دعاء القلوب لعاهل محبوب
الأحد - 11 يناير 2015
Sun - 11 Jan 2015
وقلوب الناس في هذا الوطن الآمن تخفق عاطفة وتفيض حباً،
ودعواتهم من فوق هذا الثرى الطاهر ترتفع إلى السماء.. سائلة ربها ورب كل شيء أن يكتب لعبده عبدالله بن عبدالعزيز شفاء بُرءٍ بعد مس سقام.. وعيون الوطن كلها ترقب في شوق أن تعود تلك الطلة الحانية لمليكها وعاهلها الذي أسكنته أحداقها.. والألسنة كلها تلهج بالرجاء أن يحفظ الله خادم الحرمين.. ليواصل مع ولي عهده الأمين وإخوانه وأبنائه الكرام قيادة المسيرة الظافرة إلى مراتب الرقي والنماء والأمن والأمان.
فقد تعودنا في هذا البلد الأمين وفي هذا الوطن المأمون أن ننتقل من طور إلى طور ومن حقبة إلى حقبة ومن زمن إلى زمن، والراية الخضراء تمطر كل مستظل زخات من الطمأنينة وراحة البال.. حتى عندما يتغير الحال من حولنا.. وفى كل الجوار يتطلعون إلى نسمات تهب عليهم من ربوعنا ويتمنون أن تلفهم رياح الرحمة والتراحم التي تعمر أرضنا وتغمر ديارنا رحمة من الله وحفظاً منه جل في علاه.
إن نعمة الاستقرار التي حبا بها المنعم الكريم بلاد الحرمين الشريفين، مهوى القلوب والأفئدة منذ دعوة الخليل عليه السلام تبقى واحدة من أعظم نعمه سبحانه وتعالى، وهي بفضل الله كثيرة وغزيرة.. والأمر لا يتطلب أكثر من الشكر عليها فبه تدوم النعم.. ويتواصل الخير ويزداد الأمان مع ملاحظة أن الشكر عمل وليس قولا والله يقول «اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور».
فدوام وحدة الوطن ليس بشكر الله بالقول.. ولكن بالعمل على استمرار هذه الوحدة.. وهكذا يكون الشكر.. ألهمنا الله ذلك كما أمر آل داود.
وبالرغم مما تحقق لدول شتى من تقدم وتطور وإنماء.. تظل المملكة العربية السعودية بفضل الله أولاً، ثم بفضل هذا الولاء المتصل للعهد في هذه الأرض، أرضاً راسخة لا تزل فيها للأمان قدم، طالما بقيت كل الأقدام واقفة على أرض صلبةٍ وبقيت كل الأذرع متشابكة يشد بعضها بعضاً ويعضد بعضها بعضاً.
ولقد أكدت الأيام أننا أمة تشتد في الحزن حتى ينجلي وتتماسك في الآلام حتى تنتهي..
وليس أدل على ذلك من هذا الشعور الموحد والذي يحيط سرير الملك شفاه الله والذي تجلى في فيض المشاعر الصادقة منها ما ذهب إليه على قدمين ومنها ما وصله اتصالاً..
ومنها تواصلاً دعاءً بالصحة والشفاء.
فلسنا وحدنا في المملكة العربية السعودية من نحفل بهذا الأمر، بل تشاركنا فيه كل الأمة العربية والإسلامية، بل والأسرة الدولية التي أكدت لها المواقف والأيام نبل خادم الحرمين وصدق الملك وشهامة العربي الأصيل ووفاء المسلم النبيل.
وكلها مواقف تحسب له ـ شفاه الله ـ وتسجل في رصيد الوطن الذي دائماً ما يقف خلف قائده الذي يستمد منه بعد الله تعالى هذه القوة والحزم وهذا الحسم والعزم.
وكم أحمد الله ويحمده معي كل مواطن سعودي ما يراه العالم فينا من لحمةٍ وتكاتف بين القيادة والشعب، في كل سهلٍ وصعب..
حتى غدت القيادة صدىً صادقاً للناس، وغدا الناس في بلدي صوتاً أصيلاً للقيادة.
هكذا كنا وهكذا يجب أن نكون، وخاصة أن هناك من المتربصين والحاقدين من يتأبطون شراً بخير بقاع الدنيا، ويضمرون السوء لأرض الخير والنور..
إنها كتائب الظلام وأحزاب اللئام التي تريد أن تعيث في الأرض فساداً وتطفئ نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون.
وفى تصوري أن الكافرين ليس فقط كفار الأديان، ولكنهم اليوم هم مدمرو الأوطان وناشرو الفوضى والخراب والدمار في كل مكان،
وليس بغير سلاح الإيمان المطلق بالله ورسوله عليه صلوات الله وملائكته وسلام الناس أجمعين.. ثم الإيمان بأحقية الإنسان أن يحيا آمناً مطمئناً في وطنه، وأن يهنأ بالطمأنينة والسلام على الأرض التي أخرجت للدنيا كل مقومات السلم والسلام فخرج منها الإسلام كما عرفناه وكما نزل على خاتم المرسلين دين محبة ودستور حياة ومنهجاً ومذهباً للحق والنور.
إن الله تعالى لم يجعل الخلد لأحد..
ولكنه جعل الخلود لهذا الدين وعداً.. وللقرآن حفظاً، ولهذه الأرض موعداً حتى قيام الساعة.
فما أسعدنا ونحن أتباع هذا الدين.. وأبناء هذه الأرض بكل هذه الوعود الصادقة من الخالق العليم، وما أحرانا أن نظل لكل ذلك أوفياء مخلصين.
والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. أسأل الله أن يديم علينا أمنه وأمانه، وأن يبقينا رعاة أوفياء لكل عهد وأمانة.
«وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام» سورة إبراهيم الآية 35