منذ تنحيها عن منصبها كوزيرة للخارجية في عام 2013، تتخذ هيلاري كلينتون مواقف يمينية أكثر تشدداً من مواقف الرئيس باراك أوباما في القضايا الدولية.
وذكرت في كتابها «خيارات صعبة» في 2014 اختلافاتها مع أوباما في الشؤون الخارجية، وقالت على سبيل المثال إنها عارضت المطالبة بتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية عام 2009 وحذرت من نوايا الرئيس فلاديمير بوتين الخبيثة قبل أي شخص آخر في الإدارة الأمريكية. بعد ذلك وصفت ضم بوتين شبه جزيرة القرم إلى روسيا بأنه يشبه ضم هتلر لمنطقة شوديت لاند التشيكية في 1938 كما أعلنت عن تأييدها إقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
ولكن هل ستطبق كلينتون، في حال فوزها في انتخابات الرئاسة، سياسة خارجية أكثر تشدداً من السياسة التي اتبعها أوباما؟ أم إنها تتظاهر بتبني سياسة الصقور لتكسب أصوات الناخبين المترددين وتبعد الانتقادات من التيار اليميني خلال الانتخابات العامة؟
الرئيس الساذج
في كتاب «الأنا الأخرى»، يصور مارك لاندلر أوباما على أنه يؤمن بمبدأ المثالية ويزدري فكرة الاستثنائية الأمريكية، بينما يقدم كلينتون على أنها ليبرالية تعتقد بضرورة تدخل أمريكا في القضايا الدولية وتؤمن بمقولة الرئيس جورج بوش بأن تفويض أمريكا يصل إلى «أي زاوية في العالم».
لا شك بأن هناك توتراً بين أوباما وكلينتون منذ حملة الانتخابات الأولية في 2008 حين وصفت كلينتون منافسها في ذلك الوقت على الترشيح عن الحزب الديمقراطي أوباما بأنه ساذج في شؤون الأمن القومي.
تضخيم الخلافات
وقال المتحدث السابق باسم الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي تومي فيتور للكاتب إن الأشخاص الذين شاركوا في تلك الحملة الانتخابية طوروا كراهية عميقة لبعضهم بعضا، حيث كان من الطبيعي تضخيم الخلافات لدرجة سخيفة. كلينتون أحاطت نفسها بأشخاص مؤيدين لها عندما أصبحت وزيرة للخارجية، لكنها فشلت في اختراق دائرة أوباما الداخلية.
ويقول الكاتب إن التوتر استمر خلال الفترة الأولى من تولي إدارة أوباما الحكم، لدرجة أن «مسؤولي البيت الأبيض الذين كانوا على متن طائرة وزيرة الخارجية كان يُنظر إليهم أحياناً على أنهم جواسيس».
كوارث التدخل
وأشار لاندلر إلى أن غضب أوباما من كلينتون وصل إلى أقصى حد بسبب «الربيع العربي» والانتفاضة المصرية في ميدان التحرير. حيث أيد أوباما الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، بينما كانت كلينتون أكثر حذراً وتردداً في التفريط بحليف وصديق قديم لأمريكا. لكن مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي على يد متطرفين إسلاميين بعد التدخل الأمريكي في ليبيا، والذي شجعت كلينتون عليه، عزز رؤية أوباما بأن التدخلات الأمريكية الخارجية تؤدي في الغالب إلى كوارث.
كما يبين الكاتب أن أوباما وكلينتون تبادلا مواقفهما أكثر من مرة بسرعة في الرد على التطورات المفاجئة: «من مصر إلى البحرين إلى اليمن إلى ليبيا، كافح الرئيس ووزيرة خارجيته للتوفيق بين القيم والمصالح، وبين الآمال الديمقراطية والوقائع الجيوسياسية. وصل كفاحهما إلى الذروة في فظائع سوريا، حيث انتهى الأمر بأمريكا لتكون متفرجاً على أكثر حروب القرن الـ21 دموية».
قوى الفوضى
يعتقد لاندلر أن أوباما وكلينتون من أكثر الشخصيات السياسية جاذبية في تاريخ بلادهما، وأن الجدل بينهما سيسهم في تقرير من يصل إلى البيت الأبيض ومن يقود البلد في صراع جديد ضد قوى الفوضى وفي رأي لاندلر فإن الجغرافيا لعبت دوراً أساسياً في صياغة مواقف كل منهما.
شخصان مختلفان
في نهاية الكتاب، يستنتج لاندلر أن أوباما وكلينتون «شخصان مختلفان تماماً ويملكان قدرات طبيعية وآراء مختلفة حول كيفية ممارسة أمريكا لقوتها»، وبالنسبة للكاتب، ليس من المفاجئ أنهما يصطدمان ويختلفان أحياناً. لكن المفاجئ هو أنهما استطاعا العمل معاً بشكل جيد خلال الفترة التي قضتها كلينتون في وزارة الخارجية.
مارك لاندلر صحفي عمل في تغطية السياسة الخارجية الأمريكية لصالح صحيفة نيويورك تايمز منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، كان في البداية مراسلاً دبلوماسياً للصحيفة ومن ثم مراسل الصحيفة في البيت الأبيض منذ 2011. وعلى مدى 24 سنة تنقل في مناطق مختلفة من العالم مثل هونج كونج وفرانكفورت، كما عمل في القسم الاقتصادي في الصحيفة. والآن يعيش لاندلر مع أسرته في ماريلاند.
