عبدالله الوليدي

وطن لا يترك أبناءه

الاثنين - 13 أبريل 2020

Mon - 13 Apr 2020

مع الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد (COVID-19) عالميا، قامت أغلب دول العالم باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة للحد من تفشي هذه الجانحة، تمثلت هذه الإجراءات في إيقاف الرحلات الدولية والداخلية، وتعليق الدراسة الأكاديمية في الجامعات والمدارس وتحويلها لنظام التعليم عن بعد، إضافة إلى سن قوانين للحد من التجمعات في الأماكن العامة والضيقة منها. من جانب آخر، تباينت مواقف هذه الدول في التعامل مع مواطنيها العالقين في الخارج أثناء هذه الأزمة.

فمنذ إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO) لفيروس كورونا "جائحة عالمية " منتصف شهر مارس الماضي، شعر المبتعثون ومرافقوهم المتواجدون في الولايات المتحدة الامريكية بالقلق جراء الارتفاع المتزايد في حالات الإصابة بهذا الفيروس، والتي تخطت حاجز النصف مليون إصابة في جميع أنحاء الولايات الأمريكية كأعلى عدد مسجل عالميا. كان القلق يسود هؤلاء المبتعثين كون بعضهم قد طُلب منه الخروج من السكن الجامعي، في حين أن البعض الآخر قد حصل على الدرجة العلمية، ولم يتسن له الرجوع إلى المملكة.

استشعرت حينها حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – مدى الأضرار الصحية والنفسية والقانونية التي قد تطال ليس مبتعثيها فقط، بل حتى من كان وجوده في الولايات المتحدة لغرض مختلف مثل العلاج أو السياحة، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين بتسهيل إجراءات عودة المواطنين المتواجدين في الخارج، والراغبين في العودة إلى المملكة، وذلك من خلال إطلاق المنصة الالكترونية التي دشنتها وزارة الخارجية مؤخرا.

شعر المواطنون الراغبون في العودة إلى أحضان الوطن حينها باللفتة الأبوية من لدن حكومتنا الرشيدة في ظل هذه الأوقات الحرجة، حيث رصدت عدسات الكاميرات مشاعرهم وانطباعاتهم حين عودتهم من عدة دول، ووصولهم إلى أرض الوطن. لم يكن استقبالا عاديا، بل كان بمثابة استقبال الأب لابنه.

كان ذلك جليا من خلال التناغم والتكامل بين الجهات الحكومية المشاركة في استقبال المواطنين بدأ من الكشف الطبي، مرورا بالحجر الصحي الذي خصص له أرقى الوحدات السكنية التي تكفلت بها الدولة، إضافة إلى تقديم الوجبات المجانية يوميا. كذلك دأبت وزارة التعليم ممثلة بملحقياتها الثقافية حول العالم بتسهيل كافة الأمور المتعلقة بدراسة المبتعثين من خلال السماح لهم بتأجيل الفصل الدراسي الحالي وعدم احتسابه من ضمن مدة الابتعاث، إضافة إلى عدم إيقاف المخصصات المالية للمبتعثين خلال فترة تواجدهم في المملكة.

ومضة:

حق لنا كمبتعثين أن نفخر ونعتز بالمواقف الإنسانية الثابتة والراسخة التي أولتها حكومتنا الرشيدة تجاه أبنائها وبناتها خارج المملكة.