الطمع يوقف بيع السجائر

فيما توقفت محلات تجارية عدة عن بيع علب السجائر بالأسعار القديمة بغية الاستفادة من فارق السعر بعد بدء تطبيق التسعيرة الجديدة والتي تنص على رفع الضريبة الجمركية 100% على كل أنواع السجائر، تقاذف قسما استقبال البلاغات في وزارتي التجارة والصناعة والشؤون البلدية والقروية مسؤولية الرقابة على الأسعار، ففي حين تبرأت وزارة التجارة والصناعة من استقبال البلاغات المتعلقة بأسعار السجائر، والتي شهدت ارتفاعا غير مسبوق منذ نهاية الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ، أكدت الشؤون البلدية على لسان أحد موظفي استقبال البلاغات أن دور الأمانات يقتصر على وضع التسعيرة في حين تتم مراقبتها من قبل التجارة.

وبحسب بائعين في مراكز تجارية تحدثوا لـ«مكة» شهدت السوق المحلية ندرة في معروض علب السجائر منذ مساء الأربعاء الماضي، عازين ذلك إلى توقف موزعي الشركات عن تزويد المحلات بالكميات المعتادة، إضافة إلى تجفيف السوق من قبل بعض المحلات بغية الاستفادة من السعر الجديد.

الجمارك تبدأ التطبيق مطلع جمادى الآخرة

أمام ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم مصلحة الجمارك عيسى العيسى لـ»مكة» أنه اعتبارا من مطلع جمادى الآخرة الحالي (الخميس الماضي) تم البدء بالتعديل الجديد على جميع أصناف التبغ ومشتقاته الواردة في الفصل «24» من التعريفة الجمركية الخليجية، وذلك بناء على قرار المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون القاضي بالموافقة على تعديل الحد الأدنى لاستيفاء التعرفة الموحدة بدول المجلس على التبغ بما يعادل ضعف الحد الأدنى للمطبق حاليا وعلى جميع أصناف التبغ ومشتقاته.

وأوضح العيسى أن الحد الأدنى للقيمة الذي يصرح به بعض مستوردي التبغ ومشتقاته للجمارك لم يعد يمثل القيمة الحقيقية، فالملاحظ أن جميع السلع الواردة زادت أسعارها وبقيت قيم التبغ ومشتقاته تحت سقف لا يمثل القيمة الحقيقية التي يجب التصريح عنها للجمارك ولهذا جرى تعديل الحد الأدنى الذي لا يجوز للمستوردين التصريح بأقل منه.

وأشار إلى أنه على سبيل المثال بعض السجائر كان يصرح مستوردوها للجمارك عن قيم متدنية جدا تقل عن ريالين للعلبة وهذه قيمة لا تمثل قيمتها الحقيقية، أما الآن فلا تقبل القيمة إذا قلت عن 4 ريالات للعلبة وترتفع حسب جودة التبغ.

10 مليارات لعلاج أمراض التبغ

في المقابل قال مدير جمعية «كفى» لمكافحة التدخين والمخدرات بمكة المكرمة إبراهيم الحمدان إن الدولة تنفق سنويا نحو 10 مليارات لعلاج أمراض التبغ، مقابل هدر المال من قبل المدخنين على الضرر بصحتهم، بذلك فقد تم فعليا تطبيق القرار الخليجي برفع الضريبة الجمركية، مشيرا إلى أن القرار من المفترض تنفيذه منذ عام مضى ولكن لطول الإجراءات بدأ تطبيقه الوقت الراهن.

وأوضح أن رفع السعر سيكون له انعكاسات إيجابية أبرزها تقليص عدد المدخنين ومنع دخول مدخنين جدد، حيث سيشعر بأنه ينفق مبالغ هائلة، مشددا على ضرورة أن تواجد وزارة التجارة والجهات الرقابية في السوق للحد من نشوء سوق سوداء والتلاعب من قبل أصحاب المحلات.