ترميم العلاقة الزوجية يحتاج خطوة إصلاح واستجابة آخر
بينما تزيد يوما بعد آخر أرقام وتحذيرات الخبراء من استفحال حالات الطلاق والمشكلات الزوجية، يرى خبراء في مجال السلوك أن هذه الإشكالات غالبا ما تكون قابلة للحل مع قليل من الهدوء والحكمة والاستعانة بخبراء من الأقارب في الأسرة وخارجها، لكنه يظل الحل السهل الممتنع والذي يحتاج إلى خطوة جادة من أحد الزوجين لإصلاح الأمور واستجابة الآخر
بينما تزيد يوما بعد آخر أرقام وتحذيرات الخبراء من استفحال حالات الطلاق والمشكلات الزوجية، يرى خبراء في مجال السلوك أن هذه الإشكالات غالبا ما تكون قابلة للحل مع قليل من الهدوء والحكمة والاستعانة بخبراء من الأقارب في الأسرة وخارجها، لكنه يظل الحل السهل الممتنع والذي يحتاج إلى خطوة جادة من أحد الزوجين لإصلاح الأمور واستجابة الآخر
السبت - 22 فبراير 2014
Sat - 22 Feb 2014
بينما تزيد يوما بعد آخر أرقام وتحذيرات الخبراء من استفحال حالات الطلاق والمشكلات الزوجية، يرى خبراء في مجال السلوك أن هذه الإشكالات غالبا ما تكون قابلة للحل مع قليل من الهدوء والحكمة والاستعانة بخبراء من الأقارب في الأسرة وخارجها، لكنه يظل الحل السهل الممتنع والذي يحتاج إلى خطوة جادة من أحد الزوجين لإصلاح الأمور واستجابة الآخر.
يقول استشاري علم النفس والسلوكيات الأسرية الدكتور ماجد قنش لـ«مكة»: إن استمرار العلاقة بين الزوجين؛ أمر مرهون بجهود الطرفين وترميم العلاقة الزوجية يعتمد على نوعية المشكلات بين الزوجين أو الانفصال والأمر الذي حدث بناء عليه الطلاق
مبينا أنه تختلف أسبابه بين طلب أحد الزوجين الانفصال بسبب الخيانة أو الخلافات الطبيعية بينهما وزيادة الضغط أو التدخل المستمر للأقارب أو عدم تفاهم الطرفين بشكل عام
ويمكن بحسب ما يرى قنش، أن ترميم العلاقة الزوجية المنهارة والتي فسدت بطرق عدة، يكمن في وجود شخص ناضج يستمع لجميع مشكلات الزوجين التي أوصلتهما إلى فساد العلاقة الزوجية ومعرفة أسباب الخلافات والتي تكون عادة بسبب اختلاف وجهات النظر بينهما ويكمن دور هذا الشخص بعد الاستماع إلى الطرفين كل على حدة بتقريب وجهات الاختلاف بتنازل بسيط منهما مقابل عودتهما إلى عش الزوجية مع ضرورة الوصول إلى اتفاق بينهما يضمن استمرار الحياة
ويضيف قنش هناك طريقة أخرى أن أراد الزوج إرجاع زوجته وإصلاح العلاقة ويمكن استخدامها في حال أن الزوجة هي من تريد الانفصال مع إصرارها عليه حيث يمكن للزوج اتخاذ طريق إرسال الرسائل المبطنة بالحب لها إن كان بالفعل يحبها ويمكن إرسالها عن طريق «الواتس اب، الرسائل النصية، رسائل البريد الالكتروني» لاستمالتها
وتابع، أما الطريقة الثالثة التي يستطيع الزوج اتخاذها إن كان لديهم أبناء ويرغب بإرجاع زوجته هو التأثير العاطفي عليها عن طريق أبنائها بصفتها أم وذات حنان عال ليقوم بتليين قلبها عن طريق الأبناء مثل: «نريد العيش وتربية أبنائنا سويا
