يا حليلك إن طلعت الطايف!
سلِّم لي على المجرور وأهله
سلِّم لي على المجرور وأهله
الاثنين - 24 فبراير 2014
Mon - 24 Feb 2014
سلِّم لي على المجرور وأهله.. وصفوف لاعبيه، بثيابهم البيضاء التي تحلّق في أجوائه البديعة وتخفق على إيقاع نبض الطار!
والطار ـ الذي يسمّونه «المقلب» ـ هو سيّد المجرور وآلاته الأساسية، ولمّا شاع هذا اللون وذاع فيما حول الطائف المأنوس أدخل عليه جيران الطائف «الرق والمصقع»، وقدموا لنا لوحات بديعة ظلّت ـ بخلطتها السرّية ونكهاتها الطبيعية ـ أعجوبة الفن الأصيل وأهله:
«عشقته ولا لي في المقادير حيله
أحبه.. ولا أسلاه..
وعِشْقة مليح الوصف ما هي قليله
على الراس مغلاه «
تعهدوا قلوبكم.. افتحوا رواشينها وشبابيكها ومناورها للشمس والهواء.. لا تستهينوا بهذه المضغة الصغيرة.. أنعشوها قبل أن يعصف بها وبنا (الهوا الازيب): « يا سيدي يا للّي ورا الطايف وعيّا القلب يسلاه مدري ذكرني كما يوم أذكره ولاّ نسيني.. يا لا.. لالالا.. »! إلى آخر «الملالاة»، وهي طريقه غناء المجرور وألحانه.. استقاها من منبعها وأهلها طارق عبد الحكيم ـ يرحمه الله ـ وحفظها وثبّت أصولها بالغناء من جاء بعده، ومطلعه الثلاثي يبدأ بـ»المشقّة».. ويتوسطه «البحر».. وينتهي بـ»المحط».. دلّعوا أنفسكم.. حافظوا على هذه (الإسفنجة) لتمتص نكد الدنيا وغلاستها، وتبقينا في واحات الأمل الوارفة الظلال.
وأختم بهذه التحية للكاتب الجميل الأستاذ محمد السحيمي، فقيه الحب العفيف ـ بصَاداتِه وراءاتِه الظاهرة والمُستترة واوات عطفه وهمزات فصله ووصله ـ هدية وعربون مودة.. وسأعود إليكم «على رواقة» إن كتب الله لنا بقيّة أيام، للشهيق والزفير وفرد الذراعين، في هذه الدنيا الفانية، بعد أن «أدعْبِس وأنغْبِر» في صندوق سيسم لغته المترف العجيب: « الود طبعي وعَيّا الطّبع لا يُخرج من الرّوح ْوالحب شلّش عليّا والحسايف متعبتني «!