نيران الغضب الأفغانية تشتعل في وجه إيران

شرطة طهران أحرقت سيارة نقل تقل 7 لاجئين ولم تسمع لاستغاثتهم
شرطة طهران أحرقت سيارة نقل تقل 7 لاجئين ولم تسمع لاستغاثتهم

السبت - 06 يونيو 2020

Sat - 06 Jun 2020

أفغان يبحثون عن خروج آمن من إيران  (مكة)
أفغان يبحثون عن خروج آمن من إيران (مكة)
تسبب مقطع فيديو لسيارة تنقل لاجئين أفغان، تعرضت للوحشية والحرق على يد الشرطة الإيرانية، في ثورة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنديد متواصل بالانتهاكات الإيرانية المجردة من الإنسانية.

وجاء الحادث بعد أيام قليلة من حادثة أخرى استفزت مشاعر الأفغان والعالم كله، بعدما ألقى حرس الحدود الإيراني 50 أفغانيا في مياه النهر ليموتوا غرقا، مما دعا الحكومة الأفغانية للتحرك وطلب التحقيق الدولي، واتهموا الإيرانيين بإغراق مواطنيهم.

وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان أمس الأول، إن ثلاثة أفغان لقوا حتفهم وأصيب أربعة في إقليم يزد بوسط إيران بعد أن أطلقت الشرطة الإيرانية النار على مركبتهم، مما أشعل بها النار، وظهر في المقطع المنشور على وسائل التواصل، فتى يفر من العربة المشتعلة بحروق في أجزاء من جسده ويتوسل طلبا للماء.

أعطوني ماء

وأكدت الخارجية الأفغانية الفيديو وقالت إنه «صحيح وإن الأفغان في إيران يحاولون التعرف على هوية الضحايا»، وانتشرت على نطاق واسع اللقطة التي يستغيث فيها الفتى «أعطوني شيئا من الماء.. أنا أحترق»، وطالبت جماعات حقوقية بالعدالة والقصاص.

ونقلت «العربية نت» عن علي نوري المحامي والناشط الحقوقي على فيس بوك «إيران ليس لها الحق في قتل اللاجئين الأفغان. يمكنها أن تغلق حدودها، وأن تطرد كل الأفغان، لا أن تقتلهم».

وأظهرت بيانات أممية، أخيرا، أن ما يزيد على 200 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيران خلال الربع الأول من العام الحالي جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية وظهور أزمة فيروس كورونا المستجد، فيما نقلت محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، الثلاثاء، تقريرا أصدرته مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يفيد بأن 226 ألفا و 316 مهاجرا أفغانيا غادروا إيران خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2020.

عودة المهاجرين

وأوضح تقرير لمنظمة الهجرة الدولية أن تفشي فيروس كورونا المستجد وتدني الفرص الاقتصادية كانا أبرز الأسباب وراء عودة آلاف المهاجرين من إيران إلى أفغانستان.

لاجئون أفغان يعيشون في طهران            (مكة)
لاجئون أفغان يعيشون في طهران (مكة)



وتشير إحصاءات وزارة شؤون المهاجرين في أفغانستان إلى أن مليونين و500 ألف شخص من المهاجرين الأفغان يعيشون داخل إيران، ومن بين هؤلاء يحمل 950 ألف شخص بطاقة هوية، و450 ألف شخص تأشيرة طويلة الأجل، بينما يعيش 750 ألف شخص بدون شهادات تعداد رسمية، وحوالي 400 ألف شخص بدون وثائق ثبوتية.

وأعربت أفغانستان في مارس الماضي عن قلقها من عودة مهاجرين جماعيا إلى أراضيها قادمين من إيران المتفشي بها فيروس كورونا، وتعرضت عناصر حرس الحدود الإيراني لانتقادات حقوقية مرارا بسبب سوء معاملة المهاجرين الأفغان لدى محاولتهم تجاوز الحدود الفاصلة بين البلدين. واحتج مئات من سكان ولاية هرات الأفغانية أمام مقر القنصلية الإيرانية اعتراضا على سوء معاملة المهاجرين الأفغان ومقتل عدد منهم على حدود إيران.