باحثون: المنشآت الحجرية عمق تاريخي وبعد ثقافي

الأحد - 21 مارس 2021

Sun - 21 Mar 2021

أكد كتاب وباحثون في الآثار والتاريخ أن المشروع العلمي الذي أطلقته هيئة التراث لتوثيق ودراسة المنشآت الحجرية في المملكة سيساهم بفعالية في صيانة المنشآت الحجرية، وكتابة تاريخها وتوثيقها والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية التي تحوي الكثير من الذخيرة العلمية والعملية في هذا المجال، والذي يأتي بالتعاون مع المؤسسات والمراكز الوطنية والدولية ذات العلاقة.

مصدر أول

وأوضح الباحث معاذ المشوخي أن المملكة تزخر بآلاف المنشآت الحجرية، وتعد أحد المصادر الرئيسة لدراسة المجتمعات القديمة، ومصدرا أثريا مهما لدراسة التطور المعماري ذي الخصائص والوظائف المتعددة، بالإضافة إلى التعرف على دلالاتها الحضارية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، موضحة ارتباط الإنسان وتكيفه مع بيئته.

وأضاف «عند النظر إلى المنشآت الحجرية في المملكة يتضح التنوع في بنائها، واختلاف توزيعها الجغرافي، وطرق وأساليب بنائها في الموقع الواحد، حيث تمثل تلك المواقع قيمة أثرية وتاريخية مهمة، ويمكن استنتاج العديد من المعلومات من خلال دراستها وتوثيقها، وتتنوع أشكالها كالدوائر، والأكوام الحجرية، والأكوام الترابية، والمذيلات، والأشكال المربعة، والمستطيلة، والبيضاوية، وقد أرخت هذه المنشآت الحجرية لفترات زمنية متنوعة، تغطي فترات ما قبل التاريخ.

نهج أكاديمي

من جانبه قال الكاتب علي مغاوي إن المهتمين انتظروا زمنا طويلا لفتح آفاق الدراسات العلمية الآثارية والتراثية، وهذا المشروع يحد من الاجتهادات الانطباعية، ويحولها إلى دراسات وعلوم منهجية أكاديمية تحقق في المنتجات الأثرية والتراثية، لنقرأ تاريخنا قراءة متخصصة تصحح وتمحص في سياقات الحضارة في المملكة، وقبل هذا علينا تأهيل متخصصين، وفتح مراكز للدراسات والبحوث لتضطلع بهذه المهمة الكبرى.

وأضاف «ولدت الأبنية من رحم البيئات وبالتالي فالبيئات هي التي شكلت الخامات المستخدمة في البناء بكل أشكاله، لتدعم وظائف الحياة بسياقاتها المختلفة بداية ببحث الإنسان عن ملاذ للاحتماء به من العوامل الطبيعية والاعتداءات أيضا، ومن هنا جاء التنوع في المشاهد العمرانية، وتباين أنواعها وخاماتها بين المجتمعات، وتطورها مع تطور فكر الإنسان وحاجاته ونشاطاته الحياتية.

تكامل هندسي

فيما تحدث الكاتب والباحث إبراهيم الزهراني عن المنشآت الحجرية، ‏وكيفية بنائها واستخداماتها المتعددة؛ ومنها الحصون الموجودة بمنطقة الباحة، والتي تشتهر «بالمدماك» الذي يبنى بعرض مترين، خوفا من اقتحام الغزاة، بحيث لا يمكن ثقب جدرانه، ولتحمل الثقل الكبير جراء الارتفاع الذي يقارب ١٢م تقريبا، فيما يحتوي الحصن الحربي على مزولة فلكية، ومستودع للحراسة، وتحيطه ثلاثة مرادم هي المرزم والجوزاء والكف الزراعية، ويأتي حصن آخر مزين بحجر المرو، وآخر مزخرف، وهكذا بحسب غرض البناء لكل حصن على حدة، لتتكامل هذه الأغراض في صيغة هندسية متفردة.

وأوضح أنه «عند تأمل القرية القديمة والتصاق المنازل ببعضها البعض فإنك ستتعرف على أنماط الحياة الاجتماعية القديمة، وأهمية المجاورة بتلك الطرق التي تجعل القرية تبدو وكأنها منزل واحد، لتوفير الحماية للسكان وتبادل المنافع بيسر وسهولة.

الأكثر قراءة