رحاب القرشي

كنا نظن جنود الوطن وحدهم خط الدفاع الأول!

الاحد - 03 مايو 2020

Sun - 03 May 2020

إن المتتبع لتاريخ الأزمات عبر الأزمان يجد أن الأزمة تخلق نوعا من الأهمية لنظام دون آخر، فنجد أنه مع بداية عاصفة الحزم كان الجنود ورجال الأمن هم خط الدفاع الأول عن الوطن، حيث وضعوا في مكان لا صوت يعلو فيه على صوت المدفعية وصوت الرصاص، يتنفسون الرماد ويقبعون خلف الصوابير، بينما نجد منسوبي الصحة بين صافرة الإسعاف ورنين جهاز التنفس تتسارع نبضاتهم كلما قل النبض!

فمع أزمة كورونا توجهت الأنظار لجهود منسوبي الصحة، حيث إنهم جنود هذه الأزمة وخط الدفاع الأول بجانب جنود الوطن من منسوبي القطاع العسكري.

فكان لهذه الأزمة الفضل في رفع وسمو قطاع الصحة والالتفات لجهودهم، والوعي بأن الحروب ليست فقط أسلحة وذخائر، بل هناك حروب من نوع آخر قادتها هم جنود الصحة، مما أدى لتساوي القطاعين الصحي والعسكري الأمني في الثناء والدعاء لهم وإبراز أهميتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه الأزمة غيرت من نظرتنا حول أولويات الحياة، فباتت الصحة والوقاية هي الشغل الشاغل للشرائح المجتمعية وقيمة عظمى لدى الإنسان. كما أن الداء وحد المجتمعات ليكون الدواء هو المطلب الأوحد لكل تلك الشعوب، فالآن يوجد ما يوحد العالم أكثر مما يفرقهم.

فالجميع معرض للخطر، خطر الإصابة بأسلحة العدو للجنود وخطر الإصابة بالفيروس لممارسي الصحة في ظل مكافحته والحد من انتشاره.

أخيرا، قطاع الصحة والأمن كلاهما جنود وخط دفاع أول عن الوطن والمواطن والمقيم، كلاهما يضحي في سبيل أن نعيش كرماء.

وكلاهما يعتزل أهله من أجل الدفاع عن الأرواح.

(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) فجزاهم الله خير الجزاء.