هل تحولت إيران إلى كذبة أبريل؟

الخميس - 02 أبريل 2020

Thu - 02 Apr 2020

أعلن آية الله الخميني الجمهورية الإيرانية قبل 41 عاما، في اليوم نفسه الذي يطلق خلاله الغرب «كذبة أبريل»، وبعد 4 عقود من نشر الإرهاب والفوضى بالمنطقة، وتحول مبادئ الثورة إلى شعارات زائفة، اتفق الكثيرون على أن ثورة أصحاب العمائم باتت تنسجم تماما مع المفهوم الغربي، وتحولت إلى كذبة كل الشهور والأيام.

استبق الخميني إعلان الجمهورية في عام 1979، بإجراء استفتاء شعبي يومي 30 و31 مارس، وأعلنت نتائج الاستفتاء أن 98.2% من الشعب الإيراني صوتوا لصالح إقامة الجمهورية، ثم ما لبث أن بدأ في تصدير الفتنة والقتل والدمار إلى المنطقة، وأطلق الميليشيات المسلحة ووكلاء الشر الذين حملوا شعار «الدم» وباتوا رمزا حيا على نشر الجريمة تحت مسميات جوفاء.

ويرى مراقبون أنها صدفة لافتة، أن يعلن الزعيم الروحي للثورة الإيرانية دولته الجديدة بمناهج اعتبرها إسلامية ،وهي وثورته بعيدان تماما عنها، لتكون الثورة والجمهورية الإيرانية وكأنهم طرفة من طرفات «كذبة أبريل» التي أطلقها الخميني.

الثورة البائسة

فى كتاب بعنوان «الثورة البائسة» للدكتور موسى الموسوي» يبرز المؤلف الوجه الحقيقي للخميني وثورته، حيث كشف «الموسوي» بالأدلة والوقائع عن كثير من الحقائق الصارخة التى يمعن المدافعون عن الخميني ودولته في غض الطرف عنها؛ من أبرزها، تعاون إدارة الرئيس الأمريكي «جيمي كارتر» مع الخميني لإسقاط الشاه، واستعانة الخميني بقطع الغيار والسلاح الإسرائيلى فى حربه مع العراق، ورفضه الصلح الذي بادر به عدد من علماء العالم الإسلامي، وقبِله صدام لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المسلمين، وتنكيل محاكم الثورة وحرسها بالمعارضين عموما وبأهل السنة خصوصا.

فضح العمائم

فضح كتاب الموسوي أصحاب العمائم، منذ صدوره في بداية عام 1980، أي بعد شهور قليلة من الثورة، حيث جعله المؤلف مشاعا لكل من يريد إعادة طباعته أو الاقتباس منه دون الرجوع إليه، وكشف الكتاب حقيقة ما جرى في إيران وكيف عمل الخميني على الانقضاض على الثورة الإيرانية والاستيلاء عليها، بعد أن جرد كل الأحزاب والقوى والشخصيات التي قامت بالثورة من وطنيتهم وإسلاميتهم وجعلهم في خانة الخونة والكفار، من خلال تسمية أنفسهم بـ»بحزب الله» والبقية «بحزب الشيطان»، وهو ماقامت به بعض الجماعات الإرهابية الإخوانية، والدواعش والنصرة في سوريا والعراق وليبيا.

قاموا بهدم وتدمير الأماكن الأثرية أو بيعها لأنها من الأوثان التي يحاربها الإسلام، وهذا رأيناه في تدمر وفي الموصل على يد الدواعش.

عداء العرب

وكشف كتاب «الثورة البائسة» عداء الخميني للعرب، بعد أن عاش في العراق ما يزيد عن عشر سنوات، لكنه أول ما وصل إلى الحكم وتمكن، فإذا به يعلن الحرب على العراق الذي أواه حين لم يجد مأوى له: حيث يقول الكتاب في صفحته رقم 96: «إن من أغرب الغرائب في تاريخ الحروب هو هذه الحرب التي يشنها قوم ضد بلد يقدسون ترابها ويسجدون عليها في صلواتهم الخمس اليومية» وهذا ما قام به إخوان فلسطين في سوريا التي تحالفوا مع الدواعش ضد الدولة السورية التي احتضنتهم يوم لم يجد أحد يقبل بهم، فبعد أن قامت الثورة الفلسطينية بالوقوف إلى جانب الثورة الإيرانية وتقديم الدعم لها نجدها تقوم بطعنها من الخلف بعد أن أغلقت مكاتب حركة فتح في إيران وتهيج حركة «أمل» على الفلسطينيين في لبنان ليقوموا بمجزرة ضد الوجود الفلسطيني في المخيمات.

ويفضح الكتاب حقيقة التيارات الدينية السياسية، وماذا تفعل عندما تصل إلى الحكم، فهي لا تتوانى عن التحالف مع الشيطان لتثبيت حكمها رغم ادعائها بأنها بريئة تماما مع التعاون أو التحالف مع الشيطان، لكنها في حقيقة الأمر تقول ما لا تفعل، وتمارس السياسة كما هو الحال بالنسبة لأي سياسي.

إطلاق الأكاذيب

وعلى مدار أربعين سنة هو عمر الجمهورية الإيرانية، لا يكتفي نظام الملالي بإطلاق الأكاذيب، وهو الذي قتل معارضيه ويصادر الآراء المختلفة معه، مع ممارساته البعيدة كل البعد عن الإسلام، ويستعمل لغة طائفية، باعتبارها اللغة الوحيدة الممكنة التي يجيد استعمالها، وعن طريق تلك اللغة يسعى إلى التدخل في شؤون مجتمعات لا تفهمها ولا تمت لها بأي صلة.

ويوضح الكاتب سلطان بركاني في مقال له نشر بعنوان «الثورة الخمينية.. إسلامية أم صفوية»، أن الخميني تبنى قبل الثورة وبعدها الغلو الذي ألصقته الدولة الصفوية بالتشيع، وأخرج التراث الصفوي لينشره في العالم الإسلامي بعد نجاح ثورته.