في الجنادرية ماذا قالوا؟
نعيش في الرياض أيام الجنادربة في ربيعها الـ29 حيث تكون الرياض وسكانها مع موعد الاحتفال في مثل هذه الأيام من كل عام بموسم ثقافي متنوع
نعيش في الرياض أيام الجنادربة في ربيعها الـ29 حيث تكون الرياض وسكانها مع موعد الاحتفال في مثل هذه الأيام من كل عام بموسم ثقافي متنوع
الثلاثاء - 25 فبراير 2014
Tue - 25 Feb 2014
نعيش في الرياض أيام الجنادربة في ربيعها الـ29 حيث تكون الرياض وسكانها مع موعد الاحتفال في مثل هذه الأيام من كل عام بموسم ثقافي متنوع
وتكون الموضوعات التي يتناولها كثيرة ومتنوعة، كالمحافظة على العادات والتقاليد القديمة التي تكاد تنقرض من حياة الناس المعاصرة، وقضايا الفكر والأدب والتاريخ في كل أطواره وفي كل عصوره، ومعها السياسة والاقتصاد وغيرهما، من شؤون الحياة ومتطلباتها
وفي الجنادرية اعتدنا أن نرى نخبة من رجال الفكر والأدب والعلماء في كل المجالات، ومن جميع أنحاء العالم، يتكرر حضور بعضهم في كل عام بلا انقطاع، ويقل نصيب البعض الآخر من الحضور، وهذا أمر جيد وليس هو موضوع هذا المقال
الشيء الجديد في الجنادرية هذا العام هو استحواذ موضوع واحد على النشاط الثقافي كله تحت عنوان كبير هو (حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية)، وفي حلقات شارك فيها أكثر من 24 متحدثا من جميع البلاد العربية والإسلامية، وتناول المتحدثون وجهات نظر مختلفة برابط العنوان أعلاه، وتنوع المشاركون أيضا في تخصصاتهم واتجاهاتهم، وشكلوا لوحة ملونة تجد فيها كل أنواع الطيف، وتناولوا في بحوثهم مشكلات الحياة العربية الإسلامية التي يعيشها هذا العالم وينفرد بها عن بقية أمم الأرض
وحتى الآن ليس في الأمر شيء من الغرابة؛ فمشاكل العالم العربي والإسلامي تحتاج إلى ندوات ومؤتمرات بعدد أيام العام ولياليه ولا يكفيها ذلك
لكن الغريب هذا الرابط بين حركة الإسلام السياسي والدولة الوطنية، وهو ما يثير أسئلة كثيرة حول ما يراد من هذا العنوان الذي لم ألمس القصد الواضح منه، ولم يقف المتحدثون حوله كثيرا، ومرر كل منهم رؤيته من دون أن يستشكل مضمون العنوان، وقد دار سؤالان مهمان، أولهما: هل هناك إسلام سياسي وإسلام غير سياسي؟
أما الثاني فكان: هل الدولة الوطنية مع الإسلام السياسي أم ضده؟
لم يستطع المتحاورون أن يجيبوا عن أي من هذين السؤالين المركزيين
ومثل ذلك فعلوا عندما تداولوا الحديث عن الدولة الوطنية، فلم يحرروا تعريفا صحيحا للدولة الوطنية التي يتحدثون عنها، متى وكيف نصف نظاما ما أو دولة ما بأنها دولة وطنية؟ وأين مكانها من الدولة الدينية أو الدولة المذهبية أو الدولة القطرية أو حتى الدولة الحديثة في المفهوم المعاصر؟ وقد مالت أكثر الأوراق إلى تلمس رغبة المضيفين والسامعين وإرضائهم وتحميل ما يعيشه العالم العربي من مشكلات على كاهل الإسلام السياسي، وقد تجاهلوا جواب الأسئلة المحرجة، والتبس الأمر كثيرا عليهم ولم يخرجوا بمتفق عليه من الأسماء لا للدولة الوطنية ولا للإسلام السياسي
إن الإسلام دين لا يمكن تفريغه من مطالب السياسة، والسياسة عمل لإدارة الناس وإصلاحهم لا يمكن تحييد قيمها ومبادئها عن الدين في المجتمعات الإسلامية المحافظة وفي هذا الوقت أيضا