حزب الله يفسد احتفالات اللبنانيين باستقلالهم

مصطفى: المواطن يتعرض للسرقة ومستقبله في خطر بسبب الساسةفياض: الحزب وجد حملانا يلتهمها بعد أن عجزت حتى عن مجادلته
مصطفى: المواطن يتعرض للسرقة ومستقبله في خطر بسبب الساسةفياض: الحزب وجد حملانا يلتهمها بعد أن عجزت حتى عن مجادلته

الاحد - 21 نوفمبر 2021

Sun - 21 Nov 2021

وسط حالة من الفوضى والخراب والدمار.. يحتفل اللبنانيون بيوم استقلالهم الـ78، في ظل هيمنة كاملة لحزب الله الإرهابي، وعزلة عربية ودولية يعيشها بلد يواجه حالة من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

وبالتواكب مع حالة غضب عارمة تسيطر على المشهد اللبناني، وعلى وقع الاحتجاجات والمظاهرات نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وعدم توفر 70% من الأدوية وغلاء الأسعار وزيادة المعاناة في كل مناحي الحياة، يكتفي اللبنانيون بالكلام احتفالا بالاستقلال.

ويجمع مراقبون أن حزب الله الإرهابي وأنصاره في حركة أمل وراء الأزمة العميقة التي يعيشها لبنان، بعد أن سيطر الحزب الإرهابي على مقدرات البلد، وأسهم في تحريف مساره عن أهدافه في التقدم والدولة المدنية.

اضطراب الهوية

«يعيش البلد حالة من اضطراب الهوية الوطنية فيما تتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية، حتى بلغ الأمر بالبعض أن يتمنوا العودة إلى الخضوع للسلطة المنتدبة».. كما يقول المحلل بشير مصطفى في موقع «اندبندنت عربية».

ويذكر الكاتب بدور الانتداب الفرنسي، في تأسيس وتحديث لبنان، عبر المؤسسات التي أحدثها، قائلا «ففي تلك الحقبة، أنشئت مؤسسات لبنان الكبير الذي أعلن في 1920، والذي شكلت متصرفية جبل لبنان نواته الأساسية. ووضعت أسس النظام السياسي، تحديدا دستور 1926 الذي استوحي من الدستور الفرنسي حينها. كما أنشئت المؤسسات الدستورية من رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، فضلا عن وضع البنية القانونية والتشريعية، تحديدا في القانون المدني اللبناني».

يضيف «وضعت سلطات الانتداب أسس الجند، قوى الدرك، والجيش، إضافة إلى مؤسسة النقد والمصرف المركزي الذي كان حينها بنك سوريا ولبنان، ومرافق الخدمات العامة، وإدارة التبغ والتنباك، ومثلت هذه المؤسسات هيكل الجمهورية حتى عهد الرئيس فؤاد شهاب 1958-1964، الذي شكل نقلة نوعية في تاريخ البلاد دوليا وقانونيا، لا سيما عبر تأسيس المؤسسات الرقابية».

ويستدرك وبعد ثلاثة أرباع قرن يجد اللبنانيون أنفسهم في المربع الأول، بعد انهيار مؤسسات الدولة، وتراجعها، ما جعل قطاعات واسعة تحن لعودة الانتداب الفرنسي، بسبب انعدام الثقة بالإدارة السياسية، وشعور المواطن بأنه تعرض للسرقة من قبل البنوك وتهديد مستقبله وخسارة قدرته الشرائية.

المضحك المبكي

وتحمل الكاتبة منى فياض في موقع الحرة حزب الله الإرهابي ما يحدث من انهيار في لبنان، وتقول «وجد حملانا كثيرة يلتهمها بعد أن عجزت حتى عن مجادلته، منذ 2005 وحتى الآن، عدا عمن أقامت معه حلفا فاوستيا أضاع لبنان».

وتضيف «حاولت حملان السلطة، متبوعة بقطعانها، تبرير تنازلاتها وخيباتها بالحفاظ على السلم الأهلي، والاستقرار الاقتصادي، إلى أن انهار الاقتصاد، وارتهن السلم الأهلي لمزاج القمصان السوداء ومشغليهم».

وتضيف «المضحك المبكي أنه يذل الشعب اللبناني تحت شعارات، الكرامة الوطنية، وسيادة لبنان، التي تعلن إيران احتلاله، وصون الوحدة والمصلحة الوطنية والاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، وعاينا تمرين حراسة ميليشيات الحزب لهذا السلم في هجوم عين الرمانة، وفي انتشارهم في جرود عيون السيمان، بسوادهم وكامل أسلحتهم، حيث نصبوا حاجزا على بعد كيلومتر واحد من حاجز الجيش اللبناني، ولسان حال اللبنانيين، ونعم مثل هذين الاستقرار والسلم الأهليين، ناهيك عن الكرامة والمصلحة الوطنية».

وتختم فياض «أمام هذا الواقع، تصبح مسؤولية مواجهة هيمنة الحزب على لبنان، مسؤولية مشتركة بين المسؤولين والمواطنين اللبنانيين الرافضين لهيمنته، وبين الدول العربية، والدول الغربية. جميع الأطراف تحملت جزءا من المسؤولية لتمكينه في مرحلة ما، وعلى الجميع الآن العمل على الخروج من هذه البئر».

اغتيال بلد

ويؤكد الكاتب بشارة شربل أن اللبنانيين سيحتفلون باغتيال بلد، ويقول «لن نحتفل بالاستقلال، بل سنتذكره فقيدا ترك ندوبا في القلب، وغار كالسراب، عرض مدني في جادة الرئيس شارل حلو يدغدغ حلم 17 تشرين الذي تعرض للاغتيال، واستعراض رسمي مختصر لولا وجود الجيش فيه لكان مجرد عراضة وقحة لرموز السلطة المسؤولة عن الخراب».

ويتابع الكاتب «هنا لبنان 22 نوفمبر 2021. لا كهرباء لعموم الناس. لا دواء إلا للأغنياء، الليرة أثر بعد عين. جامعة وطنية تلفظ الأنفاس ودكاكين الجامعات تعكس تداعيات 30 عاما من حكم الزعران والميليشيات، سلطة سراق المال العام والخاص تجثم على صدور المقهورين، والسلاح غير الشرعي يرسم حاضر الكبير والصغير ومستقبله وينصب نفسه وصيا على الكيان والحدود وقوى الشرعية وجميع المؤسسات محددا معنى الكرامة الوطنية ومختصرا تحققها بالولاء لمحور طهران».

ويتابع «ليس بسيطا أن تمر السنة الـ78 على الاستقلال بعد عام من مئوية إعلان لبنان الكبير الذي شاءه أسلافنا واحة لتلاقي أديان وتعدد ثقافات وعيشا مشتركا فيما نحن نعاود طرح سؤال «أي لبنان نريد؟»، ونتساءل هل لبنان الموحد بصيغته ونظامه قابل للحياة؟».

انهيار كامل

ويقارن الكاتب حازم صاغية بين الانهيار الذي شهده لبنان في الثمانينات من القرن الماضي، والانهيار الذي يعيشه هذه الأيام، وبعد التذكير بمسار الانهيار منذ بداية الحرب الأهلية في 1975، يقول «ليس صحيحا أيضا أن الأضرار التي نزلت يومذاك بالمؤسسات، الخدمية منها والتعليمية والمالية والصحية، والتي لم تكن بسيطة، لا تقارن بالأضرار الراهنة التي تهدد بإلغائها كليا، وهل من حاجة إلى التذكير بما حصل للمرفأ، أو استعراض أحوال المصارف والجامعات والمستشفيات وسواها؟».

وبعد التذكير بالتطورات الإقليمية التي عصفت بالوضع الداخلي في لبنان، يقول صاغية «اليوم، هذا كله صار جزءا من ماض ميت. لبنان مربوط إقليميا، وبوساطة حزب الله، بالمواجهة الإيرانية الإسرائيلية المحتملة في أي لحظة، والتي تملك، في حال حصولها، قدرة غير محدودة على تدمير كل ما تبقى من البلد، ما من طرف، داخليا كان أم خارجيا، يستطيع أن يسيطر على هذا الربط الكارثي أو يؤثر فيه أو يحد منه».