محبطات الأعمال
«العبادة بغير نية عناء، والنية بلا إخلاص رياء، والإخلاص من غير اتباع هباء، ورأسمال العبد نظره في حقوق ربه، ثم نظره هل أتى بها على وجهها وكما ينبغي. وفعل الطاعات وأداء العبادات قد يكون سهلا وميسورا، مع ما قد يلاقي العبد من بعض المشقة في أدائها، لكن الأهم من ذلك كله المحافظة على هذه الطاعات، والحرص على هذه العبادات، حتى لا تذهب هباء منثورا، فترى العبد يصلي الصلوات الخمس مع المسلمين في مساجدهم، ويصوم، ويحج، ويعتمر، ويزكي، ويصل الرحم، ويعمل أعمال الخير والبر، ثم يستحوذ عليه الشيطان، فيوقعه في أعمال محبطة، وأمور مبطلة، فيذهب تعبه، ويخسر آخرته.
إن محبطات الأعمال هي أشد ما ينبغي على المسلم الحذر منه، والتنبيه له، والإحباط هو إبطال الحسنات بالسيئات، كما أن من المحبطات ما يحبط جميع الأعمال من الكفر، والردة، والنفاق الأكبر الاعتقادي، والتكذيب بالقدر، وهذا هو الإحباط الكلي. ومنها إحباط جزئي لا يذهب بالإيمان، ولكن قد يبطل العبادة التي يقترن بها بسبب المعاصي والذنوب، كما ينقص الأجر والثواب، وقد يرقى إلى الإحباط الحقيقي نسأل الله العافية، وحاشاه عليه الصلاة والسلام أن يشرك، ولكنه التحذير العظيم والإنذار المخيف من الشرك والقرب منه، وقد قال الله في مقام آخر في سياق ذكر الأنبياء، وفيهم أولو العزم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، وحاشاهم ثم حاشاهم، ولكنه الخوف العظيم من الشرك والاقتراب منه، ومن وسائله وذرائعه، وحفظ جناب التوحيد، وإفراد الله وحده بالعبادة، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده لا شريك له.
إن من فضله ورحمته، أن الكافر إذا أسلم ومات على الإيمان كفر الله عنه سيئاته، وكتب له حسناته التي عملها في جاهليته وكفره، كما أن من المحبطات التكذيب بالقدر، فقد يتهاون العبد في ذلك، فيستهزئ بالقدر، أو يكذب به وهو لا يدري».
صالح بن حميد - المسجد الحرام
احذروا الغفلة
«إن تعاهد الإيمان ومراقبته سمة المسلم وديدن العقلاء، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم).
إن المؤمن يجدد إيمانه لأن الإيمان لا يستقر على حال بل يبلى ويضعف بسبب الفتور في العبادة أو الغفلة عن الله وانغماس النفس في بعض شهواتها، فالإنسان كائن محدود القدرة ضعيف بالفطرة، وهو بين فتور وتقصير.
خير الزاد لمن يطلب الزاد، وخير رفيق في طريق الثبات التمسك بكتاب الله تعالى والعمل به، ومن تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، فإن المسلم اليقظ يسارع للخروج من لحظات الغفلة وهنات الفتور، لأنه يفرح بالطاعة من صلاة وصيام وبذل للفقراء واليتامى ورعاية للسجناء وأسرهم، ويتطلع إلى رضا ربه، سأل رجل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما الإيمان قال (إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن).
مهما أصاب المسلم من غفلة وحلت به علامات الفتور وزلت به القدم فإن باب التوبة مشرع، وطريق الأوبة بالخيرات مترع، والله يحب الأوابين، حيث قال الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم)».
عبدالباري الثبيتي - المسجد النبوي
«العبادة بغير نية عناء، والنية بلا إخلاص رياء، والإخلاص من غير اتباع هباء، ورأسمال العبد نظره في حقوق ربه، ثم نظره هل أتى بها على وجهها وكما ينبغي. وفعل الطاعات وأداء العبادات قد يكون سهلا وميسورا، مع ما قد يلاقي العبد من بعض المشقة في أدائها، لكن الأهم من ذلك كله المحافظة على هذه الطاعات، والحرص على هذه العبادات، حتى لا تذهب هباء منثورا، فترى العبد يصلي الصلوات الخمس مع المسلمين في مساجدهم، ويصوم، ويحج، ويعتمر، ويزكي، ويصل الرحم، ويعمل أعمال الخير والبر، ثم يستحوذ عليه الشيطان، فيوقعه في أعمال محبطة، وأمور مبطلة، فيذهب تعبه، ويخسر آخرته.
إن محبطات الأعمال هي أشد ما ينبغي على المسلم الحذر منه، والتنبيه له، والإحباط هو إبطال الحسنات بالسيئات، كما أن من المحبطات ما يحبط جميع الأعمال من الكفر، والردة، والنفاق الأكبر الاعتقادي، والتكذيب بالقدر، وهذا هو الإحباط الكلي. ومنها إحباط جزئي لا يذهب بالإيمان، ولكن قد يبطل العبادة التي يقترن بها بسبب المعاصي والذنوب، كما ينقص الأجر والثواب، وقد يرقى إلى الإحباط الحقيقي نسأل الله العافية، وحاشاه عليه الصلاة والسلام أن يشرك، ولكنه التحذير العظيم والإنذار المخيف من الشرك والقرب منه، وقد قال الله في مقام آخر في سياق ذكر الأنبياء، وفيهم أولو العزم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، وحاشاهم ثم حاشاهم، ولكنه الخوف العظيم من الشرك والاقتراب منه، ومن وسائله وذرائعه، وحفظ جناب التوحيد، وإفراد الله وحده بالعبادة، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده لا شريك له.
إن من فضله ورحمته، أن الكافر إذا أسلم ومات على الإيمان كفر الله عنه سيئاته، وكتب له حسناته التي عملها في جاهليته وكفره، كما أن من المحبطات التكذيب بالقدر، فقد يتهاون العبد في ذلك، فيستهزئ بالقدر، أو يكذب به وهو لا يدري».
صالح بن حميد - المسجد الحرام
احذروا الغفلة
«إن تعاهد الإيمان ومراقبته سمة المسلم وديدن العقلاء، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم).
إن المؤمن يجدد إيمانه لأن الإيمان لا يستقر على حال بل يبلى ويضعف بسبب الفتور في العبادة أو الغفلة عن الله وانغماس النفس في بعض شهواتها، فالإنسان كائن محدود القدرة ضعيف بالفطرة، وهو بين فتور وتقصير.
خير الزاد لمن يطلب الزاد، وخير رفيق في طريق الثبات التمسك بكتاب الله تعالى والعمل به، ومن تمسك به عصمه الله، ومن اتبعه أنجاه الله، فإن المسلم اليقظ يسارع للخروج من لحظات الغفلة وهنات الفتور، لأنه يفرح بالطاعة من صلاة وصيام وبذل للفقراء واليتامى ورعاية للسجناء وأسرهم، ويتطلع إلى رضا ربه، سأل رجل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما الإيمان قال (إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن).
مهما أصاب المسلم من غفلة وحلت به علامات الفتور وزلت به القدم فإن باب التوبة مشرع، وطريق الأوبة بالخيرات مترع، والله يحب الأوابين، حيث قال الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم)».
عبدالباري الثبيتي - المسجد النبوي