أبناؤنا تغيرت نفسياتهم كثيرا بعد التشتت العائلي بيننا»، سوف تؤثر هذه الجمل فعليا في الزوجة، لأن تغير نفسيات الأبناء هو واقع تراه على أبنائها لاختلاف نمط العيش لدى الأبناء في الوضع المدرسي والحالة النفسية وهو ما لا يستطيع الأطفال تقديره
أما إن كانت المرأة هي من تريد إصلاح العلاقة التي فسدت بينها وبين زوجها عليها البدء مثل الرجل بتوسيط أحد الأقارب الذي يكون له تأثير على الزوج بشكل إيجابي أو الاستعانة باختصاصي أسري للتحدث معه بصفة رجولية تؤثر على المنطق والتفكير لديه مع ضرورة التوضيح للزوج برغبة زوجته في العودة إليه وتقريب وجهات النظر لحل ما يكدر صفو عيشهما دوما
ويمكن للزوجة في الطريقة الثانية الاستعانة بالأبناء لترميم العلاقة الزوجية بقول بعض الجمل للزوج عن طريق الرسائل الصريحة وليست المبطنة مثل الرجل للمرأة مثل «لم استطع تحمل مسؤولية الأبناء بمفردي، يحتاج أبناؤنا وأنا رجلا في المنزل»
وتأسف قنش إلى كثرة الطلاق في الوقت الراهن بين حديثي الزواج بسبب الخلل في الجيل الجديد في عدم رغبته بتحمل مسؤوليات الارتباط حيث يريد الرجل قضاء حياة «العزوبية» واعتبار المنزل فندقا يخلد به وقت النوم فقط ورغبة المرأة في حضور جميع المناسبات الاجتماعية من حفلات ومقاه بالرغم من أنها جميعها يمكن القيام بها ولكن بتوازن حتى لا تؤثر على الحياة الزوجية
ويضيف الأزواج القدامى هم الأكثر تمسكا بالعلاقة الزوجية لأنه بعد مرور ما يزيد عن عشرة أعوام يصبح من النادر انفصالهم لوصولهم إلى سن النضوج الذي يحكمون به عقولهم أكثر، وإذا حدث خلاف بينهم لا أحد منهم يخرج من المنزل حتى وإن هجروا بعضا مع تمسكهم بتناول وجباتهم الغذائية سويا محافظين على استقرار الأسرة ونفسية أبنائهم
ويقول هناك بعض المراكز التي تهتم بترميم العلاقات الزوجية مثل جمعية مودة لتأهيلهم قبل الزواج، ولكن بعد الزواج لا يوجد إلا إصلاح ذات البين عند الطلاق مطالبا بضرورة توفير مشاريع متخصصة لترميم الأسر المنهارة.
«بينما تحدد استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين واضطرابات القلق والعلاج المعرفي السلوكي الدكتورة سميرة الغامدي لـ«مكة» أن هناك علاقات زوجية يمكن ترميمها وأخرى لا بد أن يكون بها نهاية للمطاف الزوجي بوصولها إلى الطلاق بسبب إدمان أحد الزوجين وهنا يكون البعد هو الغنيمة، بينما إن كانت الأسباب لا تزيد عن العصبية الزائدة يمكن ترميمها ومن أهم الأمور التي تفسد العلاقة الزوجية التفكير السلبي والشك وانقطاع الحوار والبكم الزوجي والانفصال النفسي داخل البيت وعدم التجديد والكذب أحيانا وعدم الالتزام بالمسؤوليات
ونصحت الغامدي بضرورة اكتشاف الأخطاء الزوجية وتعديلها عن طريق الزوجين أو الأهل أو الاستشاريين النفسيين والإيمان بأنه لا يوجد أشخاص صفاتهم كاملة والتنازل المتوازن مطلوب، ومعرفة حقوق وواجبات كل طرف أمر من صميم الواجبات»
الدكتورة سميرة الغامدي