شكرا.. أحمد عيد
الثلاثاء - 08 مارس 2016
Tue - 08 Mar 2016
قد يعتقد البعض أن موضوعي هنا رياضي، بتطرقي لذكر أول مسؤول على مستوى الوطن تم انتخابه رئيسا لاتحاد كرة القدم السعودي؛ ولكني حقيقة لا أنوي التطرق للشؤون الرياضة، وسيكون بحثي هنا نفسيا اجتماعيا بحتا.
لقد كانت عملية انتخابه نقلة إدارية نوعية عظيمة أعطتنا القدرة على قياس تفاعل مجتمعنا مع الروح الديمقراطية، ومع المختلف، وبكل وضوح، فوجدنا أن الأحداث والتحديات ومنذ اليوم الأول لترشيحه كانت تتصاعد وتضيق وتنفجر، وأن الشخصية العنصرية كانت تتمادى وتبالغ في التعامل معه بفوقية، وهو المختلف عرقا، ولونا، فكان أن استنكر عليه أن يتبوأ مكانة لم يكن يتحصل عليها إلا أفراد الأسرة المالكة من قبله.
البعض نظر إليه نظرة عنصرية، وحسده على وضعه ومكانته، والبعض خرج عن إنسانية التخاطب معه، فوصفه بأوصاف غير الأحرار، وأدخله الحيط، ونزع عنه قدرته الحرة على اتخاذ القرار من رأسه، وغيرها من الأمور المعيبة لصورة شعبنا، بأن تستمر بيننا هذه النعرات الجاهلية القميئة.
البعض كان يتجاهله ويعارضه لمجرد المعارضة، ولإثبات الذات بالتلميح والتصريح، وبعدم الإشادة بأي عمل ينجزه. البعض ممن يعملون تحت إدارته تحزبوا ضده، على عكس ما تعنيه أنساق وأخلاقيات العمل في اتحاد، فأصبح في أغلب الأوقات يتحرك منفردا، ويشك في نوايا المحيطين به، ويحاول بكل أدب ومثابرة إبعاد الأشواك والفخاخ عن طريقه، ليكمل مهمته.
بعض العاملين بالصحافة والإعلام استهانوا بشخصه، ولم يحترموا مكانة منصبه، والتي كانت في السابق من الخطوط الحمراء، فنبحه النابحون، وطُلب منه علانية أن يبتعد كالسفيه، وأن يلعب بعيدا عنهم.
المحللون الرياضيون في بعض البرامج الفضائية أظهروا ما بجوفهم من قيح، وكأنهم ينتقمون من خرس الأيام الخوالي!.
بعض المسؤولين الكبار كانوا يزاولون عليه الضغط المستمر المبطن والعلني، وكان بدبلوماسيته يحاول الفكاك منهم بأقل الخسائر. رواد التواصل الاجتماعي أبدعوا في النيل من شخصه بكل عنصرية وشخصنة وقبح وسباب، فلم ينحدر لمستوى أخلاقهم المنعدمة.
أحمد عيد كان أفضل هزة فكرية اجتماعية حصلت لمجتمعنا، شهدنا من خلالها كيف تنقلب الأرانب المستأنسة إلى ذئاب ظامئة للدماء. أحمد عيد (والذي لا أعرفه شخصيا)، وحكايته مع المنصب والسلطة، صنعا مجسمات خزي لكثير ممن أثبتوا علانية للعالم أننا مزيج من عقد جاهلية لا تنتهي، ولا يمكن تجميلها.
حورب فاستمر، قصف ولم يهتز؛ وفي وجهة نظري غير الرياضية أنه قد نجح في العبور، رغم ما كان يوضع أمامه من العقبات والدسائس، والخيانات، وسيعجز من يأتي بعده عن مجاراته فيما صنع.
أما حكايته فستكون دليلنا للمستقبل وللأجيال القادمة، وأظنها ستخلد من وقفوا ضده كأمثلة جلية على تخلفنا الإنساني، ونقص إيماننا، ولتثبت جوعنا للإساءة إلى المختلف، وسوف يكون يوما مضربا للمثل، فمن عجب كيف استطاع أن يمر وسط جحافل المتخلفين منا عقلا ومشاعر، وإنسانية.
المهتمون بدراسات علم الاجتماع، وعلم النفس، لا بد أن يكون لهم وقفات بحثية مع هذه الحالة، التي تعرى فيها مجتمعنا، وأظهر جزءا كبيرا من تخلفنا.
