أحمد الهلالي

لماذا تقود السعودية مجموعة العشرين G20؟

السبت - 21 نوفمبر 2020

Sat - 21 Nov 2020

قيادة السعودية لمجموعة العشرين ليست من قبيل المجاملة السياسية، بل نتيجة حتمية للمكانة العالمية المستحقة لبلادنا، وهذه المكانة لم تتأت باعتبار السعودية من أكبر مصدري النفط في العالم فحسب، بل للسياسات التي انتهجتها في إدارة الملفات الداخلية والخارجية، فالسعودية (الرابعة) إن جازت التسمية، دولة حديثة لها نهجها الخاص في التعامل مع القضايا، برؤية حكيمة تلائم العصر سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.

حين ننظر في الملفات المطروحة على جدول القمة التي تستضيفها المملكة هذه الأيام، فهي دون استثناء ملفات ملحّة، تتعامل السعودية معها بجد وحزم منذ 2015م، مثل: تمكين المرأة، والفساد، وقضايا الشباب، والتركيز على الاستثمار في البنى التحتية، واستدامة المصادر المائية، والأمن الغذائي، والبطالة، وغيرها. أضف إلى ذلك تعاملها الجاد والمستديم مع قضايا الأمن والسلام العالمي، ووقوفها في وجه الدول والتنظيمات والجماعات الداعمة للإرهاب.

إن هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله - وولي عهده الأمين، تمضي قدما في صناعة الإنسان داخليا، ولا تدخر عزما تجاه هذا الهدف، وهي لا تكتفي بذلك في الداخل، بل تمتد جهودها إلى خارج البلاد من خلال الدعم السخي للمشروعات والمبادرات الإنسانية، ولا تبالي بالتجييش الإعلامي المضاد الذي يمارسه المتضررون من النور، السادرون في غي محاولات وقف إصلاحاتها الداخلية والخارجية، ومحاولاتهم الدائبة لتشويه المنجز، فقد حالت مواقفها الشجاعة دون استمرار مخططاتهم الهادفة إلى تقويض الأمن والسلام في المنطقة والعالم، ومواقفها مشهورة ومعروفة، وقد أقرها المجتمع الدولي عليها، لاقتناعه بصحتها وسلامة الإجراءات والتدابير المتخذة في تلك القضايا.

إن الخطاب الملكي التاريخي الذي ألقاه الملك سلمان أمام مجلس الشورى كافيا ووافيا لشرح تفاصيل السياسة السعودية، المهتمة بقضايا المنطقة العربية والعالم، فقد شخص - أيده الله - الداء الإيراني وضرورة تصدي المجتمع الدولي له، ولم ينس قطرا عربيا يعاني إلا وأكد على أهمية دعمه للخروج من مأزقه، وتطبيق القرارات الأممية لاستقرار الأوطان ووحدتها، وقد جاء لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليبين للداخل والخارج سلامة الإجراءات التي اتخذتها السعودية لمواجهة كورونا، ومن قبلها نجاح خطط رؤية 2030 على المستوى الاقتصادي، التي جنبت الشعب السعودي ويلات احترقت في أتونها شعوب في دول أخرى.

نعم تقود السعودية مجموعة العشرين، لأنها جديرة بالقيادة، ولو لم تكن كذلك لما سلمتها المجموعة قيادها، وكم نرجو أن يقف بعض أشقائنا العرب للحظة واحدة، وقفة عقلانية منصفة، ويتأملوا مواقف السعودية متجردين من الخطاب الإيراني (الطائفي) ومن الأيديولوجيا الإخوانية، ومن الخطاب الغوغائي للإعلام المرتزق، وأجزم - إن فعلوا ذلك - بأنهم سيرون المشهد بوضوح، وسيعلمون عن أي سعودية أتحدث، وهنا سيدركون الفرق بين النور والظلمات!

ahmad_helali@