محمد عبدالرحمن الأسمري

صفعة كورونا

الثلاثاء - 28 أبريل 2020

Tue - 28 Apr 2020

هذا الفيروس العجيب المتطور الذي سرعته تتعدى الفيروسات المعروفة في المئة عام الأخيرة.

فالعالم بعلمائه لا يستطيع أن يوقف هذا الفيروس، فهو ينتقل من دولة إلى أخرى بشكل انسيابي ولا يعترف بأي قوة بشرية أو صناعية أو دوائية حتى الآن. فإن لم يكن الإنسان متسلحا بسلاح الصحة والمناعة القوية فهو معرض للموت.

والصحة والمناعة القوية في هذا الزمن المسمى عصر السرعة أصبحت شحيحة نوعا ما!

كوفيد 19 ينتقل بسرعة فائقة بين الناس ويقف العلم عاجزا عن مجاراة هذا الفيروس التاجي المتطور الذي تطور عن طريق سلسلة من الفيروسات القديمة على رأي المختصين في هذا المجال وجاءنا الآن وهو متسلح بسلاح قوي يؤثر بشكل مباشر على الرئة والجهاز الهضمي.

وكل العلماء يقفون عاجزين عن إيجاد حل للحد من خطورته سوى بالطريقة التقليدية وهي الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي. وتنتظر الشعوب والحكومات من علماء الفيروسات حلا لهذه المعضلة التي ستلحق بالضرر على كل منزل في هذا الكون إن لم يستعجلوا في إيجاد لقاح!

تعطل كثير من الناس عن أعمالهم وأقفلت شركات ومؤسسات وستنهار اقتصادات دول ربما وسيشل العمل في العالم وإذا توقفت الأعمال ستتوقف الحياة. هذا العالم يمر بأزمة حقيقية!

ولا حل إلا بيد الله عز وجل فهو مدبر الحياة على هذه الأرض وخالق الأسباب والمسببات وكل شيء عنده بقدر. فنطلب من الله أن يسخر لنا العلماء لكي يجدوا اللقاح المناسب قبل أن يفتك هذا المرض بكل مقومات الحياة على هذه الأرض. فلو أصبح العالم يبحث فقط عن أكل وشرب ستصبح كارثة حقيقية وسيأكل الناس بعضهم بعضا. ولا هم للعالم بأسره إلا أن يعيش فقط وستتوقف الحياة بشكل عملي.

ما الذي حصل فعلا؟ هل هذا الفيروس من صنع البشر وتطور من المختبرات المختصة أم هو من الخفاش كما يقولون أو رسالة من الله للبشر؟

هل مفاد هذه الرسالة أن يلتفتوا لنعمه وخيره الذي قدره للناس وأن يصلحوا أحوالهم، وفساد الإنسان أوجب عليه العقوبة والإنذار؟

لا شك أن الله له رسالاته وقد يكون هذا الفيروس جرس إنذار للبشر بأن يتوقفوا عن ممارسة الشر بكل أنواعه ويتوقفوا عن الإسراف في النعم، وأن يقفوا مع الفقراء ويحافظوا على الخير ولا يهدروا نعم الله من أجل غاية مادية! وأيضا بعض البلدان تهدر تقريبا مليار دولار من الأرز ويذهب لمكب النفايات بسبب الهدر والصرف اللا محسوب.

دعونا نتفق بأن الإنسان طغى وتجبر وأفسد وظلم وقتل الأبرياء وعاث في الأرض، وأقصد بالإنسان هنا هو ذلك الإنسان الذي لا هم له إلا أن يترجم أفكاره الشيطانية لأفعال، ويبحث عن إحداث فوضى للإنسان الآخر في المقابل. فالناس صنفان كما هو معلوم مجبول على الخير ومجبول على الشر، وللأسف أن فئة الشر هي التي تطغى على البشر، ولن أكون تشاؤميا وهذه الحقيقة التي يجب أن يعيها كل البشر وأن يتصدى الإنسان لهذا المشروع الشيطاني المفسد في الأرض ولنا أدلة كثيرة على هذا الأمر.

فالتفكير الرأسمالي على سبيل المثال يعتبر الإنسان أداة للإنتاج مثله مثل الآلة إذا لم ينتج ويستفد منه يصبح عالة وموته منعش للاقتصاد. تبين مع أزمة كورونا الحالية أن الإنسان هو آخر الاهتمامات في العالم الغربي وهذه الأزمة تكلم عنها الدكتور كولمان البريطاني بأن كورونا فضح الأنظمة الغربية الرأسمالية!

ومضة تفاؤل

آخر الأخبار والدراسات أثبتت أن الفيروس أصبح ضعيفا نوعا ما في هذه الأيام، وهي إشارة إلى زواله بإذن الله..

ختاما، أثبتت مملكتنا الحبيبة حفظها الله تصديها المشرف لهذه الجائحة، فقد كانت خير مثال للعالم أجمع في كيفية التعامل مع الأزمات، ولا يسعني إلا أن أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله

وولي عهده ووزارة الصحة التي تبذل الغالي والنفيس لمحاصرة هذا الوباء والقضاء عليه.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال