أمين حيدر

الدراسة الجامعية والعلم

السبت - 28 مارس 2020

Sat - 28 Mar 2020

سنوات الدراسة الجامعية الخمس قد تكون تجربة فريدة من نوعها في حياة الشاب. ولكن هذه التجربة الفريدة ليست مجانية في أغلب دول العالم كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن تكلفة الدراسة عالية جدا وقد تقدر بآلاف الدولارات. ومع هذا فإن 69% من طلاب الثانوية العامة يكملون التعليم الجامعي، وفقا لتقرير مكتب إحصاءات العمل الأمريكية، والباقي يتجه إلى قطاع الجيش لعدم توفر الدعم المالي لتحقيق حلم الدراسة الجامعية. بحمد الله تعالى ونعمه فإن المملكة العربية السعودية توفر التعليم لمواطنيها بالمجان، بل براتب شهري يصرف على جميع طلاب الجامعات خلال سنوات الدراسة.

مع رؤية 2030الجديدة سوق العمل السعودي يحتاج إلى كثير من الكفاءات العلمية الوطنية التي ستدعم اقتصاد الدولة. ولا شك أن أهمية التعليم الجامعي تكمن في أنها المرحلة الفاصلة بين الحياة العلمية والعملية التي تكسب الطالب مزيدا من المهارات كالعمل مع الفريق والاعتماد على النفس في جمع المعلومات وفرزها.

وكذلك فإن هنالك كثيرا من الفوائد للذهاب إلى الجامعة، ليس فقط في مجال التخصص وإنما لامتلاك ما يسمى «بالمهارات الناعمة». فمنها تعلم فن الاتصال والإلقاء وكذلك تكوين صداقات جديدة وكثير من المهارات الأخرى.

وكما نعلم العلم سلاح البشر اليوم، فهو مقياس القوة والسيطرة، والتعليم الجامعي بوابة الوصول للأهداف ويستخدم كدليل على أن الشخص قد تمكن من مهارات البحث عن المعلومة ومعالجتها وتنظيمها. فالتعليم الجامعي يعطي الشخص الثقة والقدرة على تحليل المشاكل بطريقة علمية دقيقة.

ويعتقد البعض أن العلم يمكن الحصول عليه بطرق ذاتية وبدون الحاجة للحصول على مقعد بالجامعة والذي يسمى «بالتعليم الذاتي»، لكن الطريق للحصول على التعليم الذاتي وعر ويحتاج إلى جهد وإرادة عالية جدا. ومن سلبيات التعليم الذاتي عدم وجود دافع قوي لإكمال التعليم، فبيئة الدراسة في الجامعات تدفع الطلبة إلى مزيد من الاجتهاد في طلب العلم مع كثير من المثابرة والاجتهاد، حيث يشارك الطلاب الهدف وهو الحصول على العلم والمعرفة.

ختاما، دعوني أذكركم بأن القوة والسلطة في العهود القديمة كانت لأصحاب الأجسام الكبيرة القوية، لكن في عصرنا أصبح مقياس القوة والهيمنة هو العلم.