بعد حين.. من مروى إلى بغداد
نبض
نبض
الاثنين - 09 مايو 2016
Mon - 09 May 2016
مدينة مروى واحدة من حواضر العلم والثقافة والحضارة الإسلامية، كانت تقع بين تركمانستان وإيران، قارب عدد سكانها في بداية القرن السابع الهجري المليون نسمة، وعندما بدأ التتار غزوها عام 617 هـ ورغم حصانة موقعها وقوة جيشها إلا أنها استشعرت الخطر الهمجي الذي دمر عشرات المدن قبلها، فبعثت تستغيث بكل القوى الإسلامية آنذاك وعلى رأسها بغداد، نعم بغداد عاصمة الخلافة ومكمن قوتها وعزتها، وتلكأ الجميع وصمتت بغداد فهي لا تريد أن تعلن معاداتها للجحافل التي لا ترحم، وتقدم التتار وصدموا الجيش المروي الذي يقول المؤرخون إنه تجاوز المائتي ألف فأبادوه تحت ضربات سيوفهم الساحقة، وحوصرت المدينة التي جردت من جيشها ولم يكن أمامها سوى التسليم، وتم الاتفاق بين أهلها والجيوش الهمجية المنتصرة على الأمان، وصدق الأهالي أكذوبة التتار الشائعة، ووافقوا على تسليم المدينة، واشترط التتار أن يخرج الجميع أطفالا ورجالا ونساء إلى خارج المدينة قبل أن يدخلوها، وخرج الجميع لتقابلهم سيوف التتار فتبيد كل هذا العدد من البشر، نعم ما يقارب السبعمائة ألف إنسان قتلوا (كما يقول المؤرخون) وتناثرت جثثهم في تلك السهول المحيطة بالمدينة.
صمتت بغداد يومها حتى لا تستثير غضب الهمج سفاحي الدماء، وبدلا من أن تصدهم على أبواب مروى، كان التتار بعد 39 عاما يحاصرونها، ففي يوم التاسع من صفر 656 هـ الموافق العاشر من فبراير 1258م وبأوامر من الخان الأعظم مونكو خان اقتحمت جحافل التتار مدينة بغداد بعد حصار لم يتجاوز الـ12 يوما لتقتل ما يقارب مليون إنسان أي ثلث عدد سكان المدينة التي كانت الأكبر والأعظم والأغنى في العالم.
آنذاك لم يشفع لبغداد خضوعها طوال تلك المدة لسلطة التتار وأوامرهم، لم تشفع محاولات الاسترضاء والخضوع، لم تكف الهدايا ورسائل الطاعة، فمع جحافل البرابرة والمجرمين والقتلة لا معنى لرسائل المهادنة والصمت، اختارت بغداد الصمت عند سقوط مروى، فلاقت نفس المصير بعد حين.
صمتت بغداد يومها حتى لا تستثير غضب الهمج سفاحي الدماء، وبدلا من أن تصدهم على أبواب مروى، كان التتار بعد 39 عاما يحاصرونها، ففي يوم التاسع من صفر 656 هـ الموافق العاشر من فبراير 1258م وبأوامر من الخان الأعظم مونكو خان اقتحمت جحافل التتار مدينة بغداد بعد حصار لم يتجاوز الـ12 يوما لتقتل ما يقارب مليون إنسان أي ثلث عدد سكان المدينة التي كانت الأكبر والأعظم والأغنى في العالم.
آنذاك لم يشفع لبغداد خضوعها طوال تلك المدة لسلطة التتار وأوامرهم، لم تشفع محاولات الاسترضاء والخضوع، لم تكف الهدايا ورسائل الطاعة، فمع جحافل البرابرة والمجرمين والقتلة لا معنى لرسائل المهادنة والصمت، اختارت بغداد الصمت عند سقوط مروى، فلاقت نفس المصير بعد حين.