وهو صلب عملية حوكمة المعرفة بين المنظمات.

على هذا الأساس نجد أن آليات حوكمة المعرفة كتقييم الأداء والحوافز ومكافأة الأنظمة الأخرى، يتم تطويرها من قبل المنظمات لدعم وتطوير ثقافة مشاركة المعرفة لذلك توفر آليات حوكمة المعرفة فرصا ممتازة للمنظمات للتواصل وإنشاء قواعد تنظيمية وتحسين الأمن الوظيفي وتعزيز الاستعداد لمشاركة المعرفة.