دخيل سليمان المحمدي

استثمروا فكرهم

السبت - 02 يناير 2021

Sat - 02 Jan 2021

بدأ استخدام مصطلح رأس المال البشري منذ أوائل الستينات من القرن العشرين، حيث تم تعريفه بأنه يعبر عن استثمار الفكر البشري والاستفادة من ما يحمله من المعرفة والمهارات والإمكانات والقدرات والصفات والخصائص المختلفة الكامنة التي يتميز بها الأفراد، فهو من الأصول غير الملموسة التي لا يمكن قياسها اعتمادا على متغير واحد.

الاستثمار في الفكر البشري يأتي بإتاحة الفرصة له، وتهيئة الظروف له للإبداع والاستفادة من مجموعة الأصول التي يجلبها الفرد معه إلى المنظمة، مثل التعليم والتدريب والخبرات فمن الصعب ضبطه بالأرقام، ومن الصعب أن يبقى ذلك الفكر متوقفا، حيث نعيش في زمن تتصارع وتتسارع به التحديات والابتكارات فكل جزء من الثانية يتم التطوير والتغيير، فما نعيشه اليوم من تغيرات معاصرة على كل أشكال المؤسسات يفرض علينا الاستثمار بالفكر البشري القابل للتطور الذي تتوفر به الخصائص التي تساعد على بقاء المؤسسات في التنافس والاستجابة للمتغيرات الحاصلة بالشكل الذي يضمن لها الاستمرار، فالفكر البشري لا يتوقف عند حد معين من العلم والمعرفة فدائما تجده قابلا للتطوير والتحديث فبالتعليم والدورات يتطور ويتعلم الجديد ليواكب التغيير والتجديد. فكم من عقول توازي المليارات كرأسمال فقط ينقصها الاستثمار لأن المورد البشري هو أساس الإبداع والابتكار وهو الذي يعمل على تنويع هيكل الاقتصاد لضمان عنصر الاستدامة التنافسية.

فعلى جميع أصحاب الشركات والمؤسسات أن يغتنموا هذه الفرصة بتأدية الواجب الوطني تماشيا مع رؤية مملكتنا الغالية والتوجه للاستثمار في العقل البشري، خاصة الشباب، وذلك في توظيفهم والاستفادة من فكرهم وعلمهم ودعم جميع المبادرات المتعلقة بتنمية قدراتهم.