عبدالله العلمي

انكماش النفط أم انحسار السياسة؟

الأربعاء - 29 أبريل 2020

Wed - 29 Apr 2020

ما زالت عناوين الصحف العالمية تنعى بالخط الأسود لحظة «انكماش» فاقت أي حدث اقتصادي في تاريخنا الحديث. الارتطام المدوي لأسعار النفط نتج عنه إغلاق قطاعات صناعية بأكملها.

الأمور واضحة حتى بدون الغوص في فجوات التحليل. انخفض سعر النفط إلى أعماق لم يكن من الممكن الغرق فيها كشَلال غزير. تم تسريح ملايين الموظفين، وأصبحت بعض الشركات على أبواب الإفلاس مُثْقلة بالديون.

الدمار الصحي الذي أحدثه فيروس كورونا أنجب فيروسا مدمرا آخر للاقتصاد العالمي. الصدمة أسكتت كبار المحللين الاقتصاديين. مدراء البورصات لا ينامون إلا وآلاتهم الحاسبة في أيديهم خشية أن توقظهم أرقام الخسائر في وقت اختفى فيه مصطلح «أرباح المساهمين».

مدراء البنوك العالمية في مكاتبهم بعد أن فاتهم القطار وهم في ارتباك وذهول. كيف يفسرون تراجع السوق لملايين المساهمين؟ كيف تتخلص الشركات من 20 مليون برميل مخزنة في 13 ناقلة نفط في ساحل الولايات المتحدة، بسبب تراجع الطلب على الوقود والبنزين؟

ربما الفائدة من الوضع الحالي هي ترشيد الاستهلاك، إلا أن البعض يرى أن العالم على أبواب سحوبات كبيرة من المخزون، وأن أسعار النفط ربما تصل إلى 90 دولارا. لم لا؟ ألم يهبط النفط لأدنى مستوى له منذ 18 عاما دون سابق إنذار؟

معظم التقارير الاقتصادية الغربية تعج بنتوءات «التوقعات». سماسرة النفط يندفعون اليوم للحصول على أي «اتفاق جمركي» لتقليص الخسائر في ميزانية الأمانة والوفاء.

انحسرت السياسة وسقط القناع عن السيناتور تيد كروز ممثل الحزب الجمهوري عن ولاية تكساس الأمريكية. فقد كروز أعصابه وهو يهاجم السعودية بسبب ما ادعاه من أن الرياض تحاول تدمير آلاف الشركات في ولايته.

لم يهتم السيد كروز أو الصحافة العالمية كثيرا بخبر إنهاء السعودية إعدام مرتكبي الجرائم وهم قُصّر، فأي شخص حُكم عليه بالإعدام في جرائم ارتكبها عندما كان قاصرا لم يعد يواجه الإعدام. بدلا من ذلك، سيتم الحكم بسجن الفرد مدة لا تزيد على 10 سنوات.

كذلك لم تنشر معظم الصحف الغربية التي تهاجم الرياض قرار المحكمة العليا السعودية إلغاء عقوبة الجلد في قضايا التعزير، والاكتفاء بعقوبتي السجن أو الغرامة أو بأي عقوبة بديلة.

ويظل سؤال الصحف الغربية يرتطم بالحائط كل صباح: متى يعود النفط إلى صوابه؟ بل أسأل: متى يعود الذين ينتقدون السعودية إلى صوابهم؟ وسعوا صدوركم، فما أوسع الأحلام.

AbdullaAlami1@