نسرين محمد عبدالسلام

هل البكتيريا الصديقة (البروبيوتيك) موجودة في كل أنواع اللبن؟

الأحد - 17 مايو 2020

Sun - 17 May 2020

انتشرت مؤخرا بعض المعلومات عن البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة التي توجد في اللبن الرائب أو الزبادي، والتي مفادها أن اللبن تزيد به البكتيريا النافعة كلما كان قديما أو عند انتهاء صلاحيته، واعتمدت المعلومة على أنه كلما زادت الحموضة زادت كمية هذه البكتيريا. وذهب البعض للنصح بوضع اللبن خارج الثلاجة لزيادة كمية البروبيوتيك فيه وزيادة المنفعة.

اللبن يعتبر من أكثر المنتجات شهرة في احتوائها على البروبيوتيك. ولكن السؤال هنا: هل كل أنواع اللبن تحتوي عليها؟ الإجابة بكل بساطة: لا!!

لتبرير هذه الإجابة سوف أشرح بعض المعلومات البسيطة لتوضيح الصورة. البروبيوتيك حسب تعريف منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة هي الكائنات الحية الدقيقة التي، عندما تضاف بكميات كافية، تعطي فائدة صحية للشخص تتجاوز الفوائد التغذوية الأساسية.

• بناء على التعريف السابق يمكننا القول إن اللبن العادي، الذي يصنع بواسطة إضافة (البادئات) البكتيرية، يحتوي على البروبيوتيك، وذلك لأن البكتيريا المضافة له (البادئات) تعتبر حية ونشطة، حيث تعمل على تحويل اللاكتوز في الحليب إلى حمض اللاكتيك، مما يعطي اللبن الطعم والقوام المتماسك وبعض المنافع الصحية، مثل التقليل من الشعور بعدم الراحة لدى الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، بالإضافة إلى أنها تحسن هضم اللاكتوز بشكل عام لديهم.

• ولكن بعض الآراء العلمية ترى أن اللبن العادي لا يمكن تسميته «لبن بروبيوتيك» لأنه على الرغم من وجود بكتيريا حية ونشطة به، إلا أنه لم تضف له سلالات البروبيوتيك بكتيريا التي توفر فوائد صحية إضافية ومثبتة علميا، مثل المحافظة على صحة الأمعاء وتحسين بعض الوظائف المناعية (تختلف الفوائد حسب السلالة البكتيرية).

• بعض أنواع اللبن التي تباع تجاريا تتم معاملتها حراريا (بسترتها) بعد تخمرها، مما يؤدي إلى القضاء على كل البكتيريا الصديقة. والغرض من عملية البسترة في بعض أنواع اللبن هو إطالة فترة صلاحيته وحفظه من الفساد. وفي هذه الحالة يكون اللبن لا يحتوي على أي بكتيريا صديقة في حالتها الحية والنشطة.

• بعد المعالجة الحرارية بالبسترة، بعض أنواع الألبان وليس جميعها يضاف لها أنواع معينة من البروبيوتيك معروفة بفوائدها الصحية، ولكن حتى تعطي هذه الأنواع الفوائد الصحية المرجوة منها يجب مراعاة الآتي: أولا. أن يكون عدد البكتيريا كافيا، ثانيا: يجب أن تكون حية عند تناولها، ثالثا يمكنها الصمود خلال عملية الهضم مرورا بالحمض المعدي لتصل إلى الأمعاء. ويمكن معرفة هذه الأنواع من الألبان إذا كان مكتوبا على العبوة: تحتوي على بكتيريا حية ونشطة (Contains live and active bacteria).

• وبالنسبة للسؤال ما إذا كان اللبن القديم أو المتحمض أو منتهي الصلاحية به كمية من البكتيريا النافعة أكثر من الموجودة في اللبن الجديد؟ هنا يمكن القول إن اللبن يمكن أن ينتهي تاريخ صلاحيته ولا يفسد، ولكن ليس بالضروري أن يكون عدد البكتيريا الموجودة به كافيا للدرجة التي تعطي المنافع الصحية المنشودة، حيث إن البروبيوتيك لا تتكاثر في اللبن أثناء فترة الحفظ، بل المعروف عنها أنها تتناقص بمرور الوقت وبعضها حساس لزيادة الحموضة. وبعض البكتيريا النافعة لا يمكنها العيش في درجة حرارة الغرفة ويجب أن تحفظ مبردة، لذلك وضع اللبن خارج الثلاجة لفترة طويلة لزيادة كمية البروبيوتيك فيه طريقة غير مجدية.

الخلاصة:

• البروبيوتيك أو البكتيريا الصديقة ليست موجودة في كل أنواع اللبن التي تباع.

• المنافع الصحية للبروبيوتيك تختلف حسب السلالة البكتيرية، ويمكن معرفة السلالة من قائمة المكونات.

• بكتيريا البروبيوتيك يجب أن تكون حية ونشطة وعددها كاف لإعطاء المنافع الصحية المنشودة.

• وضع اللبن خارج الثلاجة لفتره طويلة لا يزيد عدد البكتيريا النافعة، إنما يمكن أن يؤدي لموتها أو لفساده.

• اللبن يمكن أن تنتهي صلاحيته ولا يفسد، ولكن ليس بالضرورة أنه سيكون أكثر فائدة.

دمتم بصحة وعافية.

@nmma3