وقف النقاد حيارى أمام استسهال النشر، ودخول التجربة الروائية من لا يستحقها بحسب وصف الناقد الدكتور حسن النعمي، مشيرا إلى أن النتيجة كانت تراكم العشرات من الأعمال من دون قراءات فاحصة.
من جهته طرح الكاتب أشرف فقيه تساؤلا حول اختفاء الروائيين الشباب من الساحة، وقال إن لدينا أعمالا روائية كثيرة، إلا أنه نادرا ما تتشكل تجربة تأخذنا معها في رحلة نشهد خلالها تطورا، وتمثل تجربة متماسكة ذات ملامح ومشروع، مشيرا إلى أننا «نفتقد الروائي الاحترافي الذي يكرس نفسه للكتابة فيقدم عملا كل عامين أو ثلاثة».
غياب النقد
«في 2002 التقيت أحد الشباب وكان لتوه أصدر روايته الأولى ومنتشيا بالأصداء الجيدة حولها، كانت الرواية تستحق ذلك.
يومها قلت له: لعل هذا التميز يصاحبه مشروع نقدي يوسع الرؤية ويرشد المنطلقات، فكان جوابه لا حاجة لي بالنقد طالما أستطيع أن أصل للقارئ.
قلت الوصول للقارئ ليس صعبا، الصعب هو تطور التجربة. انتهى الحوار.
هذا الكاتب أصدر نحو أربع روايات كلها أقل مستوى من روايته الأولى، وربما يكون السبب ذاتيا، أو بسبب افتقاره لتجربة النقد من حوله.
ما أود قوله إن مثله كثير، حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة القارئ دون بصيرة إلا من خلال نفس قصير سرعان ما خفت وهجه، فالموضوعات التي أثارت القارئ في البداية لم تعد كذلك، والصيغ السردية أضحت متكررة، وكان لزاما على صاحب كل تجربة أن يعيد علاقته بالقراءة، النقدية والعامة.
لا أستطيع أن أبرئ ساحة النقد من القصور في المواكبة، لكن الحقيقة أن النقاد وقفوا حيارى أمام استسهال النشر ودخول التجربة الروائية من لا يستحقها، والنتيجة تراكم العشرات من الأعمال دون قراءات فاحصة.
عموما التجربة الروائية ماضية في مشروعها رغم ما يثقلها من التجارب الفاشلة، المهم هو في حالة التغير العام في تناول الموضوعات، وفي تطوير أساليب السرد عند بعض الكتاب ممن يعتد بإسهامهم».
الدكتور حسن النعمي - ناقد وأكاديمي بجامعة الملك عبدالعزيز
مراحل طبيعية
«لا توجد مشكلة فالمراحل والتموجات التي مرت بها الرواية لدينا مرت في كثير من بلدان العالم، وطبيعي أن تأتي فترات يحدث خلالها شيوع جنس أدبي معين ويتصدر المشهد، وهناك أسباب كثيرة للطفرة الروائية في التسعينات ربما يكون بينها فداحة الغياب خلال تلك الفترة حيث، إن الجميع كان يتساءل عن غياب الرواية، ويحدث أن يكون هناك تطور اجتماعي كما حصل في مرحلة التسعينات من متغيرات كان لمجتمعنا علاقة بها بصورة أو أخرى، وكذلك ما استجد في تلك الفترة.
وفيما تجنبت الرواية في الثمانينات الصدام مع التابوهات، إلا أنها قدمت في التسعينات عددا من التساؤلات لتستوي الرواية في هذه المرحلة على الجودي، وباتت المسألة اليوم طبيعية أكثر مما مضى، وسوف تأتي أسماء مكرسة تصدر أكثر من رواية وسيكون في الأطراف من يكتب وينصرف أو يستمر، ولكنه ربما يسير بخط أفقي لا ترى معه تطور لروايته اللاحقة عن السابقة، وهناك من تكون روايته ذات قيمة كل هذه الأنماط منطقية ومتوقعة».
الدكتور سحمي الهاجري - ناقد
فقد المشروع
«محاولة استحضار خمسة أسماء فارقة في الساحة كفيلة بالإجابة على السؤال، فالروائيون الأشهر والأبرز اليوم في المشهد السعودي معروفون قبل عقد من الهبة الروائية، بل إن حتى التظاهرات الروائية الحديثة مثل جائزة البوكر توجت أصحاب التجربة القديمة مثل: رجاء عالم وعبده خال، فلدينا أعمال روائية كثيرة، إلا أنه نادرا ما تتشكل تجربة تأخذنا معها في رحلة نشهد خلالها تطورا، وتمثل تجربة متماسكة ذات ملامح ومشروع، ونحن نفتقد الروائي الاحترافي الذي يكرس نفسه للكتابة فيقدم عملا كل عامين أو ثلاثة، وربما يكون الروائي الوحيد من جيل الشباب الذي يمشي في خطى واضحة هو محمد حسن علوان، وهناك أعمال بديعة لكل من مقبول العلوي وأمل الفاران وفاطمة عبدالحميد ومبارك الهاجري.
وما شهده المشهد من احتفاء غير مسبوق بكل من نداء أبوعلي وصبا الحرز ورجاء الصانع، إلا أن ما يجمع كل هذه الأسماء أنها قدمت عملا واحدا، وربما اثنين ثم خفت صوتها أو اختفى مضيفا: يبدو وكأن الروائي لدينا يكتب بأسلوب: اكتب وامض؟».
