عبدالله العلمي

شفافية السياسة النفطية السعودية

الأربعاء - 13 مايو 2020

Wed - 13 May 2020

مرة أخرى تسجل السعودية حدثا اقتصاديا هاما رغم الأزمات الحالية حول العالم. وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان لخص الأمر بجملة مفيدة: تعميق تخفيضات إنتاج النفط يهدف للتعجيل بالتخلص من تخمة الإمدادات العالمية وإعادة التوازن إلى سوق النفط.

شهد شاهد من أهل الاقتصاد، المحللون الاقتصاديون حول العالم أكدوا في تقاريرهم هذا الأسبوع أن الشفافية المالية التي أظهرتها السعودية، كفيلة بأن ترسم خريطة طريق تؤمن للمملكة الخروج من الأزمة العالمية.

لن أخوض في افتراضيات جدلية حول مصير سعر النفط خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، ولكن من الواضح أن السعودية تتمتع بالقدرة والمرونة لتخفيض تكاليف مشاريعها التنموية. الأدلة واضحة، أثبتت السعودية في الماضي متانة اقتصادها لتعزيز سياساتها المالية. رغم الظروف العالمية الحادة، تمكنت السعودية من حماية استثماراتها المحلية والأجنبية من عدة صدمات تعرضت لها على مر الزمن.

خطة الطريق واضحة، سنعمل على الوصول إلى الوضع العادي والخروج من الجائحة بأقل الخسائر الممكنة. ولكن علينا الحد من التدفقات النقدية الخارجة من الوطن، وضبط الإنفاق المالي ونفقات السفر والمشتريات الحكومية غير الأساسية.

سبق لنا أن مررنا بمثل هذه الظروف التقشفية، بل بأسوأ منها، ونجحنا بترشيد الإنفاق مع الحفاظ على نسبة عالية من الاحتياطات المالية.

رسالتنا للعالم واضحة: رغم ضعف الطلب على الطاقة وانخفاض أسعار النفط والعمل في ظروف معقدة ومتغيرة، إلا أن السعودية ماضية في حماية اقتصادها من صدمة الإجراءات المتوقعة. نعم، سنخفض إنتاج النفط، ولكن هذا لن يقتصر علينا فقط.

كذلك أتفق مع الاقتراح السائد بوقف العقود مع الاستشاريين الأجانب في مشاريع الدولة وعدم توظيف مستشارين أجانب في الأجهزة الحكومية.

لدينا ثروة بشرية وطنية مؤهلة يجب استغلالها للقيام بهذه المهام الأساسية والمساندة.

وكما نجحنا في الماضي تحت ظروف صعبة، سنعمل اليوم أيضا لتحويل الأزمة الحالية إلى فرص استثمارية واعدة.

لا نريد أن نرسم صورة وردية، بل أن تتحدث الحقائق عن نفسها. شركة أرامكو السعودية أعلنت الثلاثاء الماضي نتائجها المالية للربع الأول من عام 2020. سيتم توزيع أرباح نقدية على المساهمين بقيمة 70.32 مليار ريال عن تلك الفترة. بلومبيرغ أيضا لم تذهب بعيدا، فقد أكدت هي الأخرى هذا الأسبوع أن السعودية هي المنتج النفطي الوحيد الذي نجح في تحقيق مكاسب في أسواق النفط، على الرغم من اضطرابات الأسواق، وتكالب المنتجين للحفاظ على حصصهم السوقية.

أهم من هذا كله، السعودية حريصة على استمرار فرض الإجراءات الضرورية لسلامة المواطن والوافد خلال هذه الفترة الصعبة.

AbdullaAlami1@