العروس تتنازل عن جمالها
اعترفت أمانة محافظة جدة لـ«مكة» بإهدارها مجموعة من المجسمات الجمالية، التي تتعدى قيمتها المالية ستة ملايين ريال، وذلك بسبب سوء التعامل معها خلال عملية إزالتها أثناء تنفيذ المشاريع التطويرية بجدة، مما أدى إلى تلفها وبالتالي عدم الاستفادة منها في مواقع أخرى.
وأعلن سكرتير اللجنة الفنية للمحافظة على المجسمات الجمالية
اعترفت أمانة محافظة جدة لـ«مكة» بإهدارها مجموعة من المجسمات الجمالية، التي تتعدى قيمتها المالية ستة ملايين ريال، وذلك بسبب سوء التعامل معها خلال عملية إزالتها أثناء تنفيذ المشاريع التطويرية بجدة، مما أدى إلى تلفها وبالتالي عدم الاستفادة منها في مواقع أخرى.
وأعلن سكرتير اللجنة الفنية للمحافظة على المجسمات الجمالية
الأحد - 02 مارس 2014
Sun - 02 Mar 2014
اعترفت أمانة محافظة جدة لـ«مكة» بإهدارها مجموعة من المجسمات الجمالية، التي تتعدى قيمتها المالية ستة ملايين ريال، وذلك بسبب سوء التعامل معها خلال عملية إزالتها أثناء تنفيذ المشاريع التطويرية بجدة، مما أدى إلى تلفها وبالتالي عدم الاستفادة منها في مواقع أخرى.
وأعلن سكرتير اللجنة الفنية للمحافظة على المجسمات الجمالية في أمانة محافظة جدة ياسر أزهر، عن إتلاف دوار السفن الشهير، الذي كان من المقرر إزالته من موقعه، ونقل السفن إلى موقع آخر لاستخدامها كمجسمات جمالية، لافتا إلى أن تنفيذ الإزالة اختلف في الواقع عن ما كان متفق عليه في السابق.
وقال أزهر لـ»مكة»: «بخصوص هذا الميدان، كانت هناك لقاءات مشتركة مع الشركة المنسقة قبل البدء في أعمال إزالته، بحيث يتم نقل السفن إلى موقع آخر لاستخدامها كمجسمات جمالية، غير أن الواقع أجبرنا أن يتم غير ذلك، خصوصاً وأن تلك السفن أصبحت غير قابلة للاستعمال نتيجة تكون الصدأ عليها، وبالتالي بات نقلها مستحيلاً»، إلا أنه رفض الإفصاح عن عدد المجسمات الجمالية التالفة بسبب سوء التعامل مع عمليات نقلها.
وكشف ياسر عن وجود عمليات لبيع المجسمات الجمالية التي تمت إزالتها خلال تنفيذ المشاريع التطويرية دون أن يذكر عدد التي تم بيعها، ولكنه استدرك قائلاً: «من أبرز المجسمات التي بيعت مجسم الإصبع التابع لأحد ميادين جدة، حيث اشتراه أحد الفنانين التشكيليين المعروفين بمبلغ وصل إلى مليون ريال».
وتعود قصة مجسم الإصبع إلى قبل 30 عاما حينما تمت إزالته من شارع الأمير ماجد بن عبدالعزيز، بعد تركيبه بحوالي عامين، حيث احتفظ به أمين جدة الأسبق محمد سعيد فارسي، ليتداول بيعه شخصيات عديدة إلى أن استقر في منزل الفنان التشكيلي السوري ربيع الأخرس الذي اشتراه قبل 10 سنوات.
ويقول الأخرس لـ»مكة»: «عثرت على المجسم بالصدفة في أحد مصانع الرخام، حينما أردت شراء رخام لأعمالي الفنية، فقمت بشرائه بعد أن تعرض للكسر في جزئيه العلوي والسفلي، وأحتفظ به الآن في منزلي، نظرا لقيمته الفنية الكبيرة كونه ثاني أهم مجسمات الفنان العالمي «سيزار» من بين 12 إصبعا نفذها، ويبلغ ارتفاعه نحو ستة أمتار».
في حين أوضح مستشار أمانة محافظة جدة للمجسمات الجمالية الفنان التشكيلي هشام بنجامي، أن مجسم الإصبع أحد المجسمات التي اشتراها الأمين الأسبق محمد سعيد فارسي، على حسابه الشخصي، وبعد تركيبه واجه انتقادات من المجتمع آنذاك، فاضطر إلى إزالته والاحتفاظ به في منزله، خصوصا وأنه كان يهوى اقتناء المجسمات الجمالية.
وقال بنجامي لـ»مكة»: «مجسمات جدة جلبت لتجميل وتحسين بيئة المدينة كمتنفس لسكانها، ومن المؤسف أن تتم إزالتها بهذا الشكل، ولا سيما أنها أصبحت بمثابة معالم تشتهر بها، إلا أن ما حدث الآن من ازدحام مروري وسكاني دفع بالمسؤولين إلى اتخاذ هذه الخطوة».
وبيّن أن هناك مجسمات موجودة في منطقة الكورنيش تعرضت للتلف نتيجة الأجواء وعوامل البيئية، مضيفاً: «من المفترض أن يتم جمع المجسمات كافة، وحفظها في متحف كبير بعد إعادة صيانتها، خصوصا وأن تلك الأعمال الفنية أصلية، وذات قيمة معنوية كأعمال الفنان العالمي هنري مور وغيره».
