التنمر الأكاديمي!
الأحد - 22 ديسمبر 2019
Sun - 22 Dec 2019
من السلوكيات التي كثر الحديث حولها عالميا في الآونة الأخيرة (التنمر)، وهو إظهار سلوك عدائي وسخرية وربما مهاجمة من فرد لفرد أو من جماعة لجماعة، وقد يكون التنمر في البيوت والمدارس والأسواق وبيئات العمل المختلفة على حد سواء.
ويعتقد البعض أن التنمر مرتبط بشكل أو بآخر بالجهل وقلة التعليم ثم ما يلبث أن يتبدد هذا الفهم حين يعلمون أن التنمر موجود في أقل بيئات التعلم وأكثرها تقدما بشكل متساو، وذلك لارتباط هذا السلوك بالنفس البشرية بتعقيداتها أكثر من ارتباطه بالقلم والكراس والأجهزة اللوحية والرقمية!
ففي دراسات متعددة حول وجود التنمر في الوسط الأكاديمي (الجامعات والكليات) وجد الباحثون أن التنمر يأخذ أنماطا متقدمة ترتبط عادة بالذكاء والدهاء في إلحاق الضرر النفسي بالزملاء في العمل الجامعي، تحقيقا لأهداف ذاتية للفرد أو لمجموعة أفراد (لوبيات متنمرة) داخل الكيان الأكاديمي.
ولأن مفهوم التنمر مستغرب وجوده داخل أماكن يفترض فيها الاتزان والتوازن كالجامعات، فقد كان من المناسب التطرق له ووصف بعض أعراضه للتحذير منه، بل ومحاسبة مرتكبيه من خلال سن قوانين ردع أو إجراءات جزائية تعيد الجامعات إلى رسالتها القيمة كمنابر علم ومصادر معرفة موثوقة ومنبع للسلوكيات الراشدة.
ووفقا لاستقصاء تويتري بسيط شارك فيه أكثر من 230 شخصا، وجد أن التنمر بين أعضاء هيئة التدريس يشمل: انتقاص بلد الدراسة أو جامعة الدراسة بنسبة 45%، فالبعض يتنمر من خلال المفاخرة بالبلد الذي درس به أو الجامعة التي تخرج فيها، مقابل انتقاص جامعات أخرى أو بلدان أخرى في التخصص نفسه، كما أبدى 25% رأيهم بأن احتقار الدرجات العلمية بين بعض أعضاء هيئة التدريس يعد شكلا من أشكال التنمر الأكاديمي، فذاك محاضر وأنا أستاذ مساعد وهو أستاذ وزميله أستاذ مشارك وهكذا، وأتى انتقاص الفكر الأكاديمي وطريقة التفكير في المرتبة الثالثة بنسبة 22%، حيث يتنمر بعض أعضاء هيئة التدريس على زملائهم من خلال ازدراء آرائهم العلمية أو التقليل من شأنها أو محاولة إثبات سطحيتها.
وبعيدا عن الاستفتاءات التي تحدد أشكال التنمر على عينات الدراسة ليختاروا منها، فإن مظاهر التنمر قد تتعدد بالوسط الجامعي لتشمل: هيمنة بعض اللوبيات الخبيرة من قدماء الدكاترة على قرارات الأقسام، مقابل صمت أو إسكات حديثي التخرج، وتصفية الحسابات الشخصية في مجالس الكليات أو عند مناقشة الرسائل العلمية، وإشغال بعض المتنمر عليهم بجداول دراسية منهكة مقابل التخفيف على البعض الآخر، وإقصاء الكفاءات وإزاحتهم ما أمكن عن مواقع القيادة الأكاديمية، وتعطيل النشر العلمي والترقيات تحت مبررات هشة، ونظرة الانتقاص من بعض حديثي التخرج حول أساتذتهم وإيصال رسالة ضمنية أن الأكاديميا الحديثة لا تناسبهم، وإقصاء القيادات النسائية المتمكنة بعيدا عن دائرة اتخاذ القرارات بكل مستوياتها.
ولأن التنمر الأكاديمي في تقديري الخاص هو بالمحصلة اعتلال نفسي ذهني سلوكي، فإنه يلزم له علاج طبي استشاري إجرائي! فحين يثبت وجود تنمر أكاديمي فإن الجامعة من خلال أجهزتها المعنية مطالبة بإحالة المتنمر إلى المشورة الطبية وإخضاعه لجلسات علاجية نفسية تعيده إلى المسار الصحيح ما أمكن، ولا ضير حين يتمادى البعض في تنمره أن يكون للجامعات دور أكبر بحيث توجه للمتنمر تهمة الإساءة، ويلفت نظره حول ذلك، وربما يصعد الأمر ليشمل إجراءات تستطيل ما بين التنبيه عليه والحسم من مخصصاته إلى توجيه تهمة الإساءة
للوسط الأكاديمي، وربما إزاحته من هذا الميدان!
أختم بالتأكيد على أن التنمر ظاهرة عالمية لم تسلم منها البشرية، ففي القصص القرآني من أحاديث الطغاة والمرجفين ما يثبت ذلك، ومثله في الإرث التاريخي والتراث الإنساني والعصر الحديث، وتبقى خدمة الإنسان لأخيه الإنسان بأن يسن من القوانين ما يقطع دابر هذه التجاوزات لتنعم الإنسانية في كل صورها، ومنها الأكاديميا، بأجواء صحية سليمة ومعافاة تشارك في نماء الإنسان والأوطان، بعيدا عن الهموم والأحزان. وعلى الله التكلان.