أما أنا فسأقف في ختام مقالي هذا لأقول لأحمد عيد، شكرا على توضيح ما بنا من خلل وعلل سرمدية.
[email protected]
لقد كانت عملية انتخابه نقلة إدارية نوعية عظيمة أعطتنا القدرة على قياس تفاعل مجتمعنا مع الروح الديمقراطية، ومع المختلف، وبكل وضوح، فوجدنا أن الأحداث والتحديات ومنذ اليوم الأول لترشيحه كانت تتصاعد وتضيق وتنفجر، وأن الشخصية العنصرية كانت تتمادى وتبالغ في التعامل معه بفوقية، وهو المختلف عرقا، ولونا، فكان أن استنكر عليه أن يتبوأ مكانة لم يكن يتحصل عليها إلا أفراد الأسرة المالكة من قبله.
البعض نظر إليه نظرة عنصرية، وحسده على وضعه ومكانته، والبعض خرج عن إنسانية التخاطب معه، فوصفه بأوصاف غير الأحرار، وأدخله الحيط، ونزع عنه قدرته الحرة على اتخاذ القرار من رأسه، وغيرها من الأمور المعيبة لصورة شعبنا، بأن تستمر بيننا هذه النعرات الجاهلية القميئة.
البعض كان يتجاهله ويعارضه لمجرد المعارضة، ولإثبات الذات بالتلميح والتصريح، وبعدم الإشادة بأي عمل ينجزه. البعض ممن يعملون تحت إدارته تحزبوا ضده، على عكس ما تعنيه أنساق وأخلاقيات العمل في اتحاد، فأصبح في أغلب الأوقات يتحرك منفردا، ويشك في نوايا المحيطين به، ويحاول بكل أدب ومثابرة إبعاد الأشواك والفخاخ عن طريقه، ليكمل مهمته.
بعض العاملين بالصحافة والإعلام استهانوا بشخصه، ولم يحترموا مكانة منصبه، والتي كانت في السابق من الخطوط الحمراء، فنبحه النابحون، وطُلب منه علانية أن يبتعد كالسفيه، وأن يلعب بعيدا عنهم.
المحللون الرياضيون في بعض البرامج الفضائية أظهروا ما بجوفهم من قيح، وكأنهم ينتقمون من خرس الأيام الخوالي!.
بعض المسؤولين الكبار كانوا يزاولون عليه الضغط المستمر المبطن والعلني، وكان بدبلوماسيته يحاول الفكاك منهم بأقل الخسائر. رواد التواصل الاجتماعي أبدعوا في النيل من شخصه بكل عنصرية وشخصنة وقبح وسباب، فلم ينحدر لمستوى أخلاقهم المنعدمة.
أحمد عيد كان أفضل هزة فكرية اجتماعية حصلت لمجتمعنا، شهدنا من خلالها كيف تنقلب الأرانب المستأنسة إلى ذئاب ظامئة للدماء. أحمد عيد (والذي لا أعرفه شخصيا)، وحكايته مع المنصب والسلطة، صنعا مجسمات خزي لكثير ممن أثبتوا علانية للعالم أننا مزيج من عقد جاهلية لا تنتهي، ولا يمكن تجميلها.
حورب فاستمر، قصف ولم يهتز؛ وفي وجهة نظري غير الرياضية أنه قد نجح في العبور، رغم ما كان يوضع أمامه من العقبات والدسائس، والخيانات، وسيعجز من يأتي بعده عن مجاراته فيما صنع.
أما حكايته فستكون دليلنا للمستقبل وللأجيال القادمة، وأظنها ستخلد من وقفوا ضده كأمثلة جلية على تخلفنا الإنساني، ونقص إيماننا، ولتثبت جوعنا للإساءة إلى المختلف، وسوف يكون يوما مضربا للمثل، فمن عجب كيف استطاع أن يمر وسط جحافل المتخلفين منا عقلا ومشاعر، وإنسانية.
المهتمون بدراسات علم الاجتماع، وعلم النفس، لا بد أن يكون لهم وقفات بحثية مع هذه الحالة، التي تعرى فيها مجتمعنا، وأظهر جزءا كبيرا من تخلفنا.
أما أنا فسأقف في ختام مقالي هذا لأقول لأحمد عيد، شكرا على توضيح ما بنا من خلل وعلل سرمدية.
[email protected]