أمل العبود

الترجمة في العقد المنصرم (2010-2020)

السبت - 12 ديسمبر 2020

Sat - 12 Dec 2020

منذ أن بدأت انغماسي في مجال الترجمة وتحديدا حين تخصصت فيه منذ عشر سنوات مضت بإكمالي للدراسات العليا، بدأت أقتني المعاجم المتخصصة في مجالات عدة، مثل السياسة والقانون والتجارة والاقتصاد والطب وغيرها.

خلال دراستي مارست الترجمة على مختلف أنواع النصوص، وقل اعتمادي حينها على القواميس مع استخدام البرامج المساعدة في الترجمة (CAT Tools)، إضافة إلى ثقل وزن القواميس وصعوبة نقلها أثناء أسفاري وتنقلاتي، حينها استغنيت عن القواميس شيئا فشيئا إلى أن نسيت أنها ما زالت على رفوف مكتبتي.

قررت أن أعيد ترتيب مكتبتي الشخصية وتوزيع ما لا أحتاجه منها، وأكثر ما استوقفني هو القواميس والمعاجم التي كانت عزيزة علي يوما ما، لأتفكر في حال الترجمة في العقد المنصرم، وكيف تغيرت طبيعة عملي مترجمة اليوم عما كانت عليه قبل 10 سنوات من الآن. عندما أنهيت دراسة الدكتوراه تفاجأت بعدم حاجتي إلى استخدام كل هذه القواميس! ولا أتذكر بالفعل متى كانت آخر مرة استخدمت فيها كل معجم منها.

فقد استعضت بالبرامج المساعدة في الترجمة التي غيرت طبيعة عملي وأدت إلى زيادة إنتاجيتي في العمل، إضافة إلى توفير بعض الوقت لنفسي من خلال تسليم مهامي في وقت وجيز.

وساعدتني المعاجم العديدة المتواجدة على الإنترنت في البحث بشكل أسرع وأكثر فعالية عن مرادي، ولكن المعجم الوحيد الذي لم أستطع الاستغناء عنه هو معجم دار العلم للمتلازمات اللفظية للبروفسور حسن غزالة، الذي كنت محظوظة بأن تتلمذت على يديه، فهو من غرس فيّ حب الترجمة، وهذا ما أنبت كل هذا الشغف الجميل بها. لا أظن أن هنالك أداة ترجمة واحدة تضاهي هذا العمل الجبار للبروفسور حسن، وإن وُجدت لاحقا فلا أظنني سأستغني عن هذا المعجم الثمين لقيمته المعنوية لدي.

تغيرت على مدى العشر السنوات الماضية صناعة الترجمة وطريقة عمل المترجمين بشكل كبير.

والآن أرى أن هنالك تغيرات قادمة أكبر ستشهدها صناعة الترجمة في العقد المقبل، وبذلك ستؤثر على عمل المترجمين أكثر فأكثر.

وبنظري، لا يهم ما سيكون عليه حال الترجمة مستقبلا ما دام المترجم يواكب أي تغيرات تطرأ على طبيعة عمله ويواكب الأدوات التقنية في ذلك على وجه الخصوص. وفي النهاية، تذكر أنك إن لم تواكب التغيرات التي تحدث من حولك في أي مجال، وليس في مجال الترجمة فحسب، فأنت بالتالي وحتما ستتخلف عن الركب.