نفط إيران يكوي الشعب اللبناني

حلول حسن نصرالله تحولت إلى عقدة جديدة تواجه بيروت
حلول حسن نصرالله تحولت إلى عقدة جديدة تواجه بيروت

السبت - 04 سبتمبر 2021

Sat - 04 Sep 2021

يتوقع أن تواجه لبنان موجة عقوبات قاسية تزيد من أوجاع الشعب الذي يعيش أزمة اقتصادية غير مسبوقة، على خلفية وصول سفينة الوقود الأولى التي تم استيرادها من إيران، واحتمال وصول سفنية أخرى خلال أيام.تحول الحل الذي طرحه الأمين العام لحزب الله الإرهابي حسن نصرالله إلى أزمة جديدة تكوي اللبنانيين، وتهدد قوتهم اليومي، بعد أن حرموا على مدار الأيام الماضية من الدواء وحليب الأطفال، وباتوا مهددين بمصير مجهول.

وفيما لوحت الولايات المتحدة الأمريكية بعقوبات قوية، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك، وشدد مراقبون على أن إرسال إيران لسفن النفط لن يحل الأزمة في لبنان، بل يزيدها تعقيدا، ويمثل انتهاكا صارخا لنظام العقوبات، مؤكدين أن المجموعة الدولية قد تغض الطرف عن ذلك لإنقاذ لبنان من مأزقه.

انتهاك صارخ

واعتبر المحلل السياسي المقيم في فرنسا مصطفى الطوسة، أن هذه الخطوة التي قامت بها إيران بإرسال باخرة نفط إلى لبنان هي من وجهة نظر الأمريكيين والأوروبيين انتهاك لنظام العقوبات المفروض على طهران من طرف المجموعة الدولية.

وأكد في حديثه لموقع «سبوتنيك»، أن هناك عدة طرق لتغليف هذا الإرسال، لكن في حقيقة الأمر واشنطن والدول الأوروبية تعتبره انتهاكا للعقوبات المفروضة على إيران والتي تمنعها من تسويق نفطها، لأنها لحد الساعة رفضت الامتثال للإرادة الدولية والعودة للتفاوض في قضية الملف النووي.

في الوقت نفسه يرى الطوسة، أنه وفي ظل ما يعيشه لبنان من مرحلة حرجة وهو يعيش على شفا الانهيار التام، ربما قد تكون هناك بعض المواقف الدولية التي قد تشجع مثل هذه الخطوات التي من شأنها منع لبنان من الانهيار التام والشامل ولمنع اللبنانيين من الدخول في مرحلة حرجة.

اللعبة السياسية

وتابع الطوسة «كون لبنان يعيش هذا المأزق السياسي دون حكومة، والنقص في المواد الأولية، وهذا التهديد الصحي والاجتماعي الذي يواجهه ربما قد يدفع المجموعة الدولية على رأسها واشنطن ودول أوروبا ليس لغض الطرف، لكن إظهار نوع من التفاهم تجاه هذه الخطوة، لكن هي من وجهة نظر دولية انتهاك فاضح لنظام العقوبات الدولية ويتوجب أن يعالج بجواب سواء من المنع أو المزيد من فرض العقوبات.

ويعتقد الطوسة أنه في اللعبة السياسية اللبنانية وعدم التوصل لحكومة ليس فقط نتيجة العراقيل الداخلية وسوء التفاهمات المحلية بين الفرقاء اللبنانيين، لكنه مرتبط أيضا بعدم التوافق الأمريكي الإيراني على مختلف الملفات.

وأكد أن هناك من يراهن على أنه إذا استطاعت واشنطن وطهران التوصل لنوع من التفاهم والعودة لطاولة المفاوضات للتوصل لاتفاق فيما يتعلق بالملف النووي، فكل المشكلات الجانبية والهامشية التي يعيشها هذا الصراع الأمريكي الإيراني من بينها اليمن والعراق ولبنان ستجد حلا بطريقة تلقائية.

تكسير عظام

واعتبر المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض، أن الإمكانيات الآتية حاليا لا تحل المشكلة، بل تلطفها، وفرضت تحديات دفعت أمريكا وأصدقاءها في لبنان إلى البحث عن بدائل، حتى لا يكون النفط الإيراني سببا في اختلال التوازنات الاجتماعية والاقتصادية، وضرب اللوبي الاقتصادي الذي يرتكز عليه نظام المحاصصة السياسية.

وأكد أن هناك تلويحا أمريكيا بفرض عقوبات بسبب استخدام النفط الإيراني في لبنان، لكن تم تحويل مسار السفن لبني ياس، على أن تنقل بصهاريج عن طريق البر للبنان. ويرى أنه ربما وجد كاتفاق لتأجيل اشتباكات تكسير العظام الذي يستعد له لبنان بين فريقيها، والفرقاء الدوليين المشتبكين في لبنان، والأمور بدأت تجري باتجاه البحث عن توافقات للتهدئة، حيث أصبح هناك مصلحة أمريكية لترقيع الأزمات، لا سيما وأن واشنطن تعرف مدى انعكاسات وتأثير انسحابها من أفغانستان على تفكيك قواتها بسوريا والعراق.

العقوبات قادمة

وأشار السيناتور كريس ميرفي عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن حصول لبنان على نفط إيراني يمكن أن يجعله عرضة لعقوبات، واصفا مساعي إيران لتزويد لبنان بالوقود بأنها «فرصة للاستعراض». بحسب العربية. ويشهد لبنان أزمة محروقات شلت مختلف القطاعات الحيوية والأساسية فيه، فيما يتواصل الخلاف بين حاكم مصرف لبنان الذي أعلن رفع الدعم عن المحروقات ورئاستي الجمهورية والحكومة اللتين ترفضان هذا القرار، دون التوصل إلى حل من شأنه أن يخفف من حدة الأزمة.