وذكرت في كتابها «خيارات صعبة» في 2014 اختلافاتها مع أوباما في الشؤون الخارجية، وقالت على سبيل المثال إنها عارضت المطالبة بتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية عام 2009 وحذرت من نوايا الرئيس فلاديمير بوتين الخبيثة قبل أي شخص آخر في الإدارة الأمريكية. بعد ذلك وصفت ضم بوتين شبه جزيرة القرم إلى روسيا بأنه يشبه ضم هتلر لمنطقة شوديت لاند التشيكية في 1938 كما أعلنت عن تأييدها إقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا.
ولكن هل ستطبق كلينتون، في حال فوزها في انتخابات الرئاسة، سياسة خارجية أكثر تشدداً من السياسة التي اتبعها أوباما؟ أم إنها تتظاهر بتبني سياسة الصقور لتكسب أصوات الناخبين المترددين وتبعد الانتقادات من التيار اليميني خلال الانتخابات العامة؟
الرئيس الساذج
في كتاب «الأنا الأخرى»، يصور مارك لاندلر أوباما على أنه يؤمن بمبدأ المثالية ويزدري فكرة الاستثنائية الأمريكية، بينما يقدم كلينتون على أنها ليبرالية تعتقد بضرورة تدخل أمريكا في القضايا الدولية وتؤمن بمقولة الرئيس جورج بوش بأن تفويض أمريكا يصل إلى «أي زاوية في العالم».
لا شك بأن هناك توتراً بين أوباما وكلينتون منذ حملة الانتخابات الأولية في 2008 حين وصفت كلينتون منافسها في ذلك الوقت على الترشيح عن الحزب الديمقراطي أوباما بأنه ساذج في شؤون الأمن القومي.
تضخيم الخلافات
وقال المتحدث السابق باسم الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي تومي فيتور للكاتب إن الأشخاص الذين شاركوا في تلك الحملة الانتخابية طوروا كراهية عميقة لبعضهم بعضا، حيث كان من الطبيعي تضخيم الخلافات لدرجة سخيفة. كلينتون أحاطت نفسها بأشخاص مؤيدين لها عندما أصبحت وزيرة للخارجية، لكنها فشلت في اختراق دائرة أوباما الداخلية.
ويقول الكاتب إن التوتر استمر خلال الفترة الأولى من تولي إدارة أوباما الحكم، لدرجة أن «مسؤولي البيت الأبيض الذين كانوا على متن طائرة وزيرة الخارجية كان يُنظر إليهم أحياناً على أنهم جواسيس».
كوارث التدخل
وأشار لاندلر إلى أن غضب أوباما من كلينتون وصل إلى أقصى حد بسبب «الربيع العربي» والانتفاضة المصرية في ميدان التحرير. حيث أيد أوباما الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، بينما كانت كلينتون أكثر حذراً وتردداً في التفريط بحليف وصديق قديم لأمريكا. لكن مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي على يد متطرفين إسلاميين بعد التدخل الأمريكي في ليبيا، والذي شجعت كلينتون عليه، عزز رؤية أوباما بأن التدخلات الأمريكية الخارجية تؤدي في الغالب إلى كوارث.
كما يبين الكاتب أن أوباما وكلينتون تبادلا مواقفهما أكثر من مرة بسرعة في الرد على التطورات المفاجئة: «من مصر إلى البحرين إلى اليمن إلى ليبيا، كافح الرئيس ووزيرة خارجيته للتوفيق بين القيم والمصالح، وبين الآمال الديمقراطية والوقائع الجيوسياسية. وصل كفاحهما إلى الذروة في فظائع سوريا، حيث انتهى الأمر بأمريكا لتكون متفرجاً على أكثر حروب القرن الـ21 دموية».
قوى الفوضى
يعتقد لاندلر أن أوباما وكلينتون من أكثر الشخصيات السياسية جاذبية في تاريخ بلادهما، وأن الجدل بينهما سيسهم في تقرير من يصل إلى البيت الأبيض ومن يقود البلد في صراع جديد ضد قوى الفوضى وفي رأي لاندلر فإن الجغرافيا لعبت دوراً أساسياً في صياغة مواقف كل منهما.
شخصان مختلفان
في نهاية الكتاب، يستنتج لاندلر أن أوباما وكلينتون «شخصان مختلفان تماماً ويملكان قدرات طبيعية وآراء مختلفة حول كيفية ممارسة أمريكا لقوتها»، وبالنسبة للكاتب، ليس من المفاجئ أنهما يصطدمان ويختلفان أحياناً. لكن المفاجئ هو أنهما استطاعا العمل معاً بشكل جيد خلال الفترة التي قضتها كلينتون في وزارة الخارجية.
مارك لاندلر صحفي عمل في تغطية السياسة الخارجية الأمريكية لصالح صحيفة نيويورك تايمز منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، كان في البداية مراسلاً دبلوماسياً للصحيفة ومن ثم مراسل الصحيفة في البيت الأبيض منذ 2011. وعلى مدى 24 سنة تنقل في مناطق مختلفة من العالم مثل هونج كونج وفرانكفورت، كما عمل في القسم الاقتصادي في الصحيفة. والآن يعيش لاندلر مع أسرته في ماريلاند.