العمري: الحداثة العمرانية تهدد بطمس هويتنا

دعا ناصر العُمري الجهات المعنية بالحفاظ على التراث العمراني واستلهام التجارب العالمية في إعادة إعمار البيوتات التراثية، وذلك باستخدام الموجودات الحديثة في قوالب تراثية، معللا ذلك بأنه أدعى لتقبلها لدى الجيل الحالي، مستشهدا بالتجارب الكندية والهولندية والأمريكية

دعا ناصر العُمري الجهات المعنية بالحفاظ على التراث العمراني واستلهام التجارب العالمية في إعادة إعمار البيوتات التراثية، وذلك باستخدام الموجودات الحديثة في قوالب تراثية، معللا ذلك بأنه أدعى لتقبلها لدى الجيل الحالي، مستشهدا بالتجارب الكندية والهولندية والأمريكية

الثلاثاء - 25 فبراير 2014

Tue - 25 Feb 2014



دعا ناصر العُمري الجهات المعنية بالحفاظ على التراث العمراني واستلهام التجارب العالمية في إعادة إعمار البيوتات التراثية، وذلك باستخدام الموجودات الحديثة في قوالب تراثية، معللا ذلك بأنه أدعى لتقبلها لدى الجيل الحالي، مستشهدا بالتجارب الكندية والهولندية والأمريكية



جاء ذلك خلال محاضرة «التراث العمراني بمنطقة الباحة



قرية ذي عين نموذجا»، والتي أقيمت في قرية الباحة التراثية بمهرجان الجنادرية

وشدد العمري على أهمية الحفاظ على الهوية العمرانية، قائلا إن الحداثة تهدد بطمس الهوية العمرانية المحلية، مضيفا «إذا كان المسرح هو أبو الفنون، فالعمارة أمها والوعاء الذي يحتويها»، مؤكداً أن القرية التراثية لمنطقة الباحة في الجنادرية تنطق بالكثير من تفاصيل فن العمارة في المنطقة

وتحدث العمري عن استخدام إنسان الباحة بكثرة لبعض الأشكال الهندسية كالمثلثات، التي تشكل ظاهرة بارزة تحضر في التشكيلات بحجر المرو وحتى في اللون، واستخدام الشكل المخروطي، كما في الحصون

واستعرض العمري خلال المحاضرة تقسيم المنزل القديم من حيث عدد الغرف وتوزيعها وأشكال النوافذ والأبواب واستخدامات الموجودات البيئية مثل الأخشاب، حيث يتم اختيار أشجار بعينها «لمتانتها» كالعرعر في السراة والسدور في تهامة، ليصنع منها المرزح أو الزافر «عمود ينتصب في منتصف البيت لحمل السقف، والأحجار المسماة «صلي» والطين»

كما تطرق العمري لطلاء الجدران بـ»الخلُبة»، وهو خليط من مخلفات الحيوانات والتبن والطين والماء، لمنع دخول الحشرات والقوارض، وكذلك لتحقيق الدفء وتبريد المنزل، موضحا أهمية وجود عتبات من الحجارة الطويلة فوق الأبواب والشبابيك

كما أشار إلى أن قرية الباحة التراثية بالجنادرية تقدم نموذجاً حياً للتراث العمراني، وذلك عبر تجسيد حرفة البناء

ودعا الزوار للتوقف عند تلك الفعالية ليستمعوا لأهازيج البناء وطريقته عمليا

واستعرض العمري مسميات فريق العمل في عملية البناء كـ»الباني، الملقف، المرضّم»، وأن الغرفة قديما كانت تسمى بـ»العين»، كما تعرض لما يسمى بـ»الجهوة» أو «المجهى»، وهو مكان مفتوح أشبه بشرفة في أعلى المنزل، يطل على المزارع، وفي بعض البيوتات توجد في «الجهوة» غرفة تستخدم غالبا للمبيت، أما «الكُترة»، فهي فتحة دائرية لا يتجاوز قطرها 30 أو40 سم في السقف تستخدم للتهوية ودخول أشعة الشمس

بعد ذلك تحدث العمري عن قرية ذي عين، التي يبلغ عدد بيوتها 56 بيتا، حصن للحماية، مؤكدا أنها تمثل نموذجا فريدا في طريقة البناء، تبين براعة من أقامها فوق سفح ومنحدرات جبل، مستحضرا أسطورة تفسر غرابة شكل الجبل الذي تقع عليه القرية، حيث تقع على قمة جبل متوسط الارتفاع من المرو، يختلف عما حوله من الجبال، من حيث التركيب والشكل

ودعا العمري إلى الاهتمام بالطراز العمراني، إلى جانب الاهتمام بالمباني التراثية، عبر المجاميع التطوعية، حيث توجد في كل واد وقرية مبان تراثية تستحق المحافظة عليها

وفي مداخلته، أشار الدكتور المشرف على جناح جامعة الباحة بالقرية التراثية، صالح بن دخيخ، إلى براعة إنسان الباحة في توظيف المفاهيم الهندسية في فن البناء، مضيفا أن دخول الفرقة الشعبية للقرية، أثناء سير المحاضرة، ذكره بطقس ارتبط بعمليات البناء، حيث كانت تقام العرضة بعد انتهاء عمليات لرص الطين فوق المنزل

من ناحيته، أكد الدكتور عبدالمجيد الغامدي، تميز النمط المعماري لذي عين، إضافة لتميز وفرادة «موزها» شكلا وطعما، قائلا إن الحديث عن ذي عين ذكره بقصيدة جميلة على لون العرضة، يقول فيها الشاعر: يا موز ذي عين من وسط الجبل لك نبعما سبحان رب من الصخر القوي لك نبع جم كل يقل ليت ليت موزي من بساتين ذي عين آكل من الموز واسقي الروح من «ليم» حالي