بسام فتيني

لماذا ظهرت الحوكمة!؟

الأحد - 07 نوفمبر 2021

Sun - 07 Nov 2021

‏لم يكن مقال الأسبوع الماضي مقالا عابرا، ودارت العديد من النقاشات مع بعض إخواني المهتمين بحوكمة شركات الطوافة؛ لذلك كان يجب أن استكمل ما أردت الإشارة إليه في المطالبة بحوكمة هذا القطاع؛ لذلك يجب أن نعرف لماذا ظهرت الحُوكمة؟

‏والجواب كان بسبب تورط مجالس إدارات بعض الشركات العالمية في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بسبب فضائح وعمليات احتيال كبيرة! لذلك تحدد الحوكمة مصير الشركات والكيانات بدرجة كبيرة في عصر العولمة، ‏وأصبحت ضرورة لحل المشاكل الناشئة نتيجة الجمع بين الملكية والإدارة، وهنا كلمة حق وفخر يجب أن تقال.

‏نحن في المملكة العربية السعودية شهدنا تطورا لحوكمة الشركات في المملكة بدأت منذ 1965م حين صدر نظام الشركات السعودي ثم في 2003م صدر نظام السوق المالية وفي 2006م ظهرت لائحة حوكمة الشركات الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية ثم في 2014م صدر دليل حوكمة الشركات العائلية وميثاقها الاسترشادي وفي 2015 (نظام الشركات المحدث -لائحة حوكمة شركات التأمين) ثم في 2016م لائحة حوكمة الشركات المحدثة الصادرة عن مجلس هيئة السوق المالية وأخيرا في 2019م لائحة حوكمة الأندية الرياضية وبلا شك فإن الرحلة مستمرة في التطوير والتحديث وإقرار مفهوم الحوكمة.

لماذا؟ ‏وما الذي يمكن أن يحدث في حال التراخي في تطبيق مفهوم الحوكمة؟

‏هناك الكثير كأمثلة قد تكون توضيحية؛ لكن تظل فضيحة نيسان وكارلوس غصن أبرزها عالميا، أما محليا فالجميع يعرف ما حصل وتم نشره في حينه عبر وسائل الإعلام عن شركات مثل(المعجل، الخضري).

‏وتكمُن أهمية الحوكمة في تعزيز مفهوم الفصل بين رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لذلك في حال حدوث عكس ذلك فلا تستغرب حين تقع الكوارث!

‏هذا الكلام ينطبق على جميع الكيانات المشابهة للشركات مثل (الجمعيات الخيرية، الغرف التجارية، المنشآت العائلية غير المدرجة في سوق المال).

وبالمناسبة ‏الكثير قد لا يعي أو لا يعرف أهمية الدور الذي تقوم به اللجان المنبثقة من مجالس الإدارات مثل:

1 - لجنة المكافآت والتعويضات.

2 - لجنة الترقيات.

3 - لجنة المراجعة.

4 - لجنة (المخاطرة) أو المخاطر.

5 - لجنة الحوكمة (مربط الفرس).

وكيف أن بعض هذه اللجان لا تُجيز للرئيس ترؤسها! لتجويد عملية توزيع الصلاحيات وحوكمتها ومنعا لتضارب المصالح والحقيقة أن الحديث يطول عن أهمية الحوكمة، لكن اختم بعبارة أو نصيحة مُحب للمتنفذين في أي منظمة أو شركة أو جهاز وكذلك لأصحاب المشاريع مهما صغرت فَكّر دائما بالتطبيقات والأساليب التي تتبعها الحوكمة فهي تضمن تقليل حدوث الفساد وتحجيمه وهو ما يسهم في التوسع والشفافية ومفهوم الإفصاح وغيرها من معززات النجاح في مجال الأعمال، وللحديث بقية أيضا تحملوني!

BASSAM_FATINY@