كيف تصل صواريخ إيران لليمن ولبنان؟

البنتاجون: طهران تنظر للوجود الأمريكي باعتباره العائق الكبير أمام طموحاتها
البنتاجون: طهران تنظر للوجود الأمريكي باعتباره العائق الكبير أمام طموحاتها

السبت - 08 فبراير 2020

Sat - 08 Feb 2020

حثت مؤسسة هاريتج الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترمب على التحرك بقوة للتصدي للتهديدات التي تشكلها صواريخ كروز الإيرانية في المنطقة.

وطالب تقرير صادر عنها بضمان توازن عسكري إيجابي ضد إيران في الشرق الأوسط، ومواصلة حملة «الضغط القصوى» ضد نظام الملالي، للحد من تمويل برامج طهران العسكرية، ووصول الصواريخ إلى أيدي وكلاء الشر الحوثيين وحزب الله، وتكثف العمل مع الحلفاء والشركاء الرئيسيين في الشرق الأوسط لوقف التهديدات المستمرة، والبحث عن سبل لمواصلة حظر بيع الأسلحة إلى إيران الموجود حاليا في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، والذي ينتهي في أكتوبر 2020.

واستند تقرير المؤسسة على الهجوم الصاروخي الذي لحق بقواعد القوات الأمريكية في العراق، والهجوم الذي سبقه على منشآت النفط في السعودية، والتهديدات المتواصلة من قبل وكلاء الشر في المنطقة، والعمليات الإرهابية التي شهدتها المنطقة على مدار السنوات الماضية.

أسرع من الصوت

تستخدم صواريخ كروز على نطاق واسع في الهجوم الأرضي أو صواريخ كروز مضادة للسفن، ويتم تهريبها لوكلاء إيران في اليمن ولبنان، ويمكن إطلاقها من الأرض أو في البحر أو في الجو من خلال مجموعة متنوعة من منصات الإطلاق الثابتة أو المحمولة.

وغالبا ما تعمل صواريخ كروز بمحركات نفاثة صغيرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت، وذلك باستخدام عدد من الوسائل الملاحية للعثور على أهدافها المحددة، بما في ذلك الرادار أو الملاحة بالقصور الذاتي أو تحديد الموقع العالمي أو أنظمة مطابقة محيط التضاريس أو الارتباط الرقمي للمناظر الطبيعية.

ويمكن لصواريخ كروز أن تحمل عددا من الحمولات التقليدية وغير التقليدية، بما في ذلك المتفجرات العالية والذخائر الصغيرة وأسلحة الدمار الشامل، مما يجعلها أسلحة هجومية شديدة التنوع، لكنها لا تخلو من عيوب مقارنة بأنواع أخرى من القوة الجوية، مثل الطائرات والصواريخ الباليستية.

العائق الوحيد

ووفقا لتقديرات المؤسسة الأمريكية تعوض صواريخ كروز افتقار إيران إلى القوة الجوية التقليدية مثل الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة المتقدمة، والذي لعب برنامجها الصاروخي دورا رئيسيا في تعزيز طموحات الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط.

وفي الواقع ووفقا لاستراتيجية الدفاع الوطني للولايات المتحدة لعام 2018 تتنافس إيران من أجل الهيمنة الإقليمية، وتستخدم الأنشطة الإرهابية التي ترعاها الدولة، وشبكة متنامية من الوكلاء، وبرنامج الصواريخ لتحقيق أهدافها.

ويقول تقرير الدفاع الصاروخي لعام 2019 الصادر عن البنتاجون: «تنظر إيران إلى النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط باعتباره العائق الأساسي أمام هدفها المتمثل في أن تصبح القوة المهيمنة في تلك المنطقة واحدة من أدوات إيران الأساسية للإكراه وإسقاط القوة هي ترسانتها الصاروخية التي تتميز بأعداد متزايدة».

المخاطر والتهديدات

من الواضح أن إيران ملتزمة بتطوير ترسانتها الصاروخية، ومواصلة نشر الشر والدمار في المنطقة، وباتت صواريخ كروز الإيرانية تمثل تهديدا واضحا للقوات الأمريكية في المنطقة والحلفاء الأمريكيين والشركاء، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع في جزء من العالم محفوف بالفعل بانعدام الأمن.

وتهدد الصواريخ الملاحة البحرية العالمية والشحن التجاري والعسكري عبر ممرات مائية مهمة في الشرق الأوسط، مثل الخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان، علاوة على أن انتشار صواريخ طهران يزيد من العمليات الإرهابية للميليشيات الحوثية الإرهابية وحزب الله في لبنان، ويزيد من احتمالية استمرار العمليات الإرهابية وانتشار أسلحة الدمار الشامل، ويمكن لإيران نقل صواريخ كروز إلى حليفتها سوريا، أو حتى إلى كوريا الشمالية، وهي دولة تربطها بها علاقة صاروخية باليستية.

كيف تورطت إيران؟

طهران

وفقا لسفير الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة نيكي هالي: «تتزايد المساعدات من الحرس الثوري الإيراني للميليشيات والمجموعات الإرهابية الخطيرة، صواريخها الباليستية وأسلحتها تظهر في مناطق حربية في جميع أنحاء المنطقة، ومن الصعب العثور على صراع أو جماعة إرهابية في الشرق الأوسط لا تحمل بصمات إيران عليها.

صنعاء

أطلقت الميليشيات الحوثية الإرهابية الموالية لإيران أكثر من 100 صاروخ، بما في ذلك بعض صواريخ كروز، حيث ساعدت طهران الميليشيات الإرهابية في اليمن على تحسين قدراتهم العسكرية والصاروخية، مما خلق توترا في البحر الأحمر.

وقالت إدارة الهجرة القومية في 2018 بالكونجرس «في اليمن، دعم إيران للحوثيين يزيد من حدة النزاع ويشكل تهديدا خطيرا للشركاء والمصالح الأمريكية في المنطقة».

بيروت

استفادت ميليشيات حزب الله اللبنانية الإرهابية وحليف إيران من صواريخ كروز التي قدمتها إيران، وبات لديها صواريخ مضادة للسفن والهجوم الأرضي.

وعلى الرغم من تورطها الشديد في الحرب الأهلية السورية إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فإن صواريخ كروز الإيرانية لم تستخدم على ما يبدو في الصراع في سوريا.