أشرف فقيه - كاتب
من جهته طرح الكاتب أشرف فقيه تساؤلا حول اختفاء الروائيين الشباب من الساحة، وقال إن لدينا أعمالا روائية كثيرة، إلا أنه نادرا ما تتشكل تجربة تأخذنا معها في رحلة نشهد خلالها تطورا، وتمثل تجربة متماسكة ذات ملامح ومشروع، مشيرا إلى أننا «نفتقد الروائي الاحترافي الذي يكرس نفسه للكتابة فيقدم عملا كل عامين أو ثلاثة».
غياب النقد
«في 2002 التقيت أحد الشباب وكان لتوه أصدر روايته الأولى ومنتشيا بالأصداء الجيدة حولها، كانت الرواية تستحق ذلك.
يومها قلت له: لعل هذا التميز يصاحبه مشروع نقدي يوسع الرؤية ويرشد المنطلقات، فكان جوابه لا حاجة لي بالنقد طالما أستطيع أن أصل للقارئ.
قلت الوصول للقارئ ليس صعبا، الصعب هو تطور التجربة. انتهى الحوار.
هذا الكاتب أصدر نحو أربع روايات كلها أقل مستوى من روايته الأولى، وربما يكون السبب ذاتيا، أو بسبب افتقاره لتجربة النقد من حوله.
ما أود قوله إن مثله كثير، حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة القارئ دون بصيرة إلا من خلال نفس قصير سرعان ما خفت وهجه، فالموضوعات التي أثارت القارئ في البداية لم تعد كذلك، والصيغ السردية أضحت متكررة، وكان لزاما على صاحب كل تجربة أن يعيد علاقته بالقراءة، النقدية والعامة.
لا أستطيع أن أبرئ ساحة النقد من القصور في المواكبة، لكن الحقيقة أن النقاد وقفوا حيارى أمام استسهال النشر ودخول التجربة الروائية من لا يستحقها، والنتيجة تراكم العشرات من الأعمال دون قراءات فاحصة.
عموما التجربة الروائية ماضية في مشروعها رغم ما يثقلها من التجارب الفاشلة، المهم هو في حالة التغير العام في تناول الموضوعات، وفي تطوير أساليب السرد عند بعض الكتاب ممن يعتد بإسهامهم».
الدكتور حسن النعمي - ناقد وأكاديمي بجامعة الملك عبدالعزيز
مراحل طبيعية
«لا توجد مشكلة فالمراحل والتموجات التي مرت بها الرواية لدينا مرت في كثير من بلدان العالم، وطبيعي أن تأتي فترات يحدث خلالها شيوع جنس أدبي معين ويتصدر المشهد، وهناك أسباب كثيرة للطفرة الروائية في التسعينات ربما يكون بينها فداحة الغياب خلال تلك الفترة حيث، إن الجميع كان يتساءل عن غياب الرواية، ويحدث أن يكون هناك تطور اجتماعي كما حصل في مرحلة التسعينات من متغيرات كان لمجتمعنا علاقة بها بصورة أو أخرى، وكذلك ما استجد في تلك الفترة.
وفيما تجنبت الرواية في الثمانينات الصدام مع التابوهات، إلا أنها قدمت في التسعينات عددا من التساؤلات لتستوي الرواية في هذه المرحلة على الجودي، وباتت المسألة اليوم طبيعية أكثر مما مضى، وسوف تأتي أسماء مكرسة تصدر أكثر من رواية وسيكون في الأطراف من يكتب وينصرف أو يستمر، ولكنه ربما يسير بخط أفقي لا ترى معه تطور لروايته اللاحقة عن السابقة، وهناك من تكون روايته ذات قيمة كل هذه الأنماط منطقية ومتوقعة».
الدكتور سحمي الهاجري - ناقد
فقد المشروع
«محاولة استحضار خمسة أسماء فارقة في الساحة كفيلة بالإجابة على السؤال، فالروائيون الأشهر والأبرز اليوم في المشهد السعودي معروفون قبل عقد من الهبة الروائية، بل إن حتى التظاهرات الروائية الحديثة مثل جائزة البوكر توجت أصحاب التجربة القديمة مثل: رجاء عالم وعبده خال، فلدينا أعمال روائية كثيرة، إلا أنه نادرا ما تتشكل تجربة تأخذنا معها في رحلة نشهد خلالها تطورا، وتمثل تجربة متماسكة ذات ملامح ومشروع، ونحن نفتقد الروائي الاحترافي الذي يكرس نفسه للكتابة فيقدم عملا كل عامين أو ثلاثة، وربما يكون الروائي الوحيد من جيل الشباب الذي يمشي في خطى واضحة هو محمد حسن علوان، وهناك أعمال بديعة لكل من مقبول العلوي وأمل الفاران وفاطمة عبدالحميد ومبارك الهاجري.
وما شهده المشهد من احتفاء غير مسبوق بكل من نداء أبوعلي وصبا الحرز ورجاء الصانع، إلا أن ما يجمع كل هذه الأسماء أنها قدمت عملا واحدا، وربما اثنين ثم خفت صوتها أو اختفى مضيفا: يبدو وكأن الروائي لدينا يكتب بأسلوب: اكتب وامض؟».
أشرف فقيه - كاتب