أبراج الحرم تجبر الرياح على الزوايا الضيقة وتغير الطقس

السبت - 02 يوليو 2016

Sat - 02 Jul 2016

أكد مختصون أن الفنادق المسورة للحرم المكي غيرت مجرى الرياح وساهمت في تغييرات مباشرة في درجات حرارة سطح الأرض، بعد استخدام تقنية تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، وتقنية نظم المعلومات الجغرافية، كما ساهم وجود الأبراج في ارتفاع موجة التيارات الهوائية في منطقة الحرم، وقلل من سرعة الرياح في المنطقة المركزية للمسجد الحرام.

سرعة وآلية الرياح قبل وبعد الحزام الفندقي:

  • وجود الأبراج شكل حواجز ومصدات للرياح.

  • سرعة الرياح تتغير من زمن لآخر.

  • سرعة الرياح قبل وجود الحزام الفندقي كانت أعلى من سرعتها بعده.

  • يوجد تباين في سرعة الرياح من مكان لآخر داخل المنطقة المركزية للحرم المكي.




كيف تسير الرياح في المنطقة المركزية بحسب الدكتورة آمال؟

انتشار العدوى

وبحسب أستاذ الجغرافيا المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة آمال الشيخ فإن سكون الرياح بفضل الحزام الفندقي أدخل المنطقة المركزية لبيئة قابلة لانتشار العدوى، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أن زيادة العواصف الترابية في العالم ترجع إلى زيادة التصحر والجفاف، وأن حركة الرياح تساعد على حمل البكتيريا والفطريات ونقلها عبر الفضاء من مكان إلى آخر، ولكن بالمقابل فإن سكون الرياح يؤدي إلى تمركز وتجمع البكتيريا والفطريات والجراثيم في منطقة محصورة، ومأهولة بالسكان، مما يتسبب في تفشي الأمراض المعدية وسرعة انتشارها.

زوايا ضيقة

وزادت "ارتفاع الأبراج ساهم في جعل موجة التيارات الهوائية تتحرك في زوايا ضيقة، حيث شكلت حزاما حول المسجد الحرام في التصدي للرياح وحصرها وتجميعها وضغطها ودفعها بقوة شديدة إلى الأسفل (رياح هابطة) لتتحرك من مناطق الضغط الجوي المرتفع إلى مناطق الضغط الجوي المنخفض، عبر ممرات وزوايا ضيقة، مما أدى إلى تمركزها وشدة قوتها وزيادة سرعتها.

  • بدأ التأثير على المنطقة المركزية من (درجة الحرارة، الرطوبة، الرياح).

  • تتحرك الرياح من منطقة الضغط الجوي المرتفع إلى المنخفض فوق سطح الحرم.

  • طوقت الأبراج الفندقية سوارا حول المسجد الحرام.

  • كلما كان انحدار الضغط شديدا اشتدت قوة وسرعة الرياح.

  • تحولت منطقة الحرم من أرض فضاء إلى أبراج فندقية.

  • يقل الضغط فتتحرك الرياح من الضغط الجوي المرتفع إلى المنخفض.

  • تتحكم في تحرك الرياح أشعة الشمس التي تعتبر المصدر الرئيسي للتحركات المناخية.

  • تعتمد سرعة الرياح الهابطة على درجة انحدار الضغط من ارتفاع عال إلى أسفل منحدر تحت قوة الجاذبية.

  • قد تصل سرعة الرياح أحيانا إلى سرعة الإعصار 300 كم/ ساعة.


انخفاض معدل سرعة الرياح

وقالت أستاذ الترويح المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة آمال الشيخ لـ"مكة": إن تغير نمط استخدام الأرض في المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام أدى إلى تغيرات مناخية من أبرزها ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، حيث إن هناك علاقة بين استخدامات الأرض ودرجة حرارة الأرض، وقد أثبتنا ذلك من خلال عدة دراسات وأبحاث منشورة، استخدم فيها أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وتقنية نظم المعلومات الجغرافية

جبال مكة

بدوره قال مستشار التخطيط العمراني المهندس جمال شقدار "وصف القرآن الكريم الطبيعة الجغرافية لبيته الحرام وقال إنها (وادٍ غير ذي زرع) وهي المنطقة المسماة وادي إبراهيم الخليل، عليه السلام، الذي تحده جبال تاريخية عظيمة الارتفاع والقداسة مثل (جبل أبي قبيس وقعيقعان وخندمة)، حيث أزيل بعضها بالكامل، مثل جبل عمر، وأخرى تمت إزالة أجزاء كبيرة منها، مثل جبل أبي قبيس، وبالتالي أدى ذلك لتغيرات في طبيعة المناخ المحلي وكذلك طبيعة الرياح في المنطقة المركزية".

برج الساعة

وأشار جمال شقدار إلى أن المباني الشاهقة الارتفاع، مثل برج الساعة أو الأبراج الجديدة في مشروع جبل عمر أو المزمع إقامتها على جبل خندمة أو جبل أبي قبيس، جميعها تؤثر على سرعة الرياح وتوجهاتها، سواء بالزيادة الشديدة لتحولها إلى رياح عاتية كالتي أسقطت الرافعة البرجية قبل موسم الحج الماضي، أو قد تكون آثارها طويلة الأجل مثل تغيير طبيعة المناخ المحلي للمنطقة المركزية وما حول المسجد الحرام بزيادة معدل تراكم المعادن في الهواء.

طبوغرافية المنطقة

وأضاف شقدار: لا شك أن التغيير الطبوغرافي، سواء كان إزالة جبال أو بناء أبراج شاهقة الارتفاع بمئات الأمتار في المنطقة المركزية لمكة المكرمة وحول الحرم، كان له تأثيرات على المناخ المحلي لوادي إبراهيم الخليل، وذلك بتعديل قوة الرياح أو تعديل اتجاهاتها، وقد يكون ذلك هو المتسبب بركود الهواء وانخفاض سرعته، وبالتالي التسبب في ارتفاع معدل تلوث الهواء في المناطق المحيطة بالحرم وعموم المنطقة المركزية لمكة.

الأكثر قراءة