وجدان الدوهان

الترجمة الفورية السياسية وتعزيز التواصل الدولي والتبادل المعرفي

السبت - 08 فبراير 2020

Sat - 08 Feb 2020

يساهم المترجمون في السلام والاستقرار السياسي من خلال اتصالهم الفعال الذي يشكل اللبنة الأساس في تشكيل علاقة متبادلة المنفعة، والتي تؤثر على التغيير الفعلي للمفاهيم في الأوضاع السياسية عبر الثقافات لنقل المعنى والقيم بطريقة فعالة. لذا فإن التواصل الدولي الأكبر والأساسي في مفهوم حياتنا الحالي والمعاصر قد ينشأ من العملية الاقتصادية والثقافية، والتي تقوم على التبادل المتكامل بين الاقتصاد والثقافة، والتي تلعب الترجمة فيها أكبر دور مؤثر.

ويشهد التواصل عبر الترجمة في كثير من الأحيان تغييرات هيكلية هائلة بتسارع مهم في الأعمال التجارية الدولية، فأصبحت الاتصالات الدولية الجزء الأساسي من العلاقات الدولية التي تحدث في العلاقات السياسية الدولية. وقد بدأ هذا الارتباط بين البلدان في ازدياد مع مرور الوقت وتحرك للأحداث السياسية، مدفوعة بأعلى الفوائد الاقتصادية التي تسببت في تحول مهم للاقتصاد الدولي. لذا فالمترجمون الفوريون، خاصة المترجمين السياسيين، يخلقون صلة بين المتحدث والجمهور المستهدف من خلال المهارات اللغوية، فالمترجم مسؤول عن تأليف المعاني الدقيقة وتحمل القيم الثقافية، وهو الحلقة الرئيسة للتواصل في الخطاب الدولي.

الترجمة السياسية تقوم بدور مهم في تعزيز التواصل الدولي بسبب النمو المتزايد في مجال الاتصالات والتكنولوجيا التي تدعم تقدير نتائج التواصل والإعلام على الوضع السياسي للبلد، حيث يستعان بالمترجمين الفوريين كجسر لنقل النصوص والقيم المعرفية عبر الثقافات المختلفة، لذلك فإن دور المترجمين بالتالي ما هو إلا الإيضاح الناجح والكافي كضرورة مطلقة لتجنب أي نوع من سوء الفهم، وتوفير ركن متين متعدد الأطراف يميل إلى توفير معرفة أولية للقضية المتعلقة بالاتصال الدولي، من خلال تحدي تبادل المعرفة كعامل يتعلق بالعلاقات الدولية. ومن المعروف أن الترجمة الفورية تخفض الفجوة بين الثقافات، حيث توضح الكلام إلى لغة يوافق عليها الجمهور المستهدف بسهولة.

إن مفهوم المعرفة السياسية يوفر الأسس لأي منهاج في الترجمة السياسية، والتي يتطلبها المجتمع الثقافي لتحويرها إلى لغة مقابلة كنموذج للتواصل بين الثقافات لتتم ترجمته إلى لغة محددة يفهمها الجمهور ببساطة، فالترجمة السياسية تخلق دورا مهما في تبسيط وسائل الاتصال بين الدول المختلفة، ليجري من خلالها إظهار الهوية الثقافية للدول من خلال اللغة الفعلية الشائعة التي تشمل الحضارات والحالة التعليمية والأديان، والشؤون التجارية والمنظمات السياسية.

إن دور الترجمة الفورية السياسية في تعزيز التواصل الدولي والتبادل المعرفي يقع على عاتق المترجمين الفوريين، كمسؤولية للتأكد من أن الخطاب المترجم له مدخل للنص الأصلي، ولكن بلغة مختلفة تماما تتساوى مع الأحوال الثقافية لإنتاج معاني مخفية بين السطور، وموافقة لما يراد إيضاحه، حيث تعمل الترجمة هنا كطريق فاعل في زيادة تحقيق المنافع بين الدول المشاركة في هذا التواصل.