دخيل سليمان المحمدي

لقد رحلت

الاحد - 31 مايو 2020

Sun - 31 May 2020

قبل يوم واحد من رحيل الشهر الفضيل، وفي ظهر يوم الجمعة الطويل، بعد ساعات الليل وصباح الانتظار، وصلت إلينا بعض من الأخبار، لقد أوجعتنا حزنا وألما، ولكن ما زال هناك أمل بأن الأخبار ربما تكون إشاعة.. نعم ليت.. لعل، نتمنى ذلك، ولا نريد التأكيد.

ها نحن نتساءل بكل خوف وحذر من بعيد، حتى رن هاتف أخي بصوته الذي سارع نبضات القلوب، ليأتي مؤكدا للخبر اللئيم، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

نعم رحلت!

لقد رحلت من محطة كوكب حياتنا لتبدأ رحلة جديدة، وهي مبتسمة هادئة راضية تاركة خلفها تفاصيل حياتها وابتساماتها وذكرياتها، رحلت الأخت والأم البارة بأمها وزوجها وأهلها.

لقد رحلت وفي قلبها حفظا لكتاب ربها الذي اختارها لتعيش العيد في قبرها السعيد.

أختاه، ليتك رأيت كل من قبل جبينك الطاهر وأنت مسجاة على لوح الغسل، تفوح منك رائحة المسك والعنبر.

اللهم إنها في ضيافتك فأكرم نزلها يا كريم، اللهم وسع مدخلها وأغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم واجمعنا بها في دار كرامتك في مقعد صدق عند مليك مقتدر، اللهم واجبر عزاءنا في فقدها.

رحلت البارة بوالدتها وزوجها وأهلها

أختاهُ.. قَدْ رَحَلَتْ يَا جَنَّةَ الْخُلْدِ

فَاسْتَقْبِلِيهَا بِمَاءِ الْوَرْدِ فِي اللَّحْدِ

خَمْسُونَ عَاماً مَضَتْ وَالحُبُّ رَايَتُهَا

كَأَنَّها خَلَقَتْ مِنْ وَجْدِهَا سَعْدِي