ولاء الشيحي

ماذا لو بقي "كورونا" عاما؟!

الاثنين - 13 أبريل 2020

Mon - 13 Apr 2020

‏حل فيروس "كورونا" علينا ثقيلا رغم أنه كائن لا يرى بالعين المجردة، وما زال العالم يصارع للبقاء بأقل الخسائر الممكنة، بطرد هذا الفيروس من هذا الكون، واتفق كل سكان هذا الكوكب - غير المصابين إلى الآن - على استخدام السلاحين الوحيدين المتوفرين حتى اللحظة لمواجهته: "النظافة" و"العزل"!

‏منظمات الصحة بكل دول العالم بدورها تقوم بعمل update للمعلومات المتعلقة بعدد المصابين بفيروس الكورونا والوفيات والحالات التي تماثلت للشفاء، كما سمعنا عن وجود علاج يخفف من أعراض الإصابة بالفيروس، نتمنى أيضا أن نسمع خبر اكتشاف لقاح ضد هذا المرض.

‏حاولت جميع البلدان التصدي له من فرض حظر التجول والحجر الصحي وغيره من الاحتياطات.. لكن، ماذا لو استمرت فترة الحظر عدة أشهر، وبقت آثاره لعام كامل، وتفشى هذا المرض لأكبر عدد ممكن من الأشخاص وارتفعت فيه نسبة المصابين وأعداد الوفيات؟ كم من قريب سنفقد؟ وكم من فقير سيتألم؟ وكم من جاهل سيتذمر ويخرب؟ وكم من أعمال ستتعطل؟ ما الأضرار الناجمة يا ترى على الاقتصاد والتعليم والصحة؟ وما وقعه النفسي على المجتمعات؟ ستتناقل الناس الإشاعات وعن كونه حربا بيولوجيه، وسيربط الناس أحداثه كما في أفلام هوليود وكما تنبأ بها بعض الكتاب "هذا إن لم يحدث الآن" ستصبح لدينا حياة مختلفة لا تطاق.. كل هذا الخيل سيحدث - وأكثر منه خيالا وسوءا - سيحدث في حال إذا استسلمنا لضعفنا ولم ننصع لقوانين الدولة التي تفرضها للحد من انتشاره، ولم نتقيد بها ولم نأخذ هذا الوضع على محمل الجد.

‏المملكة العربية السعودية سطرت أنموذجا رائعا جدا في الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، بدءا من قرارات القيادة المتتالية والمتسارعة، مرورا باستنفار القطاعات الصحية، وتضافر جهود أمانات المناطق والقطاعات العسكرية والجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن، وكل ذلك جعل الأمور تبقى في الوضع الآمن والمطمئن كما تشير الأرقام.

‏كل فرد في هذا المجتمع يحمل على عاتقه أمانة هذا البلد، وعليه دين كبير لهذا الوطن، ويسعى لرد جزء منه اليوم بالوقفة الجادة الصادقة، ومقابل ما رأينا وسمعنا من استهتار القلة من المراهقين والمراهقات، هنالك من النبل الحقيقي في المواقف الإنسانية الكثير والكثير.

‏في ظل هذه الظروف الحالكة تعلمنا قيمة الوقت والحياة وقيمة أنفسنا، وأظهرت هذه الظروف مدى وعي المجتمع السعودي.

‏هذه الغمة ستزول بإذن الله وسنكون متفائلين قادرين بقدرته تعالى على العودة لممارسة حياتنا من جديد.