اللويش تقوده تريلّته للدكتوراه
أيام عدة قضاها الشاب محمد اللويش في مجابهة عمله الشاق، تقاسمه الكر والفر شاحنة والده الهرمة «التريلة»، ولم تتخل عنه حتى خلال دراسته في المرحلة الثانوية حين كان يتغيب بأوقات الإجازات الصيفية عن منزل أسرته في حائل
أيام عدة قضاها الشاب محمد اللويش في مجابهة عمله الشاق، تقاسمه الكر والفر شاحنة والده الهرمة «التريلة»، ولم تتخل عنه حتى خلال دراسته في المرحلة الثانوية حين كان يتغيب بأوقات الإجازات الصيفية عن منزل أسرته في حائل
الجمعة - 28 فبراير 2014
Fri - 28 Feb 2014
أيام عدة قضاها الشاب محمد اللويش في مجابهة عمله الشاق، تقاسمه الكر والفر شاحنة والده الهرمة «التريلة»، ولم تتخل عنه حتى خلال دراسته في المرحلة الثانوية حين كان يتغيب بأوقات الإجازات الصيفية عن منزل أسرته في حائل.
ويأخذه «الكد» على رفيقته «التريلة» مدة قد تصل إلى الشهر أو أكثر، ينقل الاسمنت من مصانعه والقمح إلى صوامعه، ويجوس بين مدن المملكة، وظل على حاله حتى تخرجه في الثانوية والتحاقه بكلية المعلمين بحائل.
رحلة الشاب العشريني لم تتوقف حيث لم ينقطع عن قيادة محبوبته حتى بعد وصوله لأروقة جامعة حائل، لكن الحظ أخلف موعده معه، فرغم حصوله على معدل مرتفع مع مرتبة الشرف الأولى، إلا أن الجامعة لم تقبله معيدا بها، ما جعله يشد الرحال لتتلاحم حاجته في التقدم وإثبات الذات مع بلاط جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية، حيث حصل على درجة الماجستير في الأدب والنقد في 2009 بمعدل مرتفع.
يقول اللويش: لم يتم تعييني في جامعة حائل مع العلم أنني تجاوزت المقابلة الشخصية ولم يتبق لي سوى اعتماد التعيين من مدير الجامعة إلا أنه وفي ذات الفترة تم قبولي محاضرا بجامعة الجوف، كان ذلك قبيل ابتعاثي إلى أمريكا.
ومن جامعة أركانسا التي شهدت ولادة الدارس السعودي الأول في تخصص «الأدب المقارن والدراسات الثقافية»، يبزغ فجر أكاديمي أكثر إصرارا وتميزا للويش، حيث ينتظر إيابه إلى أرض الوطن بحلته الجديدة عقب ثلاث سنوات، ولا يخفي هذا الشاب الطموح شوقه لأسرته وأصدقائه وزوايا جامعته التي تعلم بها، متمنيا أن يعود إليها حاملا رسالته بنشر العلم والمعرفة.
يشار إلى أن اللويش نشر كتابه الأول بعنوان «جدل الجمالي والفكري» في 2010 عبر إصدارات نادي حائل الأدبي، إلى جانب العديد من البحوث العلمية المحكمة في العولمة والدراسات الثقافية والنقد.
اللويش ما يزال حتى الآن يذكر لحظاته مع «تريلته» التي أعانته وأعالت أسرته، لافتا إلى أنها الصديقة الوفية التي أخذت بيده ليتلقى على مقعدها الصبر ويحترف صنعة والده، ويعيد في عبارات متكررة «متى ما تسنت لي الفرصة، سأعود لمحبوبتي وأشبع حنيني وشوقي لأحضانها».