عائشة العتيبي

نظرة سوداوية

الاحد - 08 نوفمبر 2020

Sun - 08 Nov 2020

الأحداث والمشاهد يراها الإنسان خلال حياته، وقد تشكل قلقا في نفسه أو توترا من وقائع قد تحدث أو يتوقع حدوثها مستقبلا، وقد يحدث داخله شعور الرعب والدهشة والتخوف بأن ما كان يتوقع قد يحدث ويعوقه ذلك عن بناء مستقبل له، أو يتوقف الهدف الذي يريد الوصول إليه ثم تحقيقه.الأمر قد يكون مرعبا عندما تقرأ السطور السابقة، لكن هو عكس ذلك تماما، هذا شعور قد يعيشه الشخص بينه وبين نفسه ويكون حديثا عالقا في ذهنه، لقد شعرنا بالرعب بمجرد تخيل حديث شخص ما مع نفسه، فكيف الحال لو وقعنا في تلك الصورة حقيقة في واقعنا!

الذين يخشون المستقبل بكل التوقعات هم أنفسهم الذين لا يستطيعون السيطرة على حاضرهم اليوم، فتوقع أحداث ومشاهد قد لا تحمل مبدأ للصحة بتاتا لكن التفكير بشكلٍ واسع يعوق كثيرا من التركيز على جوانب الفكرية والنفسية داخل الشخص، وقد يصاب بالتوتر المؤدي إلى الاضطراب النفسي وقد يحدث كذلك وساوس وخوفا وهلعا وذعرا. ربما يرى البعض أن ما أقوله غير صحيح، لكن مع الوقت قد يصل الإنسان إلى هذه المرحلة التي قد يفقد فيها راحته وسكون نفسه وسلامة حواسه، ويفقد أيضا سيطرته على حياته الشخصية والاجتماعية.

تلك الأمور سوف تحدث عندما يكون الشخص يفكر كثيرا بمستقبل قد لا يأتي كما يتوقعه هو، ويضع نفسه في دائرة مظلمة ومرض قد لا يشعر به. التفكير في المستقبل وما ينصب عليه من عوائق وأحداث هو أكبر عائق يمر به الشخص خلال حياته التي يعيشها في الحاضر، ويبتعد كل البعد عن الجوانب المشرقة والمهمة في تفاصيل يومه ومهاراته التي يمكن أنه يتعلم منها الكثير في حياته ويعلِّم بها غيره، وقد يتفقد كل ذلك وأكثر من أوقات جميلة وشعور جميل ومن تطلعات اجتماعية أفضل.

من المشاكل التي تواجه الإنسان نسيان الحاضر ووضع المستقبل على أنه كل شيء، هنا يدخل في متاهات هو في غنى عنها، نحن لا نقول: لا تفكر بالمستقبل، بل نقول: ضع أساسا جيدا لحاضر ناجح، فهو من يأخذ بيدك إلى مستقبل زاهر، عش الحاضر بكل تفاصيله ولا تضيع اللحظات والخبرات والمعارف والقيم والمبادئ والأفكار والمُعتقدات التي تتعلمها الآن في حاضرك.

لا تنغمس في أمور مستقبلية لم تبن لها أساسا جيدا الآن، وتعلم من الفوائد التي توصلك للنجاح والازدهار والتطور الفكري والمعرفي، وأخذ أسلوب حياة جيد يجعلك ترى مستقبلا مزهرا بالإنجازات والنجاحات، حتى لو لم تصل لذلك يكفيك الشعور بالأفكار الجيدة التي لا تجلب لك السلبية، ولا النظرة المحبطة التي تدخلك في عالم مظلم ومحيط ضيق يعوق حدود النظر في الحاضر بكل تمعن، ويشتت بذلك الانتباه ويجهل معرفة المستقبل في نظرك.

لا بد من معرفة أن تكرار الأفكار والتركيز على صنع المستقبل أمر عائق لصنع حاضر ناجح، يصل بك إلى مستقبل مزدهر ونافع، بل اصنع اليوم لكي تجني غدا.