«سمّوها».. يا مجلس الشورى
الأحد - 13 مارس 2016
Sun - 13 Mar 2016
وكأن العزيز مجلس الشورى يُصر على زيادة الهوّة بينه وبين المواطن، فرفض المجلس توصية بطلب زيادة معاشات المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 3 آلاف ريال، التوصية وصفها رئيس لجنة الموارد البشرية في المجلس الدكتور محمد آل ناجي بأنها «عاطفية»، وسيترتب عليها كلفة مالية عالية تؤدي إلى زيادة العجز كما يقول.
الغريب أن المتقاعدين لم يكونوا «عاطفيين» ويرموا رافضي التوصية بالطماطم (ربما لأنهم لا يملكون طماطم!)، ورغم أن عجز مؤسسة التقاعد ليس مسؤولية المتقاعد، فإن كانت المؤسسة تعاني من العجز فالأجدى أن تُحاسب هي، وليس أن يرفض أي طلب للمواطن بحجة أن المؤسسة التي وضعت لأجله لا تستطيع أن تخدمه، فالمجلس من المفترض أن يكون مُنصفا بين المواطن وبين المؤسسات الأخرى، ولن أكون عاطفيا وأقول المُفترض أن يقف مدافعا عن المواطن ضد المؤسسات، فهذا ربما طلب «عاطفي» لا يليق أن نطلبه من مجلسنا الكريم، حتى لو جزمت بأن التخلي التام عن العاطفة يخرج الإنسان من إنسانيته، ومع كل ذلك تقبّل المتقاعد رفض المجلس للتوصية، ليس لأنه أدرك أنها عاطفية، بل لأنه بحسّه الوطني ومعرفته للظروف الراهنة التي يمر بها الوطن يجب عليه أن يؤجل أحلامه بالرفاهية لأجل الوطن الذي أفنى عمره في خدمته.
المفاجأة التي جعلت المواطن يدرك أن شعرة معاوية بينه وبين المجلس مجرد وهم هي ما نشرته صحيفة عكاظ عن بعض أعضاء مجلس الشورى الذين (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) حيث أكدوا وجود (جهات لم يسموها) لتعطيل نظام مكافحة التحرش والابتزاز، وهنا تتعاظم حالة التيه عند المواطن بين (جهات لم تسمَّ، وأعضاء فضلوا عدم ذكر أسمائهم).
لن أسأل هل المجلس ضعيف لهذه الدرجة؟ ولن أتورط بسؤال على شكل وشاكلة: هل المجلس مُخترق من قبل تيار يعطل أي قانون لا يعجبه؟ وما شعور الأعضاء الذين يعلمون أن لا رأي لهم، وأنهم تحت رحمة جهات (لا تسمّى)؟ كل هذه الأسئلة تستدعي للذاكرة لعبة الأجداد الشهيرة لعبة عظيم ضاح، حيث يلعب الشباب (في عصر الأجداد) في الليالي المقمرة لعبة شعبية تعتمد على (عظم من بقايا الطعام) حيث يغمض اللاعبون أعينهم، ويقوم أحدهم برمي العظم لأي جهة مرددا (عظيم- تصغير عظم- ضاح، وين غدا وين راح؟) ليفتح البقية أعينهم ويبحثون أو بشكل أدق (يخمنون) عن الجهة التي رُمي إليها العظم، لا تسألوني عن الهدف أو المتعة بهذه اللعبة، رغم أن محاولة فهمها قد يوصلنا لفهم ما يحدث بمجلس الشورى، فالصراع بين المجلس والجهات التي ترفض ولا تسمّى لو كان لتوصيات لا تمس حياة المواطن فربما تقبلها المواطن بـ(شماتة) من باب (ترفضون التوصيات التي في صالحنا فسلّط الله عليكم من يعطل توصياتكم)، لكن عندما يجتمع المجلس والجهة المعطّلة ضد ما يهم المواطن فـ(لا طبنا ولا غدا الشر)، ولهذا (نرمي عقالنا) لمجلس الشورى صارخين: ( تكفون سمّوا هذه الجهات فقط)!
[email protected]
الغريب أن المتقاعدين لم يكونوا «عاطفيين» ويرموا رافضي التوصية بالطماطم (ربما لأنهم لا يملكون طماطم!)، ورغم أن عجز مؤسسة التقاعد ليس مسؤولية المتقاعد، فإن كانت المؤسسة تعاني من العجز فالأجدى أن تُحاسب هي، وليس أن يرفض أي طلب للمواطن بحجة أن المؤسسة التي وضعت لأجله لا تستطيع أن تخدمه، فالمجلس من المفترض أن يكون مُنصفا بين المواطن وبين المؤسسات الأخرى، ولن أكون عاطفيا وأقول المُفترض أن يقف مدافعا عن المواطن ضد المؤسسات، فهذا ربما طلب «عاطفي» لا يليق أن نطلبه من مجلسنا الكريم، حتى لو جزمت بأن التخلي التام عن العاطفة يخرج الإنسان من إنسانيته، ومع كل ذلك تقبّل المتقاعد رفض المجلس للتوصية، ليس لأنه أدرك أنها عاطفية، بل لأنه بحسّه الوطني ومعرفته للظروف الراهنة التي يمر بها الوطن يجب عليه أن يؤجل أحلامه بالرفاهية لأجل الوطن الذي أفنى عمره في خدمته.
المفاجأة التي جعلت المواطن يدرك أن شعرة معاوية بينه وبين المجلس مجرد وهم هي ما نشرته صحيفة عكاظ عن بعض أعضاء مجلس الشورى الذين (فضلوا عدم ذكر أسمائهم) حيث أكدوا وجود (جهات لم يسموها) لتعطيل نظام مكافحة التحرش والابتزاز، وهنا تتعاظم حالة التيه عند المواطن بين (جهات لم تسمَّ، وأعضاء فضلوا عدم ذكر أسمائهم).
لن أسأل هل المجلس ضعيف لهذه الدرجة؟ ولن أتورط بسؤال على شكل وشاكلة: هل المجلس مُخترق من قبل تيار يعطل أي قانون لا يعجبه؟ وما شعور الأعضاء الذين يعلمون أن لا رأي لهم، وأنهم تحت رحمة جهات (لا تسمّى)؟ كل هذه الأسئلة تستدعي للذاكرة لعبة الأجداد الشهيرة لعبة عظيم ضاح، حيث يلعب الشباب (في عصر الأجداد) في الليالي المقمرة لعبة شعبية تعتمد على (عظم من بقايا الطعام) حيث يغمض اللاعبون أعينهم، ويقوم أحدهم برمي العظم لأي جهة مرددا (عظيم- تصغير عظم- ضاح، وين غدا وين راح؟) ليفتح البقية أعينهم ويبحثون أو بشكل أدق (يخمنون) عن الجهة التي رُمي إليها العظم، لا تسألوني عن الهدف أو المتعة بهذه اللعبة، رغم أن محاولة فهمها قد يوصلنا لفهم ما يحدث بمجلس الشورى، فالصراع بين المجلس والجهات التي ترفض ولا تسمّى لو كان لتوصيات لا تمس حياة المواطن فربما تقبلها المواطن بـ(شماتة) من باب (ترفضون التوصيات التي في صالحنا فسلّط الله عليكم من يعطل توصياتكم)، لكن عندما يجتمع المجلس والجهة المعطّلة ضد ما يهم المواطن فـ(لا طبنا ولا غدا الشر)، ولهذا (نرمي عقالنا) لمجلس الشورى صارخين: ( تكفون سمّوا هذه الجهات فقط)!
[email protected]