ويعتقد البعض أن التنمر مرتبط بشكل أو بآخر بالجهل وقلة التعليم ثم ما يلبث أن يتبدد هذا الفهم حين يعلمون أن التنمر موجود في أقل بيئات التعلم وأكثرها تقدما بشكل متساو، وذلك لارتباط هذا السلوك بالنفس البشرية بتعقيداتها أكثر من ارتباطه بالقلم والكراس والأجهزة اللوحية والرقمية!
ففي دراسات متعددة حول وجود التنمر في الوسط الأكاديمي (الجامعات والكليات) وجد الباحثون أن التنمر يأخذ أنماطا متقدمة ترتبط عادة بالذكاء والدهاء في إلحاق الضرر النفسي بالزملاء في العمل الجامعي، تحقيقا لأهداف ذاتية للفرد أو لمجموعة أفراد (لوبيات متنمرة) داخل الكيان الأكاديمي.
ولأن مفهوم التنمر مستغرب وجوده داخل أماكن يفترض فيها الاتزان والتوازن كالجامعات، فقد كان من المناسب التطرق له ووصف بعض أعراضه للتحذير منه، بل ومحاسبة مرتكبيه من خلال سن قوانين ردع أو إجراءات جزائية تعيد الجامعات إلى رسالتها القيمة كمنابر علم ومصادر معرفة موثوقة ومنبع للسلوكيات الراشدة.
ووفقا لاستقصاء تويتري بسيط شارك فيه أكثر من 230 شخصا، وجد أن التنمر بين أعضاء هيئة التدريس يشمل: انتقاص بلد الدراسة أو جامعة الدراسة بنسبة 45%، فالبعض يتنمر من خلال المفاخرة بالبلد الذي درس به أو الجامعة التي تخرج فيها، مقابل انتقاص جامعات أخرى أو بلدان أخرى في التخصص نفسه، كما أبدى 25% رأيهم بأن احتقار الدرجات العلمية بين بعض أعضاء هيئة التدريس يعد شكلا من أشكال التنمر الأكاديمي، فذاك محاضر وأنا أستاذ مساعد وهو أستاذ وزميله أستاذ مشارك وهكذا، وأتى انتقاص الفكر الأكاديمي وطريقة التفكير في المرتبة الثالثة بنسبة 22%، حيث يتنمر بعض أعضاء هيئة التدريس على زملائهم من خلال ازدراء آرائهم العلمية أو التقليل من شأنها أو محاولة إثبات سطحيتها.
وبعيدا عن الاستفتاءات التي تحدد أشكال التنمر على عينات الدراسة ليختاروا منها، فإن مظاهر التنمر قد تتعدد بالوسط الجامعي لتشمل: هيمنة بعض اللوبيات الخبيرة من قدماء الدكاترة على قرارات الأقسام، مقابل صمت أو إسكات حديثي التخرج، وتصفية الحسابات الشخصية في مجالس الكليات أو عند مناقشة الرسائل العلمية، وإشغال بعض المتنمر عليهم بجداول دراسية منهكة مقابل التخفيف على البعض الآخر، وإقصاء الكفاءات وإزاحتهم ما أمكن عن مواقع القيادة الأكاديمية، وتعطيل النشر العلمي والترقيات تحت مبررات هشة، ونظرة الانتقاص من بعض حديثي التخرج حول أساتذتهم وإيصال رسالة ضمنية أن الأكاديميا الحديثة لا تناسبهم، وإقصاء القيادات النسائية المتمكنة بعيدا عن دائرة اتخاذ القرارات بكل مستوياتها.
ولأن التنمر الأكاديمي في تقديري الخاص هو بالمحصلة اعتلال نفسي ذهني سلوكي، فإنه يلزم له علاج طبي استشاري إجرائي! فحين يثبت وجود تنمر أكاديمي فإن الجامعة من خلال أجهزتها المعنية مطالبة بإحالة المتنمر إلى المشورة الطبية وإخضاعه لجلسات علاجية نفسية تعيده إلى المسار الصحيح ما أمكن، ولا ضير حين يتمادى البعض في تنمره أن يكون للجامعات دور أكبر بحيث توجه للمتنمر تهمة الإساءة، ويلفت نظره حول ذلك، وربما يصعد الأمر ليشمل إجراءات تستطيل ما بين التنبيه عليه والحسم من مخصصاته إلى توجيه تهمة الإساءة
للوسط الأكاديمي، وربما إزاحته من هذا الميدان!
أختم بالتأكيد على أن التنمر ظاهرة عالمية لم تسلم منها البشرية، ففي القصص القرآني من أحاديث الطغاة والمرجفين ما يثبت ذلك، ومثله في الإرث التاريخي والتراث الإنساني والعصر الحديث، وتبقى خدمة الإنسان لأخيه الإنسان بأن يسن من القوانين ما يقطع دابر هذه التجاوزات لتنعم الإنسانية في كل صورها، ومنها الأكاديميا، بأجواء صحية سليمة ومعافاة تشارك في نماء الإنسان والأوطان، بعيدا عن الهموم والأحزان. وعلى الله التكلان.