فلما عُزلت وطال الحصاروأصبحت حيران خلف الجداروضاقت عليّ جميع السبلفلستُ أزورُ أنا أو أُزارفكان ولابد من صاحبيُعين على الصبر والاصْطِبارففتّشت عن صاحب يحتويفلم ألق خِلاً به يُستجاروحاولت جهدي فلم أستطعفقد لاذ جمع البشر بالفرارفلما يئست أتيت الكتابوما كان لي غيره من خِيارفخيرُ جليسٍ يُقال الكتابيواسي ويأسو بدون ادّخارفأقبلت أرجو مواساتهفرحّب وهلّا كطبع الكبارفعانقته بعد طول الغيابوشمّيت فيه الأدب والوقاروثَمّ انحنيت وقبلتهومسّحت عن دفتيه الغبارفأرسل دمعا على وجنتيهوعاتب ثم انبرى للحوارفقال أتهجر طول السنينوضيعت في البيت حق الجواروأهملتني ثَمّ فوق الرفوفأُعاني من الذل والانكسارتروح وتغدو ولا تلتفتومثلي عليك ومنك يغاروأرقب منك ولو نظرةوأزداد حزنا مع الانتظاروتعكف دوما على شاشةفلا تستشير ولا تستشارتطالع فيها من الملهياتوتُلقي بذوقك للانحداروتهدر وقتا بما لا يفيدوترهق عينا وفكرا يُحارفهبني أنا شاشة من ورقولو يا أخي ساعة من نهارلتصقل ذوقا وفكرا معاوعن مقلتيك تزيح الستارفلما سمعت جميل الكلامعلى الفور بادرت بالاعتذاروأيقنت يا ناس أن الوفاءتُنافس فيه الكتب باقتدارفهيا نبادل معها الوفاءونلحق قبل انطلاق القطارلننهل منها الأدب والعلومونبحث عن دُرها في المحاروننعم في ظلها آمنينونقطف منها شهيّ الثمار