وزاد هشام: «المجسمات التي لم تعد صالحة للاستعمال قد يصل عددها إلى 20 مجسما، فيما تعيق الميادين الكبيرة الحركة المرورية، نتيجة اتساع المدينة وزيادة أعداد السكان، وبالتالي احتياج جدة للمزيد من الكباري والطرق»، مشدداً على «ضرورة إعادة إحياء مجسمات الميادين التي تمت إزالتها».
وأرجع بنجامي سبب التأخر في إعادة تركيب بعض الميادين، التي أزيلت، إلى وجود أولويات تحتم على الأمانة إنجازها، من ضمنها تحسين البنية التحتية، وما يتعلق بها من شبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي، ومن ثم يتم الالتفات إلى المهام الثانوية، بحسب قوله.
وكانت المجسمات الجمالية في جدة، قد خضعت إلى مرحلة تقسيمها لثلاثة أقسام، القسم الأول منها يتمثل في أعمال فنية عالمية يجب عدم التخلي عنها، وتحتاج إلى طريقة علمية في صيانتها ومن ثم إعادتها إلى المكان الذي تراه «اللجنة الفنية للمحافظة على المجسمات الجمالية» مناسبا لها، بينما يتضمن القسم الثاني أعمالا دخيلة وضعت بجانب العالمية، إلا أن مستواها الفني ضعيف نوعا ما، ما يجعلها لا تستحق بقاءها بجانب تلك الأعمال العالمية، فضلاً عن أعمال فنية وصفتها الأمانة بـ»المتردية»، التي لا تتحمل الرؤية المستقبلية، والتطوير العملاق المتعلق بمنطقة الكورنيش، نتيجة عدم قدرتها على البقاء طويلا بفعل العوامل الجوية وتعرضها للصدأ وغيره.
ما حدث مطلع العام الحالي، هو أن اللجنة الفنية للمحافظة على المجسمات الجمالية التي تشكلت قبل عامين، توقفت عن أداء مهامها نتيجة عدم تجاوب المسؤولين في أمانة جدة مع ما يرفع إليها من مرئيات وتقارير متعلقة بهذا الأمر، إلى جانب إسناد مهمة إزالة المجسمات والميادين إلى شركات خاصة ومهندسين دون الاستعانة بالفنانين التشكيليين، مما أدى إلى إتلاف العديد من تلك المجسمات.
ويعلق سكرتير اللجنة الفنية قائلا: «رفعت اللجنة بالعديد من احتياجات أعضائها لإتمام مهامها تجاه مجسمات جدة الجمالية، إلا أنه لم يتم توفيرها، وهو ما دفع الأعضاء إلى التراجع عن دورهم، ولكن العمل ليس متوقفا بالكامل في ظل وجود شركات ومهندسين بدون مشاركة الفنانين التشكيليين، رغم ضرورتها في المشاريع كافة، خاصة تلك التي تجمع بين الجانبين الإنشائي والفني».
وأضاف: «وفق التنظيم الجديد، فإن الإزالة تشمل أيضاً المجسمات التي لا يمكن نقلها بحيث تكون ثابتة في مكانها ويصعب تحريكها، إضافة إلى وجود بعض المجسمات في مستودع أمانة جدة والتي سيتم اختيار أفضل الأماكن لوضعها شريطة أن تكون مواقعها بعيدة عن مناطق المشاريع المستقبلية».
إلى ذلك، صرح المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة، أنه في حال تطلب الأمر إزالة مجسمات أخرى، فإن الأمانة ستضع في الاعتبار مبدأ نقلها وليس إزالتها ما أمكن، لافتا إلى وجود توجه لاستغلال جميع المجسمات الجمالية التي تمت إزالتها والاستفادة منها في تجميل مواقع أخرى، وذلك وفق ما يقرّه فريق العمل المكلف بدراسة أنسب المواقع خاصة مع وجود حركة نقل قوية لمجموعة من أشهر الميادين بجدة.
وأفاد المركز الإعلامي في تصريحه الذي خصّ به «مكة» أن عمليات الإزالة والنقل يتم توثيقها، إلى جانب تحديد الموقع الجديد على خارطة جدة للأعمال الفنية، وعمل صيانة شاملة للمجسم في الموقع المنقول إليه، مع الحفاظ ما أمكن على عناصر المجسم الجمالي أثناء نقله، إضافة إلى تكليف الجهات المختصة بإضاءة المجسم الجمالي المنقول.
• العدد الإجمالي لمجسمات مدينة جدة 511 مجسما.
• تمت إزالة 76 مجسما جماليا و15 نافورة.
• تم نقل 13 مجسما لقيمتها الفنية، أو لفك الاختناقات المرورية، أو لإبرازها بشكل أفضل.
• هناك مقترح بنقل 52 مجسما آخر للغرض نفسه.
• ستتم إزالة ميادين الفلك والدراجة والكرة الأرضية والصاروخ، والاستفادة منها في تجميل مواقع أخرى.
• إزالة ميادين جدة لا تخضع لآلية محددة، إنما ستتم إزالتها بحسب احتياج مواقعها لإنشاء مشاريع تطويرية كالأنفاق والكباري.
• في حال إنشاء نفق بأحد الميادين، سيتم التعامل مع المجسم على ضوء إمكانية عودته ما أمكن إلى موقعه